مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

علي معشي* في ساعة متأخرة من الليل، بعد أن نام الجميع، يتسلل إلى خزانته القديمة، …

القميص

منذ 4 أشهر

132

0

علي معشي*

في ساعة متأخرة من الليل، بعد أن نام الجميع، يتسلل إلى خزانته القديمة، يدخل يده إليها بهدوء، يستل منها قميص نوم طفولي، لطالما ذهبت به رائحته العالقة بذاكرته إلى مسافات بعيدة من التأمل والشرود، يوقف القميص إلى جوار ساقه ممسكًا بجانبيه متأملًا له، يردد في نفسه: ترى كم كان سيصبح طولك الآن لو كنت هنا معي في هذه الساعة يا بني!
في تلك الليلة، وعلى غير العادة، يسمع طرقات خفيفة على باب غرفته من الخارج، يعيد كل شيء إلى مكانه، يطلق نحنحته المعتادة بصوته الجهوري وينادي: من بالباب؟ لا يجيبه أحد! يكرر السؤال، يفتح الباب، يخرج نصف جسده للخارج، يرسل بصره في كل الاتجاهات، لا أحد هناك!

تستيقظ والدته على صوت الهواء، يحرك درفتي الباب، تطل على الحجرة المهجورة منذ عشر سنوات، وتذهب لتتفحص قميصه الطويل إلى جوار قميص طفله في ذات الخزانة!

* كاتب من السعودية 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود