الأكثر مشاهدة

نعمة الزحيفي* “وشوشات رضاب” هذا ما همس لي به، نظرت إليه في غير فهم!  …

وشوشات رضاب

منذ شهر واحد

54

0

نعمة الزحيفي*

“وشوشات رضاب” هذا ما همس لي به، نظرت إليه في غير فهم! 

فقال بكل برود: ويح قلب عشق من لا تحب الحروف ولا تغرق في معاني الأدب!

تركني ومضى، وهو يرى علامات الدهشة ترتسم على ملامحي، وبابتسامة لوح لي.

كم أشفق عليه وعلى نفسي.. حين أدعي البلاهة وعدم الفهم..

هو لا يعلم أن “طائر النورس” التي طار صيتها، “طائر النورس” التي تغزل الحروف أوسمة جمال وتطرز النجوم كتابات أدب كما يصفها دائمًا، هي نفسها الحمقاء التي يحبها ويلوم نفسه على ذلك. 

كم مرة صرخ متأففًا من بلاهتي! كم مرة يكرر أي ذنب جنيت لتكوني أنت صمام ذلك القلب الأبله!

رأيته متأنقًا ذات يوم؛ فسألته إلى أين؟!

فأجاب بلهفة: اليوم، اليوم سأراها.

قلت: من؟!

أجاب: طائر النورس.

ليس لدينا بحر ولا نهر، هل أنت ذاهب إلى حديقة الحيوان بكل هذه الأناقة؟!

صعق من بلاهتي ونظر إلى عيني وقال: أعشقك وإن كنت بلهاء.

الليلة هي الأمسية الأدبية للكاتبة “طائر النورس” طالما حلمت بمقابلتها.. الليلة سيتحقق الحلم.

قلت له: أتأذن لي بالذهاب معك..؟

ضحك: وهل ستفهمين شيئًا مما سيقال؟ أها، أنت تغارين.. اعترفي.. على كل حال لا بأس، استعدي.  

حين وصلنا، فلت يدي من يده، رأيته يبحث عني، كما لو كان أبًا يبحث عن ابنته الصغيرة خوفًا عليها من الضياع.

ذهبت إلى خلف الكواليس، أقفلت جوالي.. وظل هو يرن علي ممتعضًا يعض بكل قوة على شفتيه حنقًا. وبعد دقائق أعلن عن حضور نجمة الأمسية الأديبة التي لا يشق لها غبار، فما كان مني إلا أن تقدمت إلى المنصة وجلست في المكان المعدل “طائر النورس” لتقدمني المعدة وقلبي حائر يبحث دون أن أتمكن من النظر إليه حيث يجلس. وبدأت عرض أولى كتاباتي وكان عنوانها: 

“وشوشات رضاب”.

*كاتبة من السعودية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود