د.حمدان الغنّام*

في اليوم الوطني السعودي، تنبعث الذاكرة الوطنية كوميضٍ خالد في سماء المملكة، لا يحمل معه فقط إرث الأجداد بل يعانق الحاضر والمستقبل في ملحمة وطنية فريدة. إنه يوم تتلاقى فيه العزائم وتتشابك فيه أيادي الأجيال، لتروي قصة وطنٍ نُحتت حدوده بالإرادة، وارتفعت رايته بالعزم والبذل. إنه يومٌ يختزل الزمن، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر في مشهدٍ تتداخل فيه معاني الفخر والانتماء، وتتعالى فيه هامات السعوديين وهم يسترجعون رحلة الكفاح والنهوض التي قادها الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – حينما رسم بيدٍ حكيمة حدود الوطن وبنى أساساته على قيمٍ ثابتة لا تذروها الرياح.

في هذا اليوم، يستعيد أبناء الوطن فصولاً من المجد، حيث لا تُختزل الذكرى في الوحدة فحسب، بل تتجلى في سيمفونية طموح متواصل، تكتب ألحانها في كل مشروع، وفي كل خطوة تقود المملكة نحو المستقبل. إن رؤية 2030 ليست إلا انعكاسًا لروح أمة تأبى إلا أن تتصدر المشهد، متطلعةً إلى آفاق بلا حدود، وهي تمضي بخطى واثقة، متوجةً بإنجازاتٍ تعكس مكانة المملكة الرفيعة بين الأمم، وتستشرف مستقبلًا تليق به طموحات أبنائها، الذين يبنون اليوم مجد الغد.

في هذا اليوم، نقف لا لننظر فقط إلى ما مضى، بل لنرى في الأفق ملامح الغد المشرق، حيث المملكة في أبهى صورها، تتألق بجمال تاريخها وتزهو بإشراق رؤيتها، سطراً آخر في ملحمةٍ لا تنتهي.

* كاتب سعودي