مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

‏ محمد أبو شرارة* ‏يا ابنةَ الرَّملِ والسَّحابُ الرَّملُ ‏هل تَجَلِّي رُؤَاكِ هذ …

‏تَرَاتِيلُ الرَّمْلِ المُقَدَّسِ

منذ 6 أشهر

118

0

محمد أبو شرارة*

‏يا ابنةَ الرَّملِ والسَّحابُ الرَّملُ

‏هل تَجَلِّي رُؤَاكِ هذا النّخلُ

‏هل لعَينَيكِ أنْ تكونا سماءً

‏للقَداساتِ مِن سَناها نُطلُّ

‏سِدرةٌ في السَّما وبيتُ جَلالٍ

‏وهُنا سِدرةٌ وبيتٌ أجلُّ

‏فيكِ ما في النَّخيلِ مِن كِبرياءٍ

‏فيكِ ما في النَّخيلِ: تمرٌ وظِلُّ

‏كيفَ والنّخلُ في ثراكِ انتماءٌ

‏أزليٌّ؛ هل أنتِ والنخلُ أهلُ؟

‏مُذ دَرجْنَا على اخضرارِكِ نعدو

‏ملءَ عينَيكِ .. كلُّنا لكِ طِفلُ

‏وكبِرْنا وأنتِ أمُّ رُؤانا

‏يَفتدي كلَّ ذَرَّةٍ منكِ شِبْلُ

‏إنَّ مَن تُرضِعينَ زمزمَ حُبًّا

‏شَبَّ في نفسِه شُموخٌ ونُبْلُ

‏*****

‏هيَّأَ اللهُ للبلادِ (مُعَزِّيْ)

‏مَلِكًا وهْوَ للإمامةِ أهلُ

‏وَحَّدَ النّاسَ أنفُسًا وقُلوبًا

‏قَبْلَ أنْ يَجمَعَ الشَّتاتَ النَّصْلُ

‏مَدَّ ظِلَّ الأمانِ للحَرَمِ الطّا

‏هِرِ فالطائفون حَجُّوا وصَلُّوا

‏شحَذَتْه الأيامُ كرًّا وفراً

‏ًّمِثلَما يَشحَذُ السُّيوفَ الصَّقْلُ

‏وانتَضى الحزمَ والعزيمَةَ سَلما

‏نُ فقَبْلَ الكلامِ كانَ الفِعلُ

‏قامَ بالقِسْطِ فالبلادُ رَخاءٌ

‏ونَفَى مَن تآمَروا وأضَلُّوا

‏واصطَفى مِن بَنِيهِ سُمَّ الأَعادي

‏لوذَعيَّاً له دَهاءٌ وفَضْلُ

‏ضجَّ سمعُ الزَّمانِ بِاسْمِ ابنِ سَلما

‏نَ الذي سَيْفُ عَزمِه لا يُفَلُّ

‏دَكَّ بالحَزمِ كُلَّ رأسٍ خَؤونٍ

‏رُبَّ أخذٍ يَكونُ فِيهِ البَذْلُ

‏وأقامَ الميزانَ بالقِسطِ حتّى

‏أَمِنَ النّاسُ واستَقامَ العَدْلُ

‏نَيِّرٌ قالَ للدَّياجِيرِ: هذا

‏قَبَسٌ يَقْشَعُ الظَّلامَ ويَجْلُو

‏يَقْبِسُ الكَوْنَ كُلُّهُ مِن سَناهُ

‏وهْوَ في سُلَّمِ الحَضاراتِ يَعْلو

‏يا بلادي وأنتِ مَهْوَى فُؤادي

‏إنَّ حُبَّ البلادِ دِينٌ وعقلُ

‏ففِداءٌ لِكُلِّ ذَرَّةِ رملٍ

‏مِن ثَراها .. أرواحُنا والأهلُ

‏*****

‏هاهُنا في السَّراةِ شُمٌّ جِبالٌ

‏شامخاتٌ على السَّحابِ تُطِلُّ

‏أهلُها مَعدِنُ العُروبةِ والعِـ

‏ـزِّ .. وأصلٌ إذا انتَمَيْتَ وفَصْلُ

‏في دِيارٍ مُرَحِّباتٌ فمَنْ حَـ

‏ـلَّ احتَواهُ رَيحانُها والفُلُّ

‏وبيوتٍ تُسابِقُ الغَيثَ جُودًا

‏فهْيَ تَقْرِي ضُيوفَها وهْوَ سَيْلُ

‏لِيَظَلَّ النَّزِيلُ بَيْنَ عَطاءَيْـ

‏ـنِ فهذِي تَسْقِي وهذا يَعُلُّ

‏في جِنانٍ مَوْصولةٍ بجِنانٍ

‏وربيعٍ قد غابَ عَنْهُ المَحْلُ

‏ماؤُها دافقٌ، تُريك جِيادًا

‏عادياتٍ وُدْيانُها والوَبْلُ

‏ثُمَّ تَصْفُو لَنا كأنَّ ابنةَ الـ

‏ـكَرْمِ أُريقَتْ .. جِرْيَالُها يَنْسَلُّ

‏العَناقيدُ في الدَّوالي ثُرَيّا

‏تٌ .. وعِقْدُ النّدَى بِها مُبْتَلُّ

‏واكتَسى عَرْعَرُ السَّراةِ وِشاحًا

‏سُنْدُسِيًّا فهُدْبُه مُخْضَلُّ

‏رَفْرَفٌ أخضرُ المَدى عَبقريٌّ

‏يَمْلَأُ الرُّوحَ ذابَ فِيهِ الطَّلُّ

‏كلُّ رَيحانةٍ وشِيحٍ وبِرْكٍ

‏عِطْرُ أيّامِنا الذي لا يُمَلُّ

‏*****

‏يا بلادًا تُعانِقُ الشمسَ طُولًا

‏كلُّ مَن طاوَلوا عُلاها اضمَحَلُّوا

‏خَرِسَتْ أَلْسُنُ الطَّغامِ وعادَتْ

‏تَتَفَدّاكِ أَلْسُنٌ لا تَكِلُّ

‏فاطْمَئِنِّي يا دارُ دامَ لَكِ الـ

‏ـعِزُّ فَدُونَ العِدا حِمامٌ وقتلُ

‏نَحْنُ جُنْدٌ لِسَيِّدٍ لَوْ دَعانا

‏وسُيُوفٌ عَلى عِداهُ تُسَلُّ

*شاعر سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود