بهجت صميدة*
لَمْ أَعُدْ أَتَحَمَّلُ ضِيْقَ الْجِلْدِ عَلَيَّ..
فِي الْمَسَاءِ أُغَادِرُ جَلْدِي،
وَأَنْثُرُنِي عَلَى الْوَرَقِ،
أُعْلِنُ لِلسُّطُوْرِ أَنَّنِي مَا زِلْتُ حَيًّا..
رَغْمَ أَنَّنِي كُلَّ صَبَاحٍ أَلْبَسُ جِلْدِي؛
لِأَسِيْرَ وَسْطَ النَّاسِ..
لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ إلَّا كُلُّ خَيْرٍ
بَعْدَ أنْ أُحْكِمَ غَلْقَ بَوَّابَةِ الْحِصْنِ
الَّذِي يُغَلِّفُ قَلْبِي بِسِتَارَةٍ إلِكْتُرُوْنِيَّةٍ؛
تَصْعَقُ كُلَّ مَنْ يُفَكِّرُ فِي الْاقْتِرَابِ..
بِغَيْرِ إذْنٍ مِنِّي.
*****
تَتَسَاقَطُ الْأَقْنِعَةُ..
أَقُوْلُ لِجِسْمِي: أَنْتَ قِنَاعِي الْأَخِيْرُ.
مَاذَا لَو تَسَاقَطْتَ أَنْتَ أَيْضًا..
وَتَرَكْتَ الرُّوْحَ عَارِيَةً؟!
هَلْ سَتَخْلُقُ الرُّوْحُ قِنَاعًا جَدِيْدًا؟!
*****
كُلَّمَا طَرَقْتُ بَابَ الذِّكْرَيَاتِ..
لَمْ يَرُدْ عَلَيَّ أَحَدٌ.
فَقَط تَعَلَّقَ يَدِي بِالْبَابِ.
*****
مُنْذُ أن اشْتَرَيْتُ مُسَدَّسًا..
وَالْعَصَافِيْرُ تَرْفُضُ أنْ تَطِيْرَ فَوْقِي..
يَبْدُو أنَّهَا لَمَحَتْنِي أَحْشُوْهُ بِالْقَصَائِدِ؛
فَخَافَتْ عَلَى نَفْسِهَا..
رَغْمَ أنَّ قَصَائِدِي..
لَا يُمْكِنُهَا أَبَدًا أنْ تَكُوْنَ قَاتِلَةً..
لَكِنَّ أَحَدًا لَمْ يُفْهِمِ الْعَصَافِيْرَ ذَلِكَ!
*****
أَنْظُرُ فِي عَيْنَيْهَا..
وَأَقُوْلُ لَهَا:
الْحَيَاةُ تَسْتَحِقُّ أَنْ تُعَاشَ.
*****
لَمْ يَعُدْ لِلرَّمْلِ سُلْطَانٌ عَلَيَّ..
وَلَا التُّرَابِ..
فَقَط يَظَلُّ الْمَاءُ وَحْدَهُ يَمْتَزِجُ بِالدَّمِ..
فِي مُحَاوَلَةٍ مُتَكَرِّرَةٍ لِإيْجَادِ صِيْغَةٍ جَدِيْدَةٍ لِلتَّفَاعُلِ؛
تُنْتِجُ بَشَرًا جَدِيْدًا قَادِرًا عَلَى الضِّحَكِ..
وَقاَدِرًا أَيْضًا عَلَى الْبُكَاءِ.
*شاعر مصري
التعليقات