259
095
1306
0126
0207
210
0103
0121
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174302
03998
0شهد الخماش*
في خضمّ أعمال الغسيل.. توقفت لبرهة أمام المدفأة الزيتية في الممر، نقرت زر تشغيلها على عجل، لتعمل على التدفئة رويدًا قبل الفراغ من جمع الثياب المبتلة.
حثت الخطى نحو المجففة لجمعها، قطعةً رطبةً تلو أخرى..
بعد بضع دقائق، أصبح الجو فيها حاميًا أكثر من كونه مجرد نهارٍ ربيعيٍّ رطب إيزاء موسم الأمطار.
تنهدت.. مسحت جبينها بتذمر، والخطوات الحثيثة غدت أثقل مما كانت عليه.. تابعت السير، أطلقت تنهيدة رطبة أثقل من سابقتها.. يسفع شقّها الأيسر لهيب مستعر، حيث باشرت المدفأة عملها في صمت.
ثبتت جزءًا من الثياب على المنشر، لتفسح مجالًا لا بأس به (لثياب العمل اليومية) التي ستنال قدرًا مضاعفًا من عملية التجفيف فوق أشرطة المعدن الملتهبة.
نفضت أكمام معطفها عاليًا في الهواء، ساعدت التنورة المجعدة على الانبساط، ووضعتهما – جنبًا إلى جنب – ليتم ارتداؤهما على عجل، ريثما تنهي ما تبقى من أعمال اليوم.
تجاوز الوقت موعده. هرعت في غبطة -بعد دوامة من العمل المرهق- لتنال فائضًا من الدفء حول مرفَقيها، كطقسٍ محبب اعتادت الركون إليه فور جمعها للثياب.. تمرر القطع الدافئة حول أطرافها بلطفٍ بالغ، فتسري خلالها رعشة خفيفة تفتر كامل جسدها، بالكاد يمكنها السيطرة عليها لإبداء شيء من علامات الرضا.
وعكس ما يمكن تخيله، تجمدت أصابعها فور مسّها، لم ترفع أيًّا منها، تسمّرت واقفة في سهوم.. خائبة، تتحسس بحرقةٍ ثيابها المبتلة.
*كاتبة من السعودية
استمتعت بقراءة بلل ..