مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

‏ مرتضى الشهاب* ‏أرثيكَ أم هذا الرثاءُ رثائيا ‏يا واهبَ المعنى لكلِّ حياتيا ‏ما …

رثاءٌ لشمعة المحراب

منذ سنة واحدة

302

0

مرتضى الشهاب*

‏أرثيكَ أم هذا الرثاءُ رثائيا
‏يا واهبَ المعنى لكلِّ حياتيا

‏ما عدتُ أذكرُ هل سمعتَ مناديًا 
‏ينعاكَ أم كانَ النعيُّ نعانيا

‏ذبلتْ عظامي، ما تكادُ تقيمني
‏ما نفعُ -إلا في رضاك- شبابيا

‏لم يبقَ في الأضلاعِ ضلعٌ سالمٌ
‏لانتْ، وظلَّ وجيبُ فقدكَ قاسيا

‏علمتني الأحكامَ ما عذري إذا
‏علَّمتُ حزني أن يكونَ مرابيا

‏أنتَ السماءُ ولستُ أقبلُ غيرها
‏فالأرضُ صارتْ باحتواكَ سمائيا

‏لا ضوءَ في الأفقِ الكئيبِ فقدْ خَبَتْ
‏فيهِ الحياةُ وزالَ ضوءُ شهابيا

‏حثوا الترابَ وما لذكركَ دافنٌ
‏وأنا دُفنتُ وذي الهمومُ ترابيا

‏أسقي ترابكَ كي يُبلَّلَ رحمةً
‏وأبلُّ حزني من معينِ بكائيا

‏ما كنتُ أهتفُ في وداعكَ: يا أبي
‏إلا وصوتُ مشيّعيك ورائيا

‏ما خفَّ فقدكَ رغمَ كلِّ جموعهم
‏بل صارَ عدوى في الجموعِ مصابيا

‏الكلُّ في التشييعِ يعلنُ حبهُ
‏وأنا أباري في هواكَ تباريا

‏قد يفرضون بأن حزني حزنهم
‏وأظنُّ وحدكَ من عرفتْ بما بيا

‏لا شيءَ في هذا الوجودِ يخصني
‏حتى غدا لقياكَ كلَّ دعائيا

‏يا شمعةَ المحرابِ ضاعت قبلتي
‏هلَّا رجعتَ لكي أُتِمَّ صلاتيا

*شاعر سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود