84
0240
0306
0397
0921
08
0116
0151
042
0256
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11782
04712
04363
174286
03948
0
حصة بنت عبد العزيز*
إن الإبداع الأدبي بوصفه ظاهرة إبداعية، فنية تعكس نشاط الفكر والمخيلة في متون الكتابة، له تقنياته الخاصة وأدواته التعبيرية والأسلوبية المعروفة، والتي تتحدد شكلًا ومضمونًا بناء على نمط الكتابة وجنسها الأدبي المتعارف عليه ضمن مفاهيم متعددة: (رواية، شعر، مسرحية، قصة)، ووفق هذه الأجناس ينطلق أدب الأطفال في وجهته الأسلوبية والفنية، وأدب الأطفال في هذا المعنى والاشتغال لا يختلف كثيرًا في متطلباته وتقنياته عما هو متعارف عليه في هذا الاتجاه بصورة عامة في الأدب، إلا أن أدب الأطفال في ذلك يختلف في أساليبه ولغته ووجهته، تبعًا لخصوصية الطفولة التي يتوجه إليها، في العناية الفائقة بأساليب العرض وطرق التقديم التي يتطلب منها تقنيًّا وموضوعيًّا أن تنسجم وتتوافق مع عوالم الطفولة وطبيعتها المتعددة الاتجاهات والمراحل، وقد بات أدب الأطفال بذلك يشكل ضرورة ملحة، خصوصًا في عصرنا الحالي عصر التكنولوجيا، هذا العصر الذي لم تعد فيه الأسرة المبرمج والمسيّطر الوحيد لشخصية الطفل وفكره وعقله.
من هنا بات على أدب الأطفال، خصوصًا في عالمنا العربي، أن يأخذ دوره الحقيقي في تحصين الطفل بما يجب من تأثيرات التكنولوجيا وإدهاشاتها الخيالية الفائقة، سلبًا وإيجابًا، فإذا كان أدب الأطفال في الغرب حرص على دوره تجاه متلقيه، وبلغ ما بلغ من غاياته، نظرية وتطبيقًا، فكرة وتجسيدًا، فإنَّه في عالمنا العربي ما زال أدب الأطفال في طور التحدي ويحتاج إلى دفعة قوية في هذا الاتجاه، سواء في ذلك ما تعلق في نوعه، أو في كمه من ناحية الإنتاج بالإبداع الأدبي والإخراج الفني أو التجسيد الدرامي للنصوص، تلك التي ينوء الكثير منها بصعوبات عدة لا يفقهها كثير من كتابها، خصوصًا الجدد منهم، كما يشير إلى ذلك الناقد والباحث العربي الأستاذ فاضل الكعبي في أكثر من دراسة له بيّن فيها مدى الصعوبة في الكتابة للأطفال ومؤشرات هذه الصعوبة وتجاوزها في كتابة البعض ممن لم تكتمل أساسيات فهمه للمتطلبات الفنية والنقدية لهذه الكتابة، والتي أسيء فهمها، كما أشار، من أولئك الذين يتجاهلون، أو يتعمّدون استسهال الكتابة للأطفال، أو لا يبالون بمدى صعوبة هذه الكتابة، وهذه حقيقة بارزة في واقع أدب الأطفال، إذ إن الكتابة للأطفال أصعب بكثير من الكتابة للكبار، وذلك لأن المتلقي الطفل يختلف في وعيه، وفي استجابته، بكثير من الاختلاف عن المتلقي الكبير من ناحية اللغة وفهم الدلالات والمفاهيم العامة والمعارف المتعددة، هذا إضافة إلى أن الأطفال في واقع الأمر، ليسوا في مستوى واحد من الإدراك والتلقي، إنما هم مستويات متعددة تختلف واحدة عن الأخرى باختلاف شرائحهم العمرية، مثلما تحدد ذلك الدراسات العلمية، حيث هناك تصنيفات علمية دقيقة تقسم الطفولة إلى مراحل عمرية متعددة، ويتم على ضوئها تحديد المتطلبات والاستجابات، فتحدد لكل مرحلة هنا خصائصها النفسية والعقلية والمعارف التي تتناسب معها، وذلك تبعًا لما هو عليه المدرك الحسي والخيالي لهذا الطفل أو ذاك، انطلاقًا من دور الكاتب في فهم مستوى الخيال عند كل طفل وما يجب أن يتواصل معه بذلك.
وعلى هذا الأساس، يمثل أدب الأطفال أحد أهم السبل لتعريف الطفل بجوانب كثيرة من الحياة وأبعادها، والعمل على إكسابه الخبرات المطلوبة والمهارات اللازمة لديمومة حياته الحالية والمستقبلية، ونموها بالاتجاهات الصحيحة، تلك التي يتطلب من أدب الأطفال الاستجابة لها وتجسيدها بكل أنواعه الإبداعية المتعددة من القصص والأشعار والمسرحيات، وبوسائله المتعددة على اختلافها من كتب ومجلات وصحف وأساليب عرض فني معاصرة، تسهل أمامه الطريق لأداء مهامه، وتمكّنه بصورة صحيحة وفاعلة من أن يبث في النشء النامي من الأطفال القيم والمبادئ التي تمثل النمط الثقافي السائد لثقافة الأطفال انطلاقًا من ثقافة المجتمع، وتمنحه الهوية الثقافية الخاصة والأصيلة، كما يمكنه من خلال نتاجاته الأدبية التي يعرضها أمام متلقيه من الأطفال لغاية تعامل البشر مع بعضهم بعضًا بصور إيجابية وسوية، وتوضح لهم سبل تعاملهم مع الكائنات الأخرى، من حيوان ونبات وجماد، وغيرها، كذلك يعد أدب الأطفال هو العامل الأساسي المساعد والمؤثر في مساعدة الأطفال وإعانتهم على فهم أنفسهم وفهم الآخرين وفهم محيطهم وآليات التعامل مع ذلك، ويتم هذا بسلاسة وموضوعية من خلال سرد القصص على اختلافها، ومنها على وجه التحديد القصص الخيالية التي تنمي مخيلة الطفل وتدفع بها إلى التنامي والابتكار، مثلما تتيح له التعرف على أنواع مختلفة في المهارات واتجاهات الخيال وأولها اتجاه التفكير الابتكاري، والإبداعي في متون الخيال ومهارات، وهي مهارات مهمة تعد ضرورات أساسية للوجود والحياة في بناء المجتمع، خصوصًا المعاصر المتطور الذي نسعى جميعًا إلى إدامة زخمه العلمي والثقافي الذي تتعاظم فيه الآن وتنطلق الثورة المعرفية والتكنولوجية الكبرى بكل مستحدثاتها، التي باتت تطرح الجديد في كل لحظة وفي كل ثانية، تضع الأطفال خلالها في سياق تطورات ومشكلات جديدة ليس لديه عهد بها، مثل: التوصيلات بين أجهزة استقبال الإشارات الفضائية، كيف يصل دون سلك توصيل الموبيل وكيف تصل الإشارات دون أسلاك، وهو ما يضع الطفل في حتمية الاعتماد على التفكير الإبداعي والابتكاري وصولًا به إلى سرعة الإجابة بالاختراع المطلوب، والمغامرة في التغلب على حل هذه المشكلات أو حتى فهم طريقة التعرف عليها ومنعها من التوسع والوصول بحالها إلى حال الخطورة قبل حدوثها.
كل ذلك وغيره يمكن أن يقدمه أدب الأطفال للطفل عبر تجسيدات الخيال ودلالات التخيل المتاحة في معاني القصص وأساليبها، وغيرها من أجناس أدب الأطفال وما يأتي فيها وتتيحه للطفل من إطلاق العنان لخياله ولعقله ولتفكيره في سعة المخيلة والخيال التي تدفعه إلى أن يتجاوز حدود المعقول واللا معقول، والقريب إلى البعيد والممكن القائم في الإمكان والمستحيل في الخيال بأساليب إيجابية ابتكارية، وصولًا إلى المبتكر الحسي واللفظي المجسد في أدب الأطفال واقعًا وخيالًا، وذلك انطلاقًا من أساسيات الغايات والأهداف التي يتطلع إليها أدب الأطفال، التي من صميم مسؤولياته الموضوعية والفنية والأسلوبية، وقد اهتم أدب الطفل اهتمامًا واضحًا بخيال الأطفال وجسده إلى واقع في الكتابة الأدبية، وهذا ما نلاحظه كثيرًا في نتاجات هذا الأدب، ومنها القصص، حيث بدأت قصص الأطفال تهتم اهتمامًا بارزًا بالعمل والآلة والمنتج المادي، ولا تعول كثيرًا على الجانب الروحي والإنساني فحسب، أصبحت تنتج في شكل سيناريوهات يتلقفها أدب الأطفال ليصنع منها واقعًا افتراضيًّا يدرب الجيل الجديد عليه، فتستثير الدافعية لديهم، لأنها أتت لتتناسب مع انطلاقة خيالهم وإمكاناتهم العقلية والخيالية غير المحدودة، والتي تساعدهم في بناء القدرة الواضحة على التحدي وفي تخطي الصعاب واجتياز العواقب، ومن هنا يحول خياله إلى واقع ابتكاري يسود حياته من خلال ما أخذ به أدب الأطفال وما تناوله من أفكار ومواضيع علمية غاية الأهمية والضرورة، ومنها توظيف المخترعات المعاصرة في نسيج القصص المستهدفة لخيال الطفل وتنمية سعة خياله ومخيلته، لتكون المنطلق له نحو التفكير الابتكاري، وذلك عبر الحدث المركزي في هذه القصص، ومنها على سبيل المثال نسيج قصة تدور حول زرع كاميرا في جسم الإنسان لتقوم برحلة داخله، ومنها أيضًا في مثال قصة أخرى تدور أحداثها في تصوير رحلة قطرة ماء منذ أن كانت نقطة في بحر وتبخرها بعد ذلك وانتقالها إلى مرحلة أخرى من الفعل بفعل السحاب ووصولها بعد ذلك إلى نقطة عذبة في نهر، ثم دخولها المنازل للاستهلاك الآدمي أو نزولها في حقل لتروي نباتًا، وهكذا.
ختامًا، ما نريد قوله والتأكيد عليه في خلاصة القول هنا: إن الخيال عامل أساسي ومهم في تطوير خيال الطفل واغتناء مخيلته، ودفعه باتجاه الابتكار الإبداعي المطلوب الذي نريده من الطفل في كل مراحله، حتى وصوله إلى المستقبل المنشود.
*كاتبة_ سعودية
7aerh_4
أحبائي
أبنائي وبناتي
ابنتي المبدعة المتألقة الطيبة النقية
نعم للغوص فيما يحتاجه الأطفال
الأطفال في مراحل التنشئة عشاق للخيال
ومن يبني الأطفال جيدا يجد في المستقبل أفضل رجال
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه…واحترام البعض للبعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
نشر هذه الثقافة بين البشر كافة هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
جمال بركات..رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة