44
069
074
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11890
05622
05593
05250
04860
0سليّم السوطاني*
عندما يعيش المرء تحت وطأة العبثية التي تحتله، تحوّله إلى شخصية عابثة، تتسلى بتزجية وقتها في إلحاق الأذى بالآخرين وبنفسه.
يدفع هذا العبث الشر، الذي ملأ النفس وكبر داخلها، حتى باتت تبدو شخصية غير سوية!
مثل هذه النوعية، علينا الحذر منها، وتوخي الحيطة، وترك مسافة آمنة بيننا وبينها، عندما تفرض علينا الظروف التعامل معها، سواء من خلال عمل ما أو من علاقة قرابة، فهي شخصية غير مستقرة، قد تتحوّل، تحت أي ظرف، إلى شخصية مدمرة لا تحسب حسابًا لأفعالها ولا لردود الأفعال المتوقعة تجاهها، فعامل الشر المكنون داخلها يحثها على إلحاق الضرر بالآخر، عندما تنظر إليه بنظرة السوء، ومن دون أي سبب!
والمشكلة أنه من الصعب الكشف عن ملامح تلك الشخصية بسهولة؛ فهي تجيد المراوغة، ولا تظهر وجهها الحقيقي، وبارعة في الاختباء خلف أكثر من وجه، ولا يظهر الوجه الحقيقي لها إلا عندما يتمكن الكره داخلها، وتشن الحرب علنًا على من وضعته عدوها الأول!
عند تحليل ما يدور داخلها، قد نجدها عاشت ظروفًا غير طبيعية، منذ نشأتها، أسهمت في اتخاذ طريق العبثية منهجًا لها، وتهرب إليه للانتقام من كل الظروف، التي حاصرت روحها المكتظة بكثير من الاضطرابات والفراغ العاطفي، الذي نتجت منه الكراهية المستعرة في داخلها لغالبية الناس الذين يحيطون بها.
شخصية الإنسان مثل الزجاج؛ أي كسر أو انشطار أو شرخ يشوهها. وأي طفل يعيش مرحلة طفولة سيئة وأجواء ملتهبة من الصراعات، ولا يجد الحب والأمان الذي يشبع عاطفته، معرَّضٌ لهذه الأزمة النفسية، التي تتنامى تحت ضغطها في داخله العبثية والكراهية.
إن إشباع غريزة الأطفال من الطمأنينة والمحبة واللعب هي الحل الأمثل، حتى يكون الإنسان ممتلئًا بالتصالح والخير، وخاليًا من العُقَد، ولا يعيش تحت وطأة حرمان ما قد يحوله إلى طريق العبثية المدمرة!
*كاتب سعودي
التعليقات