20
010
0103
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174302
03998
0
ترجمة_أ.د. بهاء الدين مزيد*
هذا مثلٌ أضربُه بفراشة،
فوقَ الصخرةِ، تلك القاسية الخشنة.
تقولُ: أحطُّ، أنا وحدى، لا أُنسَ ولا صُحبةَ،
لكن روحي بالفرحة جيّاشة؛
لا لان الحجرُ، ولا رقَّ،
ولا كانت فيه بشاشة.
فِراشي حَجرٌ صوّانٌ وأنا لا أهتّمُّ لذلك أبدا..
بل أصنعُ من هذي الأحجار،
على صِغَري، وبقوّة قلبي وعزيمته، أزهارًا.
أصنع فرحي وحدي،
لا أستجدي أحدا…
وليام هنري ديفيز
The Example
William Henry Davies
(1871-1940)
Here‘s an example from
a butterfly;
that on a rough, hard rock
happy can lie;
friendless and all alone
on this unsweetened stone.
Now let my bed be hard
no care take I;
I‘ll make my joy like this
small butterfly;
whose happy heart has power
to make a stone a flower.
“هذا مثل “وترجمة هوامش
_______________________________
يكون في ترجمة الشّعر الإنجليزي إلى اللغة العربيّة كثيرٌ من إعادة الصياغة والترتيب والتنسيق الطباعي، والتفعيلات والإيقاعات، والمحسّنات والمجازات، وغيرها. من ذلك بعض ما نجد في هذه القصيدة، وترجمة عنوانها (هذا مثلٌ أضربه) The Example والقافية التي اخترتها لها هي “فراشة” و”جيّاشة” و”بشاشة”، وهي أصوات شجريّة، ثُمّ تقفية داليّة “أبدا / أحدا”. (وقد اخترت الترجمة الإبداعيّة transcreative على الترجمة الحرفيّة أو المُباشرة، فجاءت القصيدة على هذا النّحو في اللغة العربيّة ولم تأت على نحو “المثل” أو “المثال” أو “النموذج”. وجاءت “هذا مثلٌ أضربه” جملة مكتملة مركّبة، لا محض عبارة).
قصائد المختارات في غالب الأحوال غنائيّة lyrical. وفي تقفية القصيدة المُشار إليها في الأصل a b c b d d (أ ب ج ب د د) مع تنويع الرويّ (e f g f h h). الجُمل في مجملها قصيرة، إيقاعاتها سريعة، من بين رباعي وسداسي وثماني التفعيلات، والفقرة الشعريّة توشك أن تكون جملتين لا أكثر، في كلّ فقرة منهما ستّة أبيات، وقد آثر الشّاعر علامات الترقيم عوضًا عن الفاصلة وعن نقطة الوقف الكامل، بما يحقّق حبك النّصّ وتماسكه. وقد آثرت لهذا السبب ترك علامات الترقيم الاستهلالية الكبيرة Caps واستبدالها بعلامات صغرى.
الفراشة استعارة تصير هنا استعارة تمثيليّة – في العبارة “فوقَ الصخرةِ، تلك القاسية الخشنة” “on a rough, hard rock، “أحطُّ” “happy can lie” – وقد تصير تشخيصيّة فيها إزاحة أو عدول ونقل من مكان في “لكن روحي بالفرحة جيّاشة” happy. وانتقالات أخرى في “لا لين ولا رقّة ولا بشاشة”، وكناية عن الفراش القاسي hard الصلد، يُستعاض عنه بالمرادف العربي “الحجر الصوّان”. هذا غيض من فيض. وهذا ما يفعل الشّعر؛ يحيل الحجر الصوان زهرةً نضرةً يانعة، وهكذا تفعل الفراشة التي تعبّر وتشير، وتصير رمزًا – أو تصير “رمزة”. يكون فيها طيّ، ويكون نشر، ويكون فيها كثير من إعادة الترتيب والتنظيم.
*أستاذ اللغويات والترجمة
وكيل الكلية للدراسات العليا بكلية الألسن_جامعة سوهاج
التعليقات