228
0837
0357
1285
0393
0244
0247
0350
044
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11568
04674
04070
173227
03184
0
إبراهيم البليهي*
لأن اليابان جزرٌ بحرية تقع في أقصى الشرق فإن الإنسان لم يصل إليها إلا متأخرًا. تكوَّن الشعب الياباني، من خليط من الأجناس؛ مهاجرين من الجنس المغولي، وآخرين قدموا من إندونيسيا وماليزيا، وآخرين قدموا من شمال الهند من الجنس الأبيض.
ظل اليابانيون في مرحلة ما قبل ابتكار الزراعة حتى القرن الثالث قبل الميلاد، وفي القرن التاسع الميلادي استوردت من الصين ثقافتها بمعظم تفاصيلها: الدين واللباس والشعر والموسيقى والألعاب ومختلف الفنون وأساليب إدارة الحياة.
فكانت بهذه البداية المنفتحة التي لا تستنكف من تقليد واستعارة تطورات الآخرين، أسرع أمم الشرق إلى تبني حضارة العصر الحديث، وتقليد الغرب، واستيراد أساليب النمو والتطور.
ويعود فضل الانفتاح إلى الإمبراطور دايجو الذي حكم اليابان خلال الفترة (898-930) وهو أعظم أباطرة اليابان وأشدهم استنارةً وانفتاحًا، فقد منح بانفتاحه الثقافي اليابان خاصية الانفتاح على تجارب كل الأمم، حتى أنه جَعَلَها بهذا التأسيسُ الثقافي المستنير والمنفتح؛ للمبادرة إلى استعارة النافع من أية أمة وتحويله إلى عنصر ثقافي لليابان.
لقد استعاروا أغلب عناصر ثقافتهم من الصين ثم استعاروا عناصر ثقافية من كوريا في العهد الذي كانت فيه كوريا متقدمة، ووجود اليابان يعد متأخرًا قياساً بوجود الأمم العريقة في التاريخ وهذا منحها خاصية الانفتاح على كل الآفاق فهي غير مغلولة بسوابق تاريخية؛ فالسوابق عوائق.
اليابانيون يقدسون اليابان ذاتها وينفتحون على أي رافد يفيد في قوة اليابان ونموها وتطورها، وسلمت من العُقَد الثقافية التي تشل عقول الأمم وتبقيها أسيرة لأوهام التميز الثقافي والتفرد التاريخي وأصبحت بانفتاحها الثقافي الواثق هي الأسرع نمواً والأقدر على مواجهة التغيرات العالمية.
*كاتب ومفكر سعودي
حساب تويتر:@IbrahimAlbleahy
التعليقات