الأكثر مشاهدة

فاطمة الشريف ‘I do love art more than I can say, and no occupation has so great …

الأدب الفكتوري.. محطة العبور لاتجاهات الأدب الحديث

منذ 11 شهر

460

0

فاطمة الشريف

I do love art more than I can say, and no occupation has so great a charm as even my small way of practicing it.’ Queen Victoria

ما يروق للقارئ المعاصر الحريص على الإلمام العام الصادق لمجال بحثه واهتماماته؛ هو القراءة الشاملة الجامعة لذلك المجال، ومما نرى ونقرأ في الأدب والثقافة الإنجليزية بشكل عام، ربط الثقافة والعلوم بالعصور الزمنية، والحقب التاريخية المرتبطة بالحكم والسياسة والدولة؛ ما يشكّل درعًا حصينًا؛ لتعزيز الهوية الثقافية في نفوس القراء والأجيال، ومع العمق والاستطراد في البحث والقراءة يكّون القارئ الناقد اتجاهًا ومدركًا عقليًّا مزمّنًا يربط أجزاء تلك الثقافة والعلوم في تلك الحقب والعصور.

ومع مجموعة الحركات الأدبية التي نشأت في ظل عصر التنوير المنبثق من عصر النهضة واليقظة تجاه العقلانية والإنسانية، ومن ثم الكلاسيكية الجديدة والرومانسية، يسجّل التاريخ الإنجليزي ما يسمى بالأدب الفكتوري لتلميع وتعزيز الولاء للبلاط الإنجليزي، وتحقيقًا للوطنية الملكية للملكة فكتوريا، تمامًا كما رُبط الأدب الإليزابيثي وحكم الملكة إليزابيث الأولى بمؤسس الأدب الحديث والنهضة الانجليزية وليام شكسبير.

سمي العصر الفيكتوري (1837-1901)  على اسم الملكة فيكتوريا،  تلك الملكة ( Queen Victoria)الكاتبة والفنانة التشكيلية، ومن اعتلى العرش البريطاني بعدها ممن كان لهم دور داعم ومشجع للثقافة والفنون مثل: الملك إدوارد الثامن، والملك جورج ألبرت، قد كان عصرًا زاهرًا ظهر فيه عدة كتّاب وأدباء يحملون فكر وأسلوب مجموعة واسعة من الاتجاهات الأدبية التي كان لها دور مهم في تشكيل الأدب الإنجليزي، وتعكس المشهد الاجتماعي والثقافي والفني المتغير، بما في ذلك الروايات والشعر والكتابة الواقعية، واقتران الشعر بالفنون الأخرى؛ كالتشكيل والنحت والأزياء. من بين المؤلفين المشهورين في هذا العصر تشارلز ديكنز(Charles Dickens) الذي أوجد فن الرواية النثرية، وجين أوستن (Jane Austen) ورواياتها في الكوميديا الواقعية، والأخوات برونتي (Brontë Sisters) وغزارة الإنتاج الروائي والشعر منذ نعومة أظفارهن.

وظهور دفعات من الكتّاب والأدباء الأخرين أمثال: الزوجين إليزابيث باريت (Elizabeth Barrett) وروبرت براوننج (Robert Browning)، وكريستينا روسيتي (Christina Rossetti)، وألفريد لورد تينيسون (Alfred Lord Tennyson)، وماثيو أرنولد (Matthew Arnold)، وكان توماس كارلايل (Thomas Carlyle) وجون روسكين (John Ruskin) ووالتر باتر(Walter Pater).

 من كتّاب المقال الذين أسهموا كثيرًا في تطويرهذا الجنس الأدبي، وأوجدوا الروايات النثرية والمذكرات الذاتية: إليزابيث جاسكل (Elizabeth Gaskell)، ماري آن إيفانز (Mary Ann Evans) المعروفة باسم جورج إليوت (George Eliot)، أنتوني ترولوب (Anthony Trollope)، توماس هاردي (Thomas Hardy)، ويليام ميكبيس ثاكيراي (William Makepeace Thackeray)، وصمويل بتلر (Samuel Butler).

الروائيون الكلاسيكيون خلال  عصر الملك إدوراد الثامن (1901-1914) مثل جوزيف كونراد (Joseph Conrad)، وفوردمادوكس فورد (Ford Madox Ford)، وروديارد كيبلينج (Rudyard Kipling)، وإتش جي ويلز(H.G. Wells)، وهنري جيمس (Henry James) الذي ولد في أمريكا وقضى معظم حياته المهنية في الكتابة في إنجلترا، ومن من الشعراء البارزون ألفريد نويس (Alfred Noyes) وويليام بتلرييتس (William Butler Yeats)؛ وكتّاب المسرح جيمس باري (James Barrie) وجورج برنارد شو (George Bernard Shaw)  وجون جالسوورثي (John Galsworthy).

من أشهر كتّاب عصر الملك جورج (1910-1936) الكاتب والأديب رالف هودجسون (Ralph Hodgson)، وجون ماسفيلد (Jhon Masfield)، ديفيس (W.H. Davies) وروبرت بروك (Rupert Brooke).

إن كان العصر الإليزابيثي شهد الكثير من التغيرات التي أحدثت تطورًا حقيقيًّا في الأدب الإنجليزي على يد الكاتب المسرحي الإنجليزي المتميز شكسبير بتأليف أعمال درامية خالدة وقصائد شعرية نادرة، مع توالي مجموعة مبدعة من الكتّاب والأدباء والشعراء أحدثوا بالفعل نهضة حقيقية بمثابة الانتقال من “العصور الوسطى إلى العالم الحديث… واستيقاظًا من ظلام فترة القرون الوسطى إلى نور وفجر العصر الحديث… وثورة ضد عقيدة القرون الوسطى، وضد التقاليد الكنسية “المحرفة”، وضد سلطة الكنيسة “الجائرة”، وضد كل اللعب الحر المتعثر للمصالح والدوافع الفكرية، وضد التحيز والروتين والغباء.” (Varshney، 1990)، وأعقب عصر النهضة عصر الإحياء والتنوير الذي مهّد  للعصر الفكتوري بمجموعة من الأعمال الأدبية المتنوعة والثرية أسست لتطور وازدهار حقيقي وتباين فعلي في اتجاهات الثقافة والفنون الإنجليزية مهدّت الدخول المزهر والناضج؛ لاستكمال أدب القرن العشرين والأدب الحديث بأسماء وأعمال أنارت الجبين الإنجليزي بل الأدب الغربي بشكل عام. 

المراجع:

لوحة (إحدى لوحات الملكة فكتوريا) وعبارة صدر المقال من الموقع العالمي (The Royal Collection Trust)

مقالات متنوعة من الموسوعة البريطانية.

أعمال الكتّاب بالخط المتين محورية وجوهرية في الأدب الإنجليزي، تستحق القراءة والبحث. 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود