الحَسَن الگامَح*
يمشي كأنَّهُ لا يمشي
والخطْوُ يسابقهُ
يشق بوابة لترميه إلى أخرى
والحياة خلفهُ تُلاحقُهُ.. ما إنْ ترميه بوابة من بوابات المدينةِ
حتى يفاجئهُ درب طويلٌ لا حدَّ لهُ
ليرميه مرة أخرى إلى باب تُعانقُهُ
يمشي كأنه لا يمشي
وقد رمى خلفه ما ملكْ
منْ أشياء تحوم حولهُ في فلكْ
يمشي وحيدًا كأن لا شيء أمامهُ
كأن لا شيء خلفه
وقدْ عشق الحياة ونكْهَ الدنى، وهي تُضايِقُهُ
يمشي مسرع الخطواتِ
فاتحًا صدره للخلواتِ
وللريح الآتية من بوابة المدينةِ وفي صمتٍ تُصادِقُهُ
في لحظة فريدةٍ.. أوفى لحظة سعيدةٍ
حتى يعلم أنه مهما مشى من خطواتٍ
هو في الأخير مرميٌّ تحت الثرى
قبل أن يسلمَ الحضن لمن يُرافقُهُ…
أگادير: 26 دجنبر 2017
لوحة الفنان الفوتوغرافي سعيد أوبرايم من المغرب
*شاعر من المغرب
التعليقات