مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

 نايف مهدي * هذا هو العام الرابع والتسعون يزين سماء مملكتنا الغالية منذ أن غرز ا …

المملكة سماءٌ للمجد

منذ 4 أشهر

241

0

 نايف مهدي *

هذا هو العام الرابع والتسعون يزين سماء مملكتنا الغالية منذ أن غرز الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- طّيب الله ثراه- راية التوحيد والمجد في قلب الجزيرة العربية التي كانت وقتذاك فرقًا وأشتاتًا متضاربة ومتناحرة، يضرب بعضهم رقاب بعض على أتفه الأسباب، وقد شاع الاضطراب والتحزب القبلي بين تلك العشائر التي ما انفكت تشتبك مع القبائل المجاورة محملين النعوش بأكداس القتلى وهم لا يعرفون للسلام طعمًا ولا للجوار حقًا، بينما كانت تلك القبائل المتفرقة المتصارعة لقمة سائغة للقوى الخارجية التي كانت تتربص بالجزيرة العربية في ذلك الوقت، حتى سطعت عزيمة القائد المؤسس معلنًا بزوغ دولة مدنية حرة ذات سيادة ذاتية تُعنى بالمواطنين حاضرة وبادية، حاقنة للدماء ومنشئةً دساتير تشريعية حازمة جعلت الجميع يحتمي تحت مظلة القانون العادل دون تفرقة. منذ بزوغ هذه الدولة الفتية الطموحة وهي تسعى لمواكبة التنمية الرعوية والبنيوية بخطى حثيثة عازمة حتى إنها في ظرف عقود قليلة قد حازت قصب السبق في العديد من المجالات المتعددة التي ما زالت إلى اليوم عقبة كبرى لبعض الدول، مبرهنة على أنها دولة العلم والإنسان والفضيلة والأخلاق ومنارة الإسلام الحديثة التي شع نورها بالتعاليم الإلهية المعتدلة التي كفلت الحقوق ووازنت الكفف بين نسيج هذا المجتمع المترامي. وقد سعت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، ومن منطلق الاضطلاع بالمسؤولية الدينية التي اختصها الله بها، إلى إيلاء البيت الحرام والمسجد النبوي والحجيج والمعتمرين الاهتمام الأمثل حيث أقامت العديد من المشاريع الضخمة كبناء الجسور وحفر الأنفاق الضخمة وتشييد الأبراج العملاقة وتسهيل المواصلات والوصول إلى المشاعر الدينية دون مشقة تذكر، فضلًا عن إنشاء بنية تحتية امتازت بالجودة العالية موافقة أحدث الطرازات العمرانية العالمية، وما نشهده من الخدمات الراقية والتسهيلات الرقمية الذكية التي تقدمها هذه الدولة الرشيدة لحجاج البيت والمعتمرين والطائفين خير دليل-لأنظار العالم قاطبة- على مدى التطور الهائل الذي يعم المرافق الخدمية والسكنية والصحية عامًا بعد عام على حد سواء. ولم تقتصر أيادي المملكة البيضاء على الاهتمام بالشأن المحلي وحسب، ولم تكن جهودها وخيرها ومبادراتها محصورة على النطاق الداخلي، فقد سعت مملكة الخير سياسيًا واقتصاديًا وإغاثيًا إلى أخذ القضايا العربية والإسلامية على عاتقها ولم تتخل عن نصرة المظلوم والمنكوب والمغلوب أيًا كان معتقده وديانته ولسانه؛ فهي على الدوام دولة الأخلاق التي تقوم على خدمة الإنسانية في أصقاع هذه الأرض المترامية.

ولطالما كان التلاحم والتناغم مضربًا للمثل والوفاء بين عموم الشعب والملوك الأجلّاء الذين تعاقبوا على سدة حكم هذه البلاد الطاهرة بيدٍ تفيض بالحزم والجلد والحكمة والفطنة والخير، وقد ورّثت الأجيالُ تلو الأجيال الطاعةَ في المنشط والمكره لولي الأمر وحب هذه الأرض سالفًا عن سالف، فكانوا سورًا منيعًا في وجه القلاقل والفتن التي عصفت بالكثير من دول الجوار، فحاق بها التخريب وتنازع السلطة وافتراق الجماعة وهوان الشأن.

وها نحن نعيش هذه الأيام في عصر ذهبي يملأه الخير والأمن والرفاهية والكرامة والعدل والمساواة والطموح المشرق الذي لاحت ظلاله في أركان المعمورة قاطبة بقيادة الملك السابع المظفر: سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله، الذي كان قريبًا من قلوب رعيته، جاعلًا بابه مُشرعًا لشكاية المظلوم ومطلب الملهوف وسؤال السائل، فكان أبًا رؤومًا لشعبه الذين يفتدونه بالغالي النفيس، ومهابًا مرهوب الجانب يقذف الرعب والفزع في قلب كل من يحاول المساس بسيادة وأمن هذه الأرض الطاهرة التي أيدها الله بنصره وتمكينه وشرفها بأن كانت مهبطًا لوحي آخر رسله ورسالته، ومحطًا ومنزلًا لمقدساته الشريفة التي جعلها قبلة ومزارًا يؤمهما ملايين البشر من شتى البقاع.

وتحت عناية الله، مضت الدولة العريقة، مُضي الرجل الواحد، من جنوبها لشمالها ومن شرقها لغربها ومن شيخها لشبابها وأشبالها ونسائها قدمًا نحو قمم العُلى والمجد والسيادة والريادة عبر رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان-يحفظه الله- الثاقبة “رؤية 2030” التي سرعان ما أخذت تؤتي ثمارها من أعوامها الأولى في مجالات الاقتصاد والسياسة والتعليم والثقافة والفنون والرياضة والسياحة والآثار وغيرها من المجالات التي لا يتسع المقال لحصرها حتى باتت المملكة العربية السعودية مضربًا للمثال في النهضة الشاملة السريعة، وما يزال الإنجاز والإبداع يتراكمان كل يوم في رصيد المجد السعودي، ويعود الفضل الأول في ذلك إلى فطنة الأمير الشاب الذي استشرف المستقبل بعين الخبير، وحنكة العارف، وأدار بنفسه عجلة التطوير في الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية؛ فتساوقت الجهود وتضافر العمل الجاد منبثقًا من قلوب الشعب الذي رأى في هذا الشاب الطموح قدوة له ومثالًا للإنجاز وكسر الصعوبات والعقبات، فأسكنوه قلوبهم وهم يعلمون أنهم يمثلون الأولوية القصوى في قلب سموه المعطّاء، وعاهدته نفوسهم بالإخلاص والولاء لمقامه العزيز ولكل شبر من هذه الأرض الغالية التي انزرعت أصوات أجدادهم في ذرات رملها، وتهاتفت الجبال بصدى قصائدهم وفخرهم فكانت قمة من المجد التليد.

واليوم حُق لهذا الشعب العظيم أن ينتظم في المواكب الاحتفالية العريضة وهم مغتبطون فرحون يلوحون بأعلام التوحيد الخضراء ويتبادلون التهنئات وينشدون هاتفين بحبهم وولائهم لمليكهم وولي عهدهم وأرضهم التي صانت أحلامهم، وخطرت بين سنابلها ضحكاتهم، وتقاسموا الصبر والكفاح بين سهولها وهضابها وأوديتها، وسفحوا الأفراح والأتراح والدموع تحت سمائها اللألأة الشاسعة؛ فهم يوقنون أن الوطن ولحمته وتماسكه أكثر من كونه تضاريسًا ورمالًا وجبالًا، فالوطن كدح الآباء، ونضال الأمهات، وعرق الأجداد ودمائهم، وميثاق غليظ ومبايعة مباركة مرّرها الآباء لهم عبر الأنفاس والدماء ونبضات القلوب.

*كاتب سعودي

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود