مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

أسماء عبد الكريم* اسمي سما، عمري ثمان سنوات، أحب والديّ كثيرًا وأحب الحيوانات وا …

غيوم وردية

منذ سنتين

129

0

أسماء عبد الكريم*

اسمي سما، عمري ثمان سنوات، أحب والديّ كثيرًا وأحب الحيوانات والطبيعة الجميلة بألوانها ولكني أفضل اللون الوردي أكثر، أحب طائر النحام الوردي أكثر من أي حيوان آخر..

في غرفتي ستائر باللون الوردي المزركش بزهور الروز، وفي خزانة ملابسي فستان زهري مطرز بخيوط ذهبية براقة.

أحب الحلويات ولكني أحب قالب الكعك المحلى بكريمة الزبدة والفراولة ذات اللون الوردي … أممم أنها لذيذة جدًا..

وأفضل شرب عصير الكرز بالحليب الوردي المنعش … ما أطيبهُ …

وفي يوم من الأيام كانت سما تجلس في غرفتها امام نافذتها المزينة بأشجار زهرة الكرز وهي تشاهد بإعجاب السماء وتنظر الى الغيوم البيضاء المتزاحمة في حضن السماء.

– أمي … أمي …

– نعم يا صغيرتي

– تعالي وشاهدي هذه الغيوم البيضاء الجميلة …

– آه ما أروعها..

– أمي أريد أن أشاهد غيومًا وردية.. لماذا توجد غيوم بيضاء فقط ؟!

– ماذًا؟!

-لماذا لا توجد غيوم وردية يا أمي؟ .. قالت سما وهي تبكي..

– آوه يا صغيرتي…

وعندما حلّ المساء وبينما كانت سما تغط في نوم عميق على سريرها الوردي المنقط بزهور الليلك الوردية رأت حلمًا غريبًا إذ كانت تجلس على غيمة وردية كبيرة وتحيط بها غيمات أخر وكانت الغيمات سعيدات وهن يطرن في أعالي السماء ويتضاحكن، وكانت سما سعيدة جدًا..جدًا

وبعد أن انتهت الغيمات من الطيران وصلن إلى غرفة سما وودعنها ضاحكات وقلن لها:

– إلى اللقاء يا سما.. حان الأن موعد المطر…

وبعد دقائق بدأ المطر الوردي يسقط بغزارة.. وأصبحت البنايات شيئًا فشيئًا وردية اللون.. والحدائق وواجهات المدن والأشجار والعصافير والسيارات في الشوارع .. كل شيء في المدينة صار باللون الوردي…

 فلم تعد هناك حدائق خضراء ولا طيور بيضاء ولا زهور حمراء ولا سماء زرقاء ولا سيارات ملونة…

_ يا إلهي ما هذا؟ أصبح كل شيء وردي في المدينة…

وهنا انتبهت سما من نومها وهي منزعجة جداً..

– أمي .. أمي..

– نعم يا بنيتي المدللة

– لا أريد غيومًا وردية بعد اليوم…

وهنا قدمت الأم لسما حلوى غزل البنات وردية اللون وهي تقول لها: تفضلي يا سما غيوم وردية… ضحكت سما وضحكت الأم ها ها ها ها.

*باحثة وأكاديمية في أدب الطفل _ العراق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود