افتتاحية العدد 109

عادت الطيور إلى أعشاشها، بعد انقضاء الإجازة الصيفية، ودب النبض في المؤسسات التعليمية والأكاديمية، ودارت عجلة العام الدراسي منذ منتصف أغسطس، وسط أجواء خريفية ماطرة، واحتفاء السعوديين بالذكرى الأربعين لمولد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفي هذه الأثناء الجميلة من العام يشرق العدد 109 من مجلتكم، لا يكدره إلا ما تمر به المنطقة العربية من اضطرابات، تأتي الحرب على غزة والصراع السوداني في مقدمتها، سائلين الله أن يحقق الأمن والسلام على الأوطان والعالمين كافة.

حظي هذا العدد باستضافة الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب شخصية للعدد، جالت معه محاورته الأستاذة هناء الحويصي عبر محطات مضيئة من تجربته الشعرية الممتدة، وعرضت على رأيه عددًا من القضايا الثقافية، أضاءها بأفكاره الواثقة، النابعة من انغماسه الكلي في المشهد الشعري والثقافي السعودي والعربي.

أما قسم قضية العدد، فقد اختارت رئيسته الأديبة حصة البوحيمد قضية حية، جمعت محاورها تحت عنوان (الرواية والسينما.. بين الاندماج والتناقض) ثم عرضتها على عدد من المهتمين العرب، فأفاضوا حولها الرؤى والأفكار، ولا تخفى العلاقة الوثقى بين الرواية في معزاها الأدبي، والسينما في موئلها الفني، لكن القضية تبحث في ثنائية الاندماج والتناقض، وتستثير الرؤى حول الإشكالات المعقدة، والفراغات التي يجب ملؤها، ومجلتكم بطبيعتها تتيح لكم بسط رؤاكم وخبراتكم حول القضية في حاشية الموضوع.

كما حفل هذا العدد بالكثير من المواد المعتادة في الآداب والنقد والفكر والفنون، وأدب الطفل، وأضاء بقبس حول الفنون الآسيوية التي عرضت لها الأديبة فاطمة الشريف في قسم الفنون البصرية، وكذلك اتجه الفيتشر (القصة الخبرية) بإبداع الأستاذة مباركة الزبيدي إلى (السيف.. موروث ثقافي وملهم أدبي)، أما قسم بتلات فهو استراحة القراء التي تقدم لهم ومضاتها المنوعة في أزاهير مختارة بعناية من أسرة تحرير القسم بقيادة د. عبدالله العمري.

لا تزال مجلتكم مؤمنة إيمانًا وثيقًا برسالتها الأدبية والثقافية في خدمة المحتوى الثقافي الرقمي العربي، وأسرة تحريرها تصر على تقديم مائدة ثقافية فخمة إلى قرائها في مختلف أرجاء المعمورة، متسلحين بالعزيمة والطموح والشغف، وبثقة القراء، وسداد آرائهم ومقترحاتهم.

رئيس التحرير

أ.د. أحمد بن عيسى الهلالي