الأكثر مشاهدة

سلامة الغامدي* كتب أستاذنا الكريم أحمد بنسعيد هنا مقالًا رائعًا بتاريخ 1 مارس 20 …

أدب اليافعين وأهميته

منذ 9 أشهر

492

2

سلامة الغامدي*

كتب أستاذنا الكريم أحمد بنسعيد هنا مقالًا رائعًا بتاريخ 1 مارس 2024م بعنوان “كتابة المغامرات لليافعين”. وأورد فيه الكثير من النقاط المهمة حول تحديد المرحلة السنية واحتياجاتها النفسية والعافية، وقد شبه ذلك بتشبيه بليغ جميل، علني أستأذنه في استخدامه لاحقًا مع حفظ الحقوق، ألا وهو “مرحلة البرزخ”. 
كما أن تلك المقالة تامة الحياكة والتطريز، حركت في موضوع أردت الكتابة عنه منذ مدة وقد نوهت إليه في مقال سابق لي بعنوان “أدب الطفل ومراحل الطفولة” بتاريخ 1 يناير 2024م، عرجت على أدب اليافعين في مرحلة الطفولة المتأخرة في قسمها الأول “قبل البلوغ” وآثرت أن أكتب عنها كاملة في مقال آخر.
وأجد أن مقال أستاذنا أحمد بنسعيد قد جاء شاملًا تامًّا غير منقوص، تناول الجوانب التي يجب أن يبنى عليها كُتاب أدب اليافعين للخروج بكتب تسهم في تغذية المكتبة العربية في هذا المجال.
ولعلي أضيف إضافة بسيطة على ما ذكره أ. أحمد بنسعيد في مقاله، يتمثل في انعكاس هذا الأدب على اليافعين أنفسهم.
فهو يحفز على حب القراءة لدى هذه الشريحة المهمة في المجتمع من خلال تقديم قصص وأحداث تتماشى مع اهتماماتهم وواقعهم. حيث يتناول قضايا تلامس احتياجهم في فهم أنفسهم في هذه المرحلة مثل الهوية، والصداقة، والحب، والصراعات الداخلية؛ ما يساعدهم في فهم وتجاوز تحدياتهم الشخصية.
ومن خلال اهتمام أدب اليافعين بعوالم الخيال والمغامرات، فإنه يدفعهم للتفكير بطرق مبتكرة.
وغالبًا ما تحتوي قصص اليافعين على رسائل أخلاقية تعليمية؛ ما يساعد في تشكيل قيمهم وأخلاقياتهم.
ولكون أدب اليافعين أداة قوية لتشكيل فكر وشخصية الشباب، ويسهم في بناء جيل مثقف واعٍ. فهو يمكنهم من اكتشاف عوالم جديدة، والتعرف على تجارب مختلفة، وتطوير مهاراتهم الفكرية والعاطفية. فمن الضروري تشجيعهم على قراءة هذا النوع من الأدب والاستفادة من ثرائه وتنوعه.

فكيف نوجههم إذًا إلى قراءة أدبهم؟
– يمكن للآباء والمعلمين والمختصين بعلم المكتبات في المدارس والجامعات والمكتبات العامة، تقديم توصيات بناءً على ميول الشباب.
– أيضًا تدريبهم على القراءة الناقد؛ فمن المهم أن يقرأ اليافعون النصوص بوعي نقدي، والتفكير في الرسائل والمضامين المطروحة وكيفية تأثيرها عليهم.
– ويُفضل مناقشة الكتب مع الآخرين، سواء كان ذلك في النوادي الأدبية أو في الحصص والنشاطات المدرسة؛ ما يعزز من فهم النصوص وتبادل الأفكار والآراء.
– ومن الجيد التنوع في القراءة بين الأنواع الأدبية المختلفة مثل الروايات، القصص القصيرة، الشعر، والكتب غير الروائية، لتوسيع آفاق المعرفة والثقافة.
– ينصح بالبحث عن كتب ذات محتوى جيد ومفيد، والتي تتميز بأسلوب سردي مشوق ولغة ثرية.

من أمثلة أدب اليافعين التي لقيت صدى واسع على مستوى العالم:
– هاري بوتر” لج. ك. رولينغ سلسلة الخيال الشهيرة التي تتناول مغامرات ساحر يافع.
– ألعاب الجوع “لسوزان كولينز” سلسلة تتناول موضوعات البقاء على قيد الحياة في عالم ديستوبي.
– الخطأ في نجومنا “لجون غرين”: رواية رومانسية تعالج قضايا الحب والمرض.
اقتباس: “ثم أدركت ألا أحد أتصل به، وهذا أكثر ما أحزنني، فالشخص الوحيد الذي أردت أن أحدثه عن وفاة (أغسطس) هو (أغسطس)”.
قد تكون السلاسل التي ذكرتها لا تتناسب مع مبادئنا وقيمنا نحن المسلمين، لكن البناء الذي طرحت به جعلت منها أيقونة في أدب اليافعين.

*كاتبة في مجال أدب الطفل_ السعودية
@SallamaY4

التعليقات

  1. يقول KHALED S ALSWILMY:

    ماشاء الله تبارك الله مقال رائع
    شكرا لك على المقال الممتع

  2. يقول كريمه:

    ماشاءالله هنيئا لنا ب جيل نشأ تحت يديك 🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود