مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

إبراهيم شيخ مغفوري* يعيشُ بعيدًا عن بلده، كهلٌ فلسطيني، في منطقةِ مكةَ المكرمة ف …

غَزَّة

منذ 8 أشهر

276

0


إبراهيم شيخ مغفوري*

يعيشُ بعيدًا عن بلده، كهلٌ فلسطيني، في منطقةِ مكةَ المكرمة في السعودية، وتأثَّرَ بموروثِ المنطقةِ الشعبي، وحين أدمتْ قلبَه أحداثُ غزة، أقضتْ مضجعَه، وجعلتْه يبكي ليلَ نهار، جمعَ أحفادَه العشرة، وقال لهم:
فلسطينُ أرضُنا، واليهودُ أخذوها منا، وطردونا منها، أذكرُ حين أخرجونا من بيتنا، أخافتْنا أسلحتُهم وخرجْنا لا ندري إلى أين نتجه، قالوا: وإلى أين اتجهتُم يا جدي؟ قال: إلى السعودية، وهناك رحبوا بنا، وحصلتُ على عمل، وطاب لنا المقام، واليومَ اليهودُ يحاولون إخراجَ من بقيَ من إخوانِنا في فلسطين، ويعيثون في أرضِها الطاهرةِ الفساد، وأنا جاشَ في صدري من أحداثِها ما جاش، فقلتُ شعرًا يشبُه لحنًا من الموروثِ الشعبيِّ لمنطقةِ مكة المكرمة (الحجاز) ، أودُّ أن أُسمعَكم، قالوا جميعًا:
ونحن نسمعكَ يا جدِّنا، قال الكهل:
مسجدُ الأقصى المبارك. باركَ اللهُ عليه
باركَ اللهُ عليه.. وأشارَ لهم فرددوا معه
باركَ الله عليه
يا لا له يا له… يا لا له. باركَ اللهُ عليه
مسجدُ الصخرةِ العظيمةِ والبراقُ واقفٌ هناك
والبراقُ واقفٌ هناك
يا لا له يا له يا لا له. والبراقُ واقفٌ هناك
والخليل يدعو ويدعو يا بَنَيَّ هبُّوا سريعا
يا بني هبُّوا سريعا
يا لا له يا له يا لا له يا بَنَّي هُبوا سريعا
يا ليوثَ القدسِ هُبُّوا. وارفعوا راياتِها
وارفعوا راياتِها
يا لا له يا له يا لا له وارفعوا راياتـِها
غَزَّة تنخاكم وتطلبُ نصرَكم يا مسلمين 
نصركم يا مسلمين 
يا لا له يا له يا لا له. نصركم يا مسلمين 
أخرجوا منها الحثالةَ والخنازيرَ والقرود
والخنازيرَ والقرودَ
يا لا له يا له يا لا له والخنازير والقرود
ردَّدَ كلُّ شيءٍ معهم؛ جدرانُ البيت وأشجارُه، وسرتْ أصواتُهم العذبةُ تعطرُ المكان، وانتشى الكهل، فردَّدَ حتى بكى وبكى وبكى، وحاول الأحفادُ تهدئتَه، لكنه لم يستمعْ لهم، فتفرقوا من حوله، وفي الليلة التالية جمَعَهم وقال وهو يبتسم: انظروا يا أبنائي هذا مفتاحُ بيتِنا في فلسطين، قال الأحفادُ بصوتٍ واحد: الله ما أجملَه! إنه تراثُ أجدادِنا. قال الكهل: احتفظَ به أبي وسلَّمه لي، وأنا أسلِّمُه لكم كي تعودوا به لأرضِنا الطاهرة، قالوا جميعًا: بإذنِ اللهِ تعالى. قال الكهل: فلقد قالت أمي حين خرجنا من بيتنا، لا تحزنوا يا أبنائي، سنعودُ يومًا ما، وأنا أثقُ في كلمةِ أمي.

* كاتب للأطفال _ سعودي
@PVmkurcHLxMAClE

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود