4
010
0103
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174302
03998
0ترجمة_جمعة أبو شطة
نص_باولينا ويلك
إن اللطف في دمائنا
إن الأفعال الطيبة هي هدية التطور للبشرية. ولولا اللطف، لكانت قصة جنسنا البشري قد اتخذت منعطفًا مختلفًا تمامًا على الأرجح.
إنه المساء.. يغادر فالنتين، البطل الرئيسي في فيلم كريستوف كيشلوفسكي “ثلاثة ألوان، أحد المسارح في جنيف، ويراقب لفترة امرأة مسنة منحنية تكافح لوضع زجاجة في سلة إعادة التدوير، يمد فالنتين يد المساعدة، يظهر مشهد الزجاجة أيضًا في الجزأين السابقين من ثلاثية أفلام كيشلوفسكي، لكن في أي منهما لم يتلق الشخص المسن المساعدة. ففي الفيلم السابق، يفشل البطل في ملاحظة المرأة المسنة، وفي الجزء الذي قبله (حيث يظهر بدلًا من المرأة رجل مسن) يراقب البطل كفاح الرجل بابتسامة قاسية، فقط فالنتين هو الذي يتفاعل.
كتب الناقد الأمريكي ديف كير في مراجعته للفيلم عام 1994 لمجلة فيلم كومنت “إن هذا الفعل البسيط من اللطف هو ذروة الثلاثية بأكملها”، واصفًا ما يفعله فالنتين بأنه “اللفتة التي تنقذ العالم”.
لكن وفقًا لعلماء الاجتماع، لا يوجد شيء غير عادي في حقيقة أننا نساعد بعضنا البعض. بل على العكس، فإن رفض المساعدة أمر نادر، خاصة عندما يتعلق الأمر بأفعال بسيطة مثل فتح الباب لشخص ما، أو إعداد الشاي، أو رمي زجاجة في سلة المهملات، هو نفس نوع الأفعال التي ظهرت في أفلام كيشلوفسكي، يقول جيوفاني روسي، عالم الاجتماع من جامعة كاليفورنيا: “إن السلوك الاجتماعي والتعاون هما مفتاح ما يجعلنا بشرًا، قرر فريق من الباحثين الدوليين استكشاف مدى كون اللطف متأصلًا في الطبيعة البشرية، وما إذا كانت رغبتنا في مساعدة الآخرين تعتمد على الثقافة التي ننتمي إليها.
مساعدة كل دقيقتين
كان الافتراض الأولي الذي تبناه روسي وفريقه هو أن البشر “مبرمجون” ليكونوا طيبين بغض النظر عن الثقافة التي ينتمون إليها والمكان الذي يعيشون فيه، ومن أجل إثبات وجهة نظرهم، قام الباحثون بتحليل السلوكيات الاجتماعية بين ممثلي ثمانية ثقافات ولغات قادمة من خمس قارات.. وقد تم جمع التجارب الاجتماعية من:
1- البولنديين والإيطاليين والروس.
2- المتحدثين باللغة الإنجليزية (البريطانيين والأمريكيين).
3- اللاويين وسيوو من شرق غانا.
4- تشابالا من شمال الإكوادور.
5- مورينباتا من شمال أستراليا.
ولم يكن الهدف من التجارب هو فحص الميل البشري العام نحو اللطف، بل كان هدف تلك التجارب هو معرفة كيف تتجلى هذه السلوكيات اللطيفة على أصغر نطاق ممكن، عندما تكون مخاطر لفتة طيبة ضئيلة بالنسبة للفرد، لكنها عالية فيما يتعلق بتأثيرها الاجتماعي. أجريت التجارب على أكثر من 350 شخصًا.
وتم رفض أحد عشر ألف حالة من حالات طلب المساعدة، وتم رفض المساعدة تمامًا، وكان الأشخاص الذين تفاعلوا مع بعضهم البعض إما أقارب أو يعرفون بعضهم البعض، على سبيل المثال، كانوا جيرانًا أو جاؤوا من نفس القرية.
جمع الباحثون أكثر من أربعين ساعة من التسجيلات التي تظهر التفاعلات اليومية، كان الهدف معرفة كيف استجاب الأفراد المشاركون في الدراسة للإشارات العفوية للمساعدة في المواقف اليومية الشائعة، مثل تسليم سكين في المطبخ، أو إزالة قدر من الموقد، أو تشغيل الضوء لشخص آخر. يمكن التعبير عن الحاجة إلى المساعدة بشكل مباشر أو غير لفظي (كما في حالة السيدة المسنة التي ساعدها فالنتين في إلقاء زجاجة في سلة المهملات). اعتمادًا على الثقافة، تم تسجيل المشاركين في الدراسة في مختلف المجتمعات في أماكن عدة، فكان البريطانيون في الجامعة، والبولنديون في شققهم، ومورينباتا في الهواء الطلق (في هذا المجتمع، يفضل الناس قضاء الوقت بعيدًا عن المنزل، حيث تكون منازلهم مكتظة غالبًا). وقد سجلت التفاعلات، أعمالًا مثل: الطبخ الجماعي، والأعمال المنزلية، والهوايات – والألعاب المختلفة، والمحادثات الجانبية.
إذًا.. ما النتائج التي توصلنا إليها؟
أولًا: يستجيب الناس للطلبات الصغيرة أكثر من رفضهم لها. وكلما كانت تكلفة المساعدة أقل، كان الناس أكثر استعدادًا للقيام بلفتات طيبة، وفي المتوسط، نساعد بعضنا البعض كل دقيقتين، وعلاوة على ذلك، يقبل الناس الطلبات الصغيرة أكثر من تجاهلهم لها، ومن المثير للاهتمام أن نسبة الأشخاص الذين يتجاهلون الطلبات كانت الأعلى بين السكان الأصليين في أستراليا، ويعتقد الباحثون أن القدرة على تجاهل الطلبات ربما تطورت كآلية للتعامل مع المطالب المستمرة بالسلع والخدمات، وهي المشكلة التي كانوا يكافحون من أجلها منذ نهاية القرن الثامن عشر. ويشير جو بليث، عالم اللغويات من جامعة ماكواري في سيدني، والأستاذ المشارك في الدراسة، إلى أن “بياناتنا” تظهر أن متحدثي مورينباتا يلبون دائمًا طلب المساعدة بانتظام ونادرًا ما يرفضون المساعدة.
وأظهرت التجربة أن الميل إلى اللطف، عالمي في جميع الثقافات ولا يعتمد على ما إذا كان التفاعل يحدث بين الأقارب أو غير الأقارب، يمكننا نظريًا أن نتخيل ثقافة يطلب فيها الناس المساعدة مرة واحدة فقط في الساعة، أو بضع مرات فقط في اليوم، أو يتجنب فيها الناس طلب المساعدة من خارج أو داخل علاقات القرابة، لكن هذا ليس ما نجده، في جميع أنحاء العالم، لا يطلب الناس المساعدة فحسب، بل نادرًا ما يتركون ثلاث دقائق تمر دون فعل ذلك”، كما كتب جيوفاني روسي في مقاله في مجلة نيتشر.
أيضًا أظهرت الأبحاث أن الامتثال للمساعدة نادرًا ما يتم التعبير عنه لفظيًّا، فالأميركيون والبريطانيون والإيطاليون يبتعدون عن التعبير عن ذلك، فيعبرون عن استعدادهم للمساعدة ببساطة: بـ (نعم) أو (بالتأكيد) أو (لا مشكلة).
ومن المثير للاهتمام أن الناس نادرًا ما يشرحون سبب قرارهم بالمساعدة. وعلى النقيض من ذلك، فإن غالبية الناس يقدمون سببًا إذا كانوا لا يريدون أو لا يستطيعون الاستجابة لطلب المساعدة، ويلاحظ روسي في مقاله في معظم اللغات، يتم تلبية معظم طلبات المساعدة دون كلمات، في حين يتم التعبير عن الرفض لفظيًّا في أغلب الأحيان”.
وعن الطريقة التي نعبر بها عن رفضنا للمساعدة، فقد أظهرت الدراسة أننا نادرًا ما نقول “لا” فحسب.. عادة ما يتبع الرفض شرح مثل: “أنا مشغول”، “ليس لدي وقت”، “أنا آسف، لكنني سأفوت حافلتي”. وبدلًا من الرفض بطريقة مباشرة، يبرر البعض عن سبب الرفص. ووفقًا لدراسة روسي، كان هذا السلوك هو الأكثر شيوعًا بين البولنديين.. فعندما يُطلب منهم تشغيل الضوء، يردون أحيانًا: “لماذا نشغل الضوء؟”. وبدلًا من رفض الطلب، تفضل بعض الثقافات إظهار عدم الرغبة في التعاون.. فعندما يرفض شعب تشابالا تسليم شيء ما، يرفعون أذرعهم؛ ويشير شعب سي وو في غانا إلى رفضهم لخدمة ما من خلال إدارة ظهورهم للمتحدث.
ويخلص روسي إلى أن “الناس عندما يُطلب منهم مساعدة الآخرين أو تُتاح لهم الفرصة لذلك، فإنهم يفعلون ذلك عادة، ونادرًا ما يرفضون ذلك، بغض النظر عما إذا كانوا يتفاعلون مع أقاربهم أو غير أقاربهم. كما أن تجاهل إشارة المساعدة أمر نادر الحدوث عمومًا، لكنه أكثر شيوعًا في بعض الثقافات”، مضيفًا أن الفارق ليس ذا دلالة إحصائية.
التعاطف البديهي:
ما الذي برمجنا لنكون طيبين؟
تعلم أسلافنا مساعدة بعضهم البعض، لأن ذلك منحهم فرصة أفضل للبقاء. يمكن للآخرين أيضًا الاستفادة من تبادل الخدمات.
يضيف روسي أن التفاعلات الاجتماعية المرتبطة بالإيثار فريدة إلى حد كبير بالنسبة للبشر، ورغم أن الحيوانات الأخرى تتقاسم أيضًا (على سبيل المثال الطعام)، فإن 90% من هذه الحالات لعطاء سلبي بالنسبة لهم.
يؤكد الباحثون على حقيقة، مفادها أن الحضارة الإنسانية تقوم إلى حد كبير على مبدأ المعاملة بالمثل.. ففي الكتاب الأكاديمي الذي حرره رجل الدولة البولندي المخضرم في علم النفس يان ستريلو، يُعرَّف مبدأ المعاملة بالمثل، بأنه اعتقاد عالمي ـموجود في كل المجتمعات البشريةـ بأننا ملزمون برد الجميل بعد تلقينا هدايا أو خدمات معينة، وهذا يعني أننا نساعد بعضنا البعض، ليس من منطلق الإيثار المحض ـفقد كان وجود الإيثار المحض موضوعًا للكثير من الخلافات في الدوائر الأكاديمية لسنواتـ بل لأننا نتوقع أن تتم مكافأتنا على مساعدتنا أو أن نردها بالمثل، وتوضح الدكتورة إيفا جارسزيوسكا جيرك: “إنها إحدى القواعد العالمية التي تعمل المجتمعات على أساسها.. فنحن طيبون لأن ذلك في مصلحتنا؛ ونساعد لأننا نتوقع الشيء نفسه من الآخرين”.
تقول مالوجورزاتا أوسوفيسكا، وهي طبيبة نفسية من جامعة SWPS، إنه عندما نستجيب لطلب شخص ما، مهما كان تافهًا، فإننا نتوقع منه نوعًا من “الدفع” حتى لو كان قادمًا من شخص لا نعرفه، وربما لن نلتقي به مرة أخرى.
تقول أوسوفيسكا: “قد تكون “العملة” أي شيء، مجرد “شكرًا” أو نقرة على الظهر أو ابتسامة”، مضيفة أن اللطف يجعلنا نشعر بتحسن. “لا يحب بعض الناس الاعتراف بأن مساعدة الآخرين مصدر فرح لهم أيضًا. ومع ذلك، فإن المساعدة هي مصدر للمشاعر الإيجابية؛ نشعر بتحسن عندما نساعد”. علاوة على ذلك، فإن مساعدة الآخرين تجعلنا نبني صورة ذاتية إيجابية تعزز احترامنا لذاتنا. “نحب أن نرى أنفسنا كأفراد طيبين على استعداد لتقديم المساعدة. وتضيف جارتشيفسكا-جيرك: “إذا كنا لطفاء ومتعاونين، فإننا نعزز صورتنا الذاتية الإيجابية، التي بدورها تبني شعورًا بالرفاهية وتنشط صحتنا العقلية”، وتفسر هذه العوامل أيضًا سبب عدم رغبة الناس في رفض المساعدة؛ أولًا وقبل كل شيء، نحن نخاف من فقدان شيء ما، عندما نكسر مبدأ المعاملة بالمثل، نعلم أنه في يوم من الأيام قد نجد أنفسنا في حاجة ولن نتلقى الدعم أيضًا، كما نخاف من النبذ والتقييم الذاتي السلبي الذي يأتي معه، تقول أوسوفيكا: “إن رفض المساعدة يعني كسر قاعدة اجتماعية، يراها معظم الناس غير سارة، علاوة على ذلك، لا يحب المجتمع الأشخاص غير المتعاونين، ومن جانبنا، لا نحب أن نرى أنفسنا كذلك أيضًا”، تعترف أنه من الصعب أن تقول “لا” أو “لن أفعل ذلك”. من الأسهل الرفض إذا كان لديك مبرر. إذا أضفنا مبررًا، مثل “لا أستطيع القيام بذلك لأنني مشغول، لدي آلام في المعدة، سأفوت حافلتي”، فسوف نشعر بتحسن وسيقل انزعاجنا، كما تقول.
هناك موضوع آخر في مناقشتنا
يزعم علماء النفس أن الناس الطيبين أكثر سعادة، وكما لاحظت جارتشيفسكا-جيرك، فإن اللطف هو أحد الأولويات الإيجابية المزعومة. يشير المصطلح إلى تصرفات الشخص نفسه التي تترجم إلى سعادته.. وفقًا لمفهوم توليف السعادة، الذي صاغه دانييل جيلبرت، عالم النفس الأمريكي، يمكن التفكير في السعادة بطريقتين:
أولًا: يمكن فهمها على أنها حدث عرضي، أو “حظ”، مثل الفوز باليانصيب. هذا النوع من السعادة له علاقة بشعور بالمتعة الشديدة؛ ومع ذلك، فإن هذه المتعة تتلاشى بسرعة كبيرة، ونعود إلى حالتنا السابقة.
النوع الثاني: الأكثر ديمومة، من السعادة، هو الذي نصنعه بأنفسنا.. تلاحظ إيفا جارتشيفسكا-جيرك أنه نوع السعادة الذي نصنعه لأنفسنا.. ويطلق جيلبرت على هذه السعادة اسم “السعادة المركبة”، والعملية التي تتلخص في تجميع السعادة، والتي تتألف من أفعال يومية واعية تهدف إلى بناء السعادة الفردية.
لكن كيف يمكننا أن نحقق ذلك؟
إن التصرف بلطف ومد يد العون وسيلة جيدة للبدء”.
It’s in our blood: kind gestures are evolution’s gift to humankind. If it hadn’t been forkw l] kindness, the story of our species would most likely have taken a very different turn
It is evening. Valentine, the main protagonist of Krzysztof Kieślowski’s film, Three Colors: Red, leaves a theater in Geneva, and watches for a while as a bent, elderly woman struggles to deposit a bottle in a recycling bin. Valentine helps her. The bottle scene also appears in the two previous parts of Kieślowski’s film trilogy, but in in neither of them does the elderly person receive help. In the previous film, Blue, the protagonist fails to notice the elderly woman, and in White (where instead of the woman, an elderly gentleman appears) the main character watches the man’s struggles with a cruel smile. Only Valentine reacts. “In a sense, that single, simple act of kindness is the climax of the entire trilogy,” wrote American critic Dave Kehr in his 1994 review for the New York-based journal, Film Comment, calling what Valentine does, “the gesture that saves the world.”
Yet according to sociologists, there is nothing extraordinary about the fact that we help each other. On the contrary—refusing assistance is rare, especially when it comes to simple gestures such as holding the door for someone, making tea, or throwing a bottle in a trash can, the type of gesture featured in Kieślowski’s movies. “Prosociality and cooperation are key to what makes us human,” says Giovanni Rossi, a sociologist from the University of California. His team of international researchers decided to explore to what extent kindness is inherent to human nature and whether our willingness to help others depends on the culture we come from.
Help Every Two Minutes
Rossi and his team’s initial assumption was that humans have been “programmed” to be kind irrespective of the culture they are rooted in and the place they inhabit. In order to prove their point, researchers analyzed prosocial behaviors among the representatives of eight cultures and languages, coming from five continents. The research material was gathered from Poles, Italians, Russians, English speakers (both Brits and Americans), Laotians, Siwu (from Eastern Ghana), Cha’palaa (Northern Ecuador) and Murrinhpatha (Northern Australia). The point of the investigations was not to examine the general human tendency toward kindness (this is something that sociology and anthropology have been studying for a long time). Rather, the aim of the enquiry was to see how these behaviors of kindness manifest themselves on the smallest possible scale, when the stakes of a kind gesture are minimal for an individual, but high as far as its social impact goes. In total, more than 350 people and eleven thousand cases of failing to help or a refusal to help were examined. The people who interacted with each other were either related or knew each other, e.g., they were neighbors or came from the same village. The researchers gathered over forty hours of recordings showing everyday interactions. The aim was to see how the individuals taking part in the study responded to spontaneous signals for assistance in common, everyday situations, like handing a knife over in the kitchen, removing a pot from the stove, or switching the light on for someone else. The need for help could be expressed directly or non-verbally (as in the case of the elderly lady whom Valentine helps throw a bottle in the bin). Depending on the culture, the objects of study were recorded in different surroundings: the British at a university, the Poles in their apartments, and the Murrinhpatha outdoor (in this community, people prefer to spend time away from the home, as their houses are often overcrowded). The interactions registered communal cooking, house chores, pastimes—various games, and ordinary conversations
Information
Breaking news! This is the first of your five free articles this month. You can get unlimited access to all our articles and audio content with our digital subscription
Subscribe
What were the findings? Firstly, people comply with small requests more often than they refuse them. The smaller the cost of assistance, the more willing people are to perform kind gestures. On average, we help each other every two minutes. Moreover, people accept small requests seven times more often than they refuse them, and six times more often than they ignore them (ignoring is defined as “not complying but also not signaling non-compliance”). Interestingly, the percentage of people ignoring requests was the highest among the aboriginal inhabitants of Australia. Researchers believe that the ability to ignore requests could have developed as a mechanism to cope with persistent demands for goods and services, a problem they have been struggling with since the end of the eighteenth century. “Still, our data show that Murrinhpatha speakers regularly comply with and rarely reject recruitments,” points out Joe Blythe, a linguist from Macquarie University in Sydney, and a co-author of the study.
The experiment also showed that, in contrast with complying with serious demands, the tendency toward kindness is universal in all cultures and does not depend on whether the interaction happens among kin or non-kin. “We find that recruitment events are ubiquitous in informal interaction globally. We could theoretically imagine a culture in which people ask for assistance only once an hour, or only a few times a day, or in which people avoid asking for assistance from outside or inside kin relations, but this is not what we find. Around the world, people not only ask for help, they seldom let three minutes go by without doing so,” writes Giovanni Rossi in his article for Nature
The research also shows that compliance is rarely verbalized. Americans, the British, and Italians diverge from the convention, expressing their willingness to help with a simple, “Yes, sure, no problem.” Interestingly, people hardly ever explain why they have decided to help. In contrast, the majority of people give a reason if they don’t want to, or cannot, grant a request. “(I)n most languages, most complying responses are produced without words, whereas rejections are almost always verbalized,” observes Rossi in the aforementioned article.
As to the way we express refusal to comply, the study shows that we rarely just say “no”. The refusal is usually followed by an explanation: “I’m busy,” “I don’t have time,” “I’m sorry, but I’m going to miss my bus.” Some, instead of refusing in a straightforward way, question the request. According to Rossi’s study this behavior was the most common among Poles. When asked to turn the light on, they would sometimes reply: “Why turn the light on?” Instead of rejecting a request, some cultures prefer to show a reluctancy to cooperate: the Cha’palaa, when refusing to hand an object, lift their arms; Ghana’s Siwu signal their rejection of a favor by turning their back to the speaker. “Overall, we take these findings as evidence of a pervasive cooperative stance in everyday interaction around the world. When people are prompted to, or otherwise given the opportunity to, assist others, they will usually do so, only rarely refusing, regardless of whether they are interacting among kin or non-kin. Ignoring a signal for assistance is also generally infrequent, but more common in some cultures,” Rossi concludes, adding that the difference is not statistically significant
Intuitive Empathy
What programmed us to be kind? According to experts, it was, to a large extent, evolution. Our ancestors learned to help each other, because it gave them a better chance of survival. Others could also benefit from an exchange of favors. Evolution favored empathetic individuals, as they could form a community that in turn helped people attain their common goals. Thanks to community, the chance of spreading genes was also bigger than in the case of individuals living alone”, argues Ewa Jarczewska-Gerc, PhD, a psychologist from the Department of Psychology of Individual Differences at SWPS University in Warsaw
Rossi adds that social interactions linked to altruism are, to a large extent, unique to humans. Even though other primates also share (e.g. food), 90 percent of such cases consist of passively receiving or giving and are not a result of a willingness to grant a request of another individual. Such behavior can hardly be called prosocial. Only orangutans and chimpanzees show a sensitivity to clear “signals of need,” and they are able to share their resources as a result of a request or an offer of, for instance, food. “(T)here are few species where this regularly happens as a result of prosocial dispositions . . . small-scale, high-frequency, low-cost transaction(s) . . . provide a common foundation for all social and cultural activity,” argues the scientist in his article in Nature.
Researchers emphasize the fact that human civilization is largely based on reciprocity. In the academic textbook edited by the elder statesman of Polish psychology Jan Strelau, reciprocity is defined as a universal conviction—found in all human communities—that, having received certain gifts or services, we are obliged to reciprocate them. Which means that we help each other not out of pure altruism—the very existence of pure altruism has been the subject of much dispute in academic circles for years—but rather because we expect our assistance to either be reciprocated, or remunerated. “It is one of the universal rules upon which societies function. We are kind because it is in our interest; we help, because we expect the same from others,” Ewa Jarczewska-Gerc, PhD, explains
Małgorzata Osowiecka, a clinical psychologist from SWPS University argues that when we comply with someone’s request, as insignificant as it may be, then, even if it is coming from a person we don’t know and we’ll probably never meet again, we expect some kind of “payment” from them. “The ‘currency’ might be everything, a simple ‘thank you’, a tap on the back or a smile,” Osowiecka says, adding that being kind makes us feel better. “Some people don’t like to admit that helping others is a source of joy for them as well. And yet, helping is a source of positive emotions; we feel better when we help.” What is more, helping others causes us to build a positive self-image and boosts our own self-esteem. “We like to see ourselves as good individuals willing to provide help. If we are kind and supportive, we strengthen our positive self-image, which in turn builds a sense of well-being and benefits our mental health,” observes Jarczewska-Gerc. These factors also explain why people don’t like to refuse assistance. First of all, we are afraid of losing something—when we break the principle of reciprocity, we know that one day we might find ourselves in need and won’t receive support either. We are also afraid of ostracism and the negative self-assessment that comes with it. “A refusal to help means breaking a social norm, which most people perceive as unpleasant. What’s more, society does not like unhelpful people, and for our part, we don’t like to see ourselves as such either,” Osowiecka says. She admits it is difficult to say “no” or “I won’t do it.” It is easier to refuse if one has a justification. If we add a justification, e.g. “I can’t do it because I’m busy/ I have a stomachache/ I’m going to miss my bus,” we will feel better and our discomfort will diminish, she says
There is one more thread in our discussion: psychologists claim that kind people are happier. As Jarczewska-Gerc observes, kindness is one of the so-called positive priorities. The term refers to a person’s own actions that translate to their happiness. In accordance with the concept of synthesizing happiness—formulated by Daniel Gilbert, an American psychologist, and exponent of positive psychology—happiness can be thought of in two ways. Firstly, it can be understood as a serendipitous event, or “luck,” like winning a lottery. This kind of happiness has to do with a feeling of intense pleasure; however, this pleasure subsides very quickly, and we are back to the initial level of happiness. The second, more lasting, kind of happiness, is the one we create ourselves. Ewa Jarczewska-Gerc remarks, “It is the kind of happiness we hew out for ourselves. Gilbert calls it synthesized happiness, and the process: the synthesizing of happiness, which consists in conscious everyday actions that aim at building individual happiness. How does one go about it? Acting kind is a good way to start.”
Sources
Giovanni Rossi, Mark Dingemanse, Simeon Floyd, Julija Baranova, Joe Blythe, Kobin H. Kendrick, Jörg Zinken & N. J. Enfield, “Shared crosscultural principles underlie human prosocial behavior at the smallest scale”, Nature
Kehr, Dave, “To Save the World. Kieślowski’s Three Colors Trilogy.” Film Comment; 30 Nov 1994
Quotes from Małgorzata Osowiecka, Ewa Jarczewska-Gierc come from the author’s conversations with the scholars
المصدر مجلة prze krqj
التعليقات