مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

ميساء الدرزي* عُـراةُ الـرّوحِ تلفـحُـنـا الـمَـواجِــعْ ويـنخـرُ بـوحَـنــا قَـ …

على مقامِ الألم

منذ 4 أشهر

126

0

ميساء الدرزي*

عُـراةُ الـرّوحِ تلفـحُـنـا الـمَـواجِــعْ
ويـنخـرُ بـوحَـنــا قَـحـطُ الـمَـطألِــعْ

تبعثرَ صـوتُ نــايٍ في نَــواهُ..
وأحيا اللّـيـلَ إنـجيــلُ الـمَـدامِـعْ

وتـرمقُـنـا السّعـادةُ بـارتـيــابٍ..
كـأنَّ السّـعـدَ شـذَّ عنِ الـطّـبـائـعْ!

كـمـا حُـريّـةٌ.. ربٌّ تَـجـلّى
وتعـرُجُ صرخةٌ لَمْ تَـلـقَ سامِعْ

فيثقُـبُ صَـفْـوَنـا غـدرٌ وَجَهـــلٌ
وباسْمِ الرّبِّ تُـمـتَهَـنُ الـفظـائعْ!

نُـكـسَّـرُ مِثل ضوءٍ فوقَ ماسٍ

وجُرحٌ تِلْـوَ جُـرحٍ.. قالَ: تابِعْ

فَيشوي لَحمَـنا مَكْـرٌ.. وتُطهى
على دِينِ اِلـمذابـحِ ذي الشّرائعْ

على قَـلْبٍ مَـشـيـنا بيـنَ دُورٍ
ولائـم للخـرابِ بها المَخـادِعْ

وأشــياء.. لها روحٌ وذكرى
ولكـنْ ليسَ تُـدفَـنُ أو نُـشـايِعْ

فنجلسُ فوقَ مِـتْـرٍ مِنْ رِياحٍ
نُقاسي لَـدغةَ الأَملِ المُخادعْ

تسيرُ بـِنـا ظِـلالٌ دونَ ظِـلٍّ
تَعيشُ بِقُربِ عُمرٍ.. خَلفَ واقِعْ

نغـطُّ على سريرِ الـتَّـوهِ طعْـنا
وقُطـنُ الغيمِ لا يُـدفيْ الأضالعْ

ونِصفُ القـلبِ في وطَنٍ.. ونِصفٌ
أنـيـنُ تـغـرُّبٍ.. والنبضُ ضائــعْ

فيسقُـطُ عُمرُنا حَـولًا.. فَـحولًا
وتُــذرَا في فَـمِ الكـونِ الـودائعْ

ويـزرعُ صـبـرُنـا في الغَـيـمِ حُلمًا
لعلَّ الـحُـبَّ يُــزهِــرُ في الـمـرابـــعْ!

ومِنْ حُـفَـرِ الصُّـدورِ يَـمُـرَّ نَـهـرٌ
لِـينبُتَ في الشِّغافِ الصُّبحُ يانِـعْ

ويمشي في مَسيرِ اللَّحنِ صُلْحٌ
فيشـدو الـقـمحُ أُغـنيةً لِجـائِـعْ

ومِنْ أقصى الـغـيابِ يهُـبُّ عَـوْدٌ
ويخضرُّ السرابُ بِعَـينِ راجِعْ

يَـضـمُّ الـياسمينَ حُـنـوُّ نـخــلٍ
ولَهْـفُ الـعُـرْبِ ما جافى مُنازع

فتمحُـوْ طِفـلـةٌ بالهَزْلِ يـأسًــا
وغُـنْـجُ بـراءةٍ نـورُ الشوارعْ

وينحتُـنا الوئـامُ قِــلاعَ سِـلْمٍ..
فيكـتمُ للوغى صَخَـبَ المَـدافعْ

فـشـامٌ رفُّ حُـبّ في سَـمـاهـا
وقُـدسٌ حُضـنـها عاف الـفـواجِعْ

ونِـيـلٌ هـازجٌ في ضِـفّـتَـيـهِ..
وسُنـدسُ دجـلـةَ الـتّـاريخِ نـابِـعْ

ومِـنْ وَطـنِ الـنخـيـلِ يضمُّ ودّ
مـلاحِـمَ أطلسٍ والـطِّيبُ جـامِـعْ

فـتَكـتُـبُـنا الرُّؤى حَـبَـقًا وجَذرًا
وعِـشـقًا ليسَ تُصدِئهُ الـوقائـعْ

وأغـنيةً صداها ليـس يَـبلى..
تُـنـبِّـتُ ضحكةً منها الـمـدامعْ

فليسَ الـشِّـعرُ مَنْ يشدو بيــانًــا
ونَـزفُ الـحُـزنِ مَـنْ خَــطَّ الــرَّوائع

*شاعرة سورية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود