44
069
074
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11890
05622
05593
05250
04860
0أحمد فلمبان*
تعود بنا الذاكرة قبل أربعا وتسعون عامًا،،، ونستذكر تلك الملحمة التاريخية التي تمكن فيها صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) من استعادة مجد اجداده، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، بتأسيس كيان هذه الدولة، وإرساء الوحدة والأمن والأمان، لتكون مملكة عامرة بالإيمان والسلام والخير والأمن والأمان، دستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يفخر المواطن والمقيم في هذا الأرض، على هذه النعمة الكبيرة، وما تحقق من إنجازات في كل المجالات، بفضل الله ثم بفضل ما حباها الله من قيادات واعية رشيدة.
تعاقبت على مر ثلاث قرون، وكل منها تكمل مسيرة التي سبقتها، ومهدوا الطريق لهذه الأجيال الذين وجدوا الخير كل الخير، وفي هذا العهد الميمون الذي يقود دفة النماء فيها ملكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعضيده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – شهدت المملكة نقلة نوعية وزخمًا وتطوّرًا وازدهاراً ونمواً غير مسبوق، لمواكبة برامج التحول الوطني، تحت مظلة رؤية المملكة 2030، والتي ألقت بظلالها الإيجابية، على مختلف القطاعات، وعلى مجمل محاور التنمية، وشتى مناحي الحياة، وعلى رأسها الثقافة والفنون، وخاصة الفن التشكيلي، الذي حظي بنصيب الأسد، وحقق حضورا وحيزا مهما في المشهد الثقافي السعودي، وشهد نهضة واسعة، وخطى خطوات سريعة متلاحقة، بقيام العديد من المحافل الفنية والمشاريع التنموية، ابرزها (مشروع الرياض آرت، وهو أحد مشاريع المجمع الملكي للثقافة الفنون، الذي يهدف إلى تعميق المزج بين الفنون وحياة السعوديين في معلم حضاري، وتنظيم بينالي الدرعية للفن المعاصر الذي يأتي كمنصة رائدة لمد جسور الحوار بين المبدعين من شباب السعودية وربطهم مع العالم الفني، وبينالي الفن الإسلامي، الذي اكتسب أهمية كبيرة، وحضورا قويا، كحدث بارز على أجندة الفعاليات الفنية العالمية، وتصميم وتطوير “حي جاكس” للثقافة والفنون والتراث في منطقة الدرعية، التي تحتضن مواقع تراثية عريقة، في “حي الطريف” التاريخي، عاصمة الدولة السعودية الأولى، ومعهد مسك للفنون، و كلية الفنون، ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” كوجهة ثقافية وإبداعية متعددة الأبعاد، ومساحة مُلهمة لاكتشاف الذات، والتحفيز على الابتكار والإبداع، وافتتاح اكثر من 539 جاليري، وظهور اكثر من 19748فنانا) وهذا التوهج، وتزكية الفنون، يعكس اهتمام الدولة الكبير لهذا القطاع الهام، والانفتاح الثقافي والإبداع الفكري السعودي، الذي هو المرآة الحقيقية لحضارة الوطن، والصورة المشرفة والمشرقة لهذه الأمة، وتقدمها وسمو وعيها، وأصبحت الثقافة والفنون مواكبة لذلك التطور الذي تعيشه مختلف المرافق الأخرى.
وأصبح بناء العقل والفكر وبث الوعي الثقافي، سمة من السمات التي يتحلى نهجنا القويم، في رؤيا ثابتة ومتوثبة نحو تقديم هذه العطاءات والإنجازات التي تحققت في كل المجالات، وبالتالي بات التطور والارتقاء والازدهار بمختلف اتجاهاته ومساراته الإبداعية، مستمراً برؤية عصرية تتوق إلى التقدم ومواكبة العالم الفني المتجدد، وخاصة مع تأسيس وزارة الثقافة، التي تولت المسؤولية باقتدار في دعم هذا الفن، ومنحه الأهمية القصوى كنمط حياة، وغرس قيمه، وتأكيد دوره في تنمية المجتمعات وازدهارها، من أجل النمو الاقتصادي، وتعزيز مكانة المملكة الدولية، وتوثيق العلاقات مع الشعوب الأخرى وربطها مع العالم الفني، باعتباره واجهة حضارية، وانعكاس لواقع ثقافة ووعي المجتمع، ورافدًا مهما للثقافة السعودية يُنظر له بعين الاعتبار، كجزء من ثقافة وحضارة الوطن لتحقيق التطلعات والعمل إلى بنائية واضحة المعالم، يدركها الفرد والمجتمع، وتتكامل في ضوئها الجهود بين المؤسسات التثقيفية فيه، وتنبثق منها الخطط والأهداف الواضحة والاستراتيجيات والمخرجات والمنتجـات المدروسة للوصول به إلى المستوى الذي يميزه عن باقي الفنون العربية والعالمية، له منطقه المؤسسي بسنده المادي والاجتماعي، المبني على اتجاهات فكرية ثرية ومضامين وأساليب جلية وخطوط فكرية وفلسفة واضحة، وتعزيز دوره كقطاع منتج وفعّال في تنمية المجتمعات، واهميته في النمو الاقتصادي، كشريك رئيسِ في بناء الوطن، باعتباره قوة إنتاجية محلية استثمارية، والذي يأتي متوافقاً مع استراتيجية وزارة الثقافة، ويؤكد تتابع الخطوات حكومياً وجماهيرياً، ومواكبتها للتنمية الثقافية وتطلعاتها للمستقبل.
*فنان وكاتب تشكيلي من رواد الفن السعودي الكبار
حاصل على أوسمة وجوائز عالمية
التعليقات