مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

    نسرين النور* “حزاوينا” الشعبية، تراث جميل تناقلته الأجيال تلو ال …

الجدات والحكايات الشعبية

منذ شهر واحد

264

2


    نسرين النور*

“حزاوينا” الشعبية، تراث جميل تناقلته الأجيال تلو الأجيال، يرددها الصغار والكبار، وتبعث البهجة في النفوس.
ما إن تبدأ جداتنا بمقدمات “الحزاوي” الطيبة، الزور ابن الزرزور، وإبليس خزاه الله، نستعيذ بالله من الشيطان ونصلي معًا على النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، حتى ننطلق سويًّا في رحلة شائقة مع الأصوات الحنونة والحبكة المثيرة التي نتفاعل معها، وتنتهي بانتصار الخير وبسمة الطيبات اللواتي يختمن “الحزايات” بعبارة: تصبحون على خير يا عيالي.
أيام اتسمت بالبساطة والجمال، رغم تكرار الجدة للقصص أو الخرافات كما يطلقون عليها في السابق، ورغم تكرار القصة وحفظ تسلسلها وتفاصيلها، فإنها من أمتع اللحظات قبل النوم، لا يجد الأطفال أجمل من الاستلقاء والاستماع بشوق لتغيير نبرة صوت الجدة وأسلوبها البسيط في السرد، إلا أنهم ينصتون ويجلسون بهدوء أمام تلك السيدة الكبيرة التي فرضت حنانها وشخصيتها المحببة لقلوب أحفادها، كي يستمعوا لخرافاتها العجيبة واحدة تلو الأخرى، لا تحلو هذه الخرافات إلا من صوت الجدة وايماءاتها ولغتها الجسدية الجذابة.
رحم الله جداتنا و”حزاويهم” الماتعة، التي على الرغم من تضمنها لأحداث عنيفة كقصة سرور ونتيف نتيفان، لكنها كانت جزءًا جميلًا سطرته ذكريات الزمن الجميل وأهله الطيبين.

كاتبة قصص للأطفال وحكواتية _ بحرينية
@Nasreen_aln00r

التعليقات

  1. يقول عند إبراهيم:

    أتفق معك أستاذة نسرين وكانت جدتي تحكي بطريقة عفوية وابتسامة عذبة رحم الله جداتي وأمي وأسكنهما الجنة وموتى المسلمين أجمعين

  2. يقول فاطمة حامدي:

    فعلا الحكايات الشعبية نسجتها مخيلات الجدات لغايات تربوية….اسلوب الحكاية فيه تشويق ..والجلوس حول الجدة فيه عبر وقيم ….ولكن جدات اليوم اصبحن متعلمات ومثقفات ومنهنّ الموظفات فصرن لايجدن الوقت للجلوس وربما ايضا لا يملكن مهرة السرد هذا ان توفرت لديهم الخرافة ….اي الحكاية الشعبية….ملامح الاسرة و المجتمعات في حراك وتغيرت تقريبا اغلبية المعطيات…..فكم هو جميل ان يؤرخ الادب تلك الفترة الزمنية التي كانت فيه الخرافة والحكاية الشعبية تختزل *مناهج تربوية أساسها قيمي إنساني*…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود