مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

سليّم السوطاني* طلب العِلم أمر عظيم، ومن يسعى في طلبه من أجل زيادة علمه ومعرفته …

طلبة الجامعة وطلب العلم

منذ شهر واحد

580

0

سليّم السوطاني*

طلب العِلم أمر عظيم، ومن يسعى في طلبه من أجل زيادة علمه ومعرفته يكون مختلفًا عن الآخرين، من خلال وعيه وإدراكه ونظرته البعيدة، حتى على مستوى إنتاجيته في عمله. وبه يكون تمكنه من مهنته أفضل، ويبرز اسمه، ويكون مسهمًا في خدمة وطنه ومجتمعه.

ما يحبط خاطري، عندما أرى بعض طلبة الجامعات تحاصره مشكلة كبرى ويغوص فيها، أنهم لا يطلبون العِلم للعِلم، بل للشهادات والمناصب، ويلهث خلف هذه الرغبة بكل طاقته، بعيدًا عن كسب العِلم والمهارات وتطوير قدراته والاستزادة من كل علم وفن.

لا بأس في طلب الشهادة العليا، والسعي إلى التميز، لكن لا بد أن يكون أولًا منصبًّا على اكتساب العِلم حبًّا ورغبة في العلم، وتقديمه على كل شيء، فإذا حصل على ذلك فسيأتي بعده كل ما يتمناه بكل سهولة، الشهادة، والتميز، والأمان الوظيفي…
عليه ألّا يرضى بشهادة فقط، بل يكون هدفه دائمًا البحث والاطلاع، سواء أثناء دراسته أم بعدها، فهذان الأمران (البحث والاطلاع)، سواء في مجال تخصصه أم في غيره، يبقيه طالبًا مُجيدًا نافعًا بعلمه.
والقراءة هي أفضل السبل التي يسلكها أي فرد يسعى إلى التغيير والإثراء وتوسيع مداه الفكري وتنمية معارفه، وتكون قراءاته في مجالات متنوعة، فلا يحصرها في مجال واحد. وقد كان السابقون يقولون: «فلان ذو علم وأدب»، وعرّفوا هذا المصطلح بأنه «معرفة كل شيء عن شيء، ومعرفة شيء عن كل شيء»، فالعلم أن يعرف كل شيء في تخصصه، والأدب أن يلم بأطراف من العلوم الأخرى، وهو يوازي مفهوم «الثقافة» في عصرنا، ولا بد لطالب العلم أن يكون مثقفًا.

نرى الجمود، ونلاحظه حتى عند بعض الأكاديميين، فبعد أن يحصل على مبتغاه، ويجد له مكانًا شاغرًا في بعض الجامعات، تتوقف أبحاثه، وحتى لو استمرت فإنها تكون من أجل ترقية، أو لإثبات وجوده، من دون تجويد للبحث من خلال فكرة جديدة تعب عليها حتى أظهرها، من خلال بحثه، وقدمها للمكتبات وللباحثين.

إن ما يقيد الجامعات، ويحول دون تطور عطائها وزيادة إنجازاتها، هو وجود بعض هذه النوعيات الجامدة والتقليدية، التي ينعكس ضوء عملها على طلابها.

إن السعي إلى طلب العِلم، والبحث الدائم، وسبر أغوار المعرفة، هو من سيحلِّق بعقل الفرد، ويجعله متّقدًا بنور العلم والمعرفة، متشربًا حبهما، مندفعًا بشغف الاطلاع والبحث والتأمل، وتقديم الأفكار المبتكرة والرائدة، التي يعم نفعها جميع المستويات التعليمية والمجتمعية، وبها يكون تقدُّم الوطن ورفاه مواطنيه.

* كاتب سعودي

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود