الأكثر مشاهدة

هبة عطية* أنا السلحفاة لؤلؤة، أسمتني أمي هذا الاسم لأن قشرة بيضتي شديدة البياض و …

لؤلؤة تتحدى الخوف

منذ شهر واحد

2509

8


هبة عطية*

أنا السلحفاة لؤلؤة، أسمتني أمي هذا الاسم لأن قشرة بيضتي شديدة البياض واللمعان.
وضعتني أمي أنا وإخوتي تحت رمال الشاطئ، حتى يكتمل نمونا. وكل يوم، ونحن صغار داخل البيض، نسمع صوت أمواج البحر:
_ وشششش وشششش
كان صوت الأمواج جميلًا وهي تقترب، ومعه صوت أمي الدافئ، تخبرنا بكل شيء عن البحر حتى نستعد له حين نخرج من البيض. كل يوم أسمع صوت طقطقة القشرة:
_ تك تك تك.
يبدو أن موعد الخروج قد اقترب، لكن كلما اقترب الموعد أخاف كثيرًا. لن أستطيع مواجهة الأمواج العالية، ولا الكائنات العجيبة التي تعيش هناك. ماذا لو لم أستطع السباحة؟
_ لا لا، لن أخرج من البيضة اليوم، ربما لو كبرت قليلًا.
مر يوم آخر، فقست كل البيضات وسمعت إخوتي يجرون إلى البحر في سعادة وفرح:
_ مرحى مرحى، إنه البحر.
يأخذون بيد بعضهم إلى البحر، أما أنا بقيت خائفة بالداخل، حتى سقطت قطعة كبيرة من قشرة البيض، ودخل نسيم البحر يداعب رأسي الصغيرة.
_ اممم، كم هو جميل.
وظهر وجه جميل أمامي، إنها أمي.
_ قالت أمي: مرحبًا بك يا لؤلؤتي الصغيرة.
ابتسمت لها وشعرت بفرحة كبيرة.
قالت أمي: هيا، لتلحقي بإخوتك.. البحر في انتظارك.
_ قلت لها بخوف: كلا، لا أريد.. أنا أخاف الذهاب، ماذا لو لم أستطع السباحة؟ ماذا لو لم تحبني الأسماك؟
ضحكت أمي وأخبرتني: هذا غير صحيح، عليك أن تثقي بنفسك، لا تخافي.. أنا معك، كذلك إخوتك.. إنهم هناك يستمتعون بالأمواج ويلعبون مع الأسماك.. انظري إليهم.
نظرت إليهم فوجدتهم يلعبون بمرح وسعادة.
أحب أن ألعب معهم وأشاركهم المرح، لكن ما زلت خائفة.. ظلت أمي تشجعني، وإخوتي يشيرون إلي من بعيد:
_ هيا يا لؤلؤة، نحن في انتظارك.
تشجعت قليلًا وخرجت من البيضة، لمست أصابعي الصغيرة حبات الرمال الرطبة، وشعرت بأشعة الشمس الدافئة على صدفتي.
مشيت ببطء وأمي تنظر إلي، أشعر بسعادة كلما اقتربت من مياه البحر المالحة.
لكن أمي اكتشفت شيئًا غير متوقع:
_ لؤلؤة، عزيزتي، هل تستطيعين النظر إلى إخوتك؟
_ قلت لها: نعم.
_ سألتني: كم عددهم؟
_ قلت: كثير، كثير جدًا.
علمت أمي أن عيني ليستا على ما يرام، فأحضرت لي نظارة جميلة ووضعتها لي. وما إن وضعتها، شعرت بأن كل شيء تغير من جميل إلى أجمل. رأيت زرقة السماء، وصفاء الماء، رأيت إخوتي.. هم كثيرون حقًا، لكن ليس إلى هذا الحد.
ورأيت رمالًا صفراء وجميلة، وخطوت أخيرًا إلى البحر وذهبت للعب مع إخوتي. بالفعل كنت خائفة، لكن ما إن لامست مياه البحر وبدأت أطفو فوقها شعرت بسعادة شديدة.
شكرت أمي لأنها لم تتركني وحدي، وشجعتني حتى أخرج من البيضة إلى العالم الكبير.

*كاتبة قصص أطفال _مصرية

التعليقات

  1. يقول أسماء محمد:

    جميلة جداً سلمت يُمناكِ

  2. يقول أميرة عطية:

    رائعة وهادفة فى انتظار المزيد من القصص

  3. يقول هند إبراهيم:

    حكاية جميلة ، ويمكن تكون حكاية بل تكون مسلسل علمي.
    جدا رائعة شكرا لك أستاذة هبة.

  4. يقول ابراهيم ابوالدهب:

    حلوة جدا .. لطيفة و فيها درس مفيد

  5. يقول محمد حسن:

    رائعة سلمت يمناك

  6. يقول محمد هاني:

    قصه جميله ورائعه

  7. يقول هاني حسن:

    جميل تسلم ايدك

  8. يقول Ahmed Ali:

    قصه جميله جدا و تنفع تكون فلم كارتون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود