مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

حبيبة سليمان* إلى مدينة الطائف أكتب لكِ رسالة أسميتها اشتياق وحنين، وأتمنى أن تق …

رسالة اشتياق وحنين

منذ 4 أشهر

42

0

حبيبة سليمان*

إلى مدينة الطائف أكتب لكِ رسالة أسميتها اشتياق وحنين، وأتمنى أن تقبليها مني كقبولي لجبالكِ وطبيعتك وزهورك البهيّة، ففي يومِ بلادكِ الوطني أبى قلمي أن يكتب إلّا عنكِ وكيف لا وأنتِ الحب والأمل والحياة، وأنت سبيل المستقبل ومحراب الإبداع، عشتُ بين طبيعتكِ أيامٌ كان فيها العقل هادئاً كنسيم الهواء في صباحكِ أيّام الصيف، رحلتُ بين الكتبِ أشتاق إلى الماضي وأحنُّ إلى الذكريات كشوقي إلى خريفكِ المنعمُ بالحياة، كنتِ قد ابتعدي عنّي ومازالت ذكرياتك معي، فكيف أنساكِ وأنتِ بين ضفتي كتابي الذي كتبته في أحضانك أيّام العزلة وقتَ كانت عليكِ ملامح الحزنِ هادئة، وقتها كتبتُ عنكِ وعن كل الأماكن التي اشتقتُ لها، وقارنتُ بينكِ وبين القاهرة، فهي كما وطني فأنتِ محرابي.

إليكِ يا مدينتي البهية عندما تركتكِ شعرتُ تجاهك بمشاعرٍ محملةٌ بالذكرى لم أتخيل أنها موجودة بهذا القدر من الكم إلا عندما تركتكِ، أيقنتُ حينها بأنني حملتُ بداخلي حبي لكِ وانتمائي لكِ حملتُ كذلك ذكرى المكان والأشخاص، كنت أنظر للصور على الهاتف وأتأملكِ وأحاول أن أستنشق الذكرى، أريدُ أن أُخبركِ سراً عندما تركتكِ علمتُ أنَّ الغريب تعيس إذ يحمل بين طيّاته ملامح الذكرى والعشق والانتماء لمكانين عليه أن يختار بينهما ويذهب لأحدهما دون الآخر ولكن دون جدوى هو يختار المكان وتبقى المشاعر كما هي.

يا طائفي العزيز في كل ذكرى لليوم الوطني السعودي كنتُ أكتبُ للمملكة العربية السعودية ولكنَّ هذه المرة قررتُ بأن أكتب لكِ أنتِ فأنتِ جزءٌ يُذكِّر بالكل ولا ينساه، هذه الكلمات لكِ مع أمنياتي بتقبلكِ لها منِّي، ومع تحياتي لكِ أتمنى أن تحتفظِ بالذكرى والسر والشارع والأشخاص والأحبة والأماكن والجامعة، أن تحتفظِ بهوائكِ ونسيمك ومطرك وجوّكِ كما هو، فأنتِ يا طائفي محرابي وذكراي وإبداعي وخطواتي الأولى نحو النجاح، خذِ عهدي وإن قاسمكِ وطني بين حبي وعشقي لكِ فلا قسمةَ تقبل على الواحد.

*كاتبة مصرية

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود