مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

وفاء حصرمة * لم تعد الثقافة اليوم ترفًا عقليًّا خاصًا بفئات معينة، إنما هي وسيلة …

تنوع مصادر الثقافة

منذ شهر واحد

90

0

وفاء حصرمة *

لم تعد الثقافة اليوم ترفًا عقليًّا خاصًا بفئات معينة، إنما هي وسيلة للحياة الحرة الكريمة وأسلوب في العمل الصحيح المنظم، لذا كان لابد أن يشتمل التثقيف حياة الفرد باستمرار؛ ليكون قادرًا على مواكبة التطور متكيفًا مع روح العصر والتجديد.

وقد زادت سرعة التجديد في العلم والتكنولوجيا، ما ينتج عنه تغير دائم في كل مجال من مجالات المعرفة، فكل يوم نسمع باختراع جديد أو إبداع، وهذا يدفعنا أكثر نحو البحث العلمي وأسسه ويجعلنا على صلة بكل جديد.

ومصادر الثقافة في هذا العصر كثيرة جدًا، تبدأ بالأسرة والبيئة التي تحيط بنا، ثم تمتد إلى المدرسة، ووسائل الإعلام المتعددة؛ كالمسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما والمتاحف والمجلات والصحف.

أجل لقد أصبح باب الثقافة مفتوحًا على مراعيه، ولم يعد السن حائلًا دون مواصلة التعلم، بل أصبح التغيير في المجتمع والثقافة يدعو الجميع صغارًا وكبارًا وشيوخًا، إلى الاحتفاظ بقدرتهم عل التعلم والثقافة مدى الحياة.

ومن أهم مصادر الثقافة اليوم (الإذاعة والتلفزيون) والمراجع.

والبيئة بكل ما فيها من إمكانات بشرية ومادية مصدر غني ومنهل متوفر للتعلم والثقافة والمعرفة، التي تكون نابعة من الأسرة والجيران من العمل واللعب، من السوق والمعمل والمكتبة والصحف والمجلات ومن مخالطة الأشخاص أصحاب الخبرة والمهارات اليدوية والحرية، وحضور الندوات والمحاضرات والاحتفالات، وهناك التعلم والمعرفة المستمدة من الطبيعة في البيئة المحلية من السهل والجبل والوادي والنهر والبحر ومن جيل الثورة.

جميع الظواهر الطبيعية، كالبرق والرعد والشتاء واختلاف الليل والنهار والندى والرياح.

ويمكن الاستفادة من مظاهر التقدم العلمي والتكنولوجيا؛ كتخزين المياه وتوزيعها، واستخدام المضخات، وأدوات الزراعة، والجسور والأنفاق والهاتف والآلات الحاسبة… إلخ.

وغيرها الكثير من المظاهر الثقافية والاجتماعية والمعالم العمرانية في البيئة، وكلها في مختلف مناحيها تشكل مادة للتعلم ومصدر للمعرفة والثقافة…

الآن سنتعرف عل دور المعلم في إعداد الطالب للدراسة الجيدة:

من أهم أهداف التربية اليوم إعداد الفرد ليكون قادرًا على مواصلة تعليم ذاته وتثقيف نفسه، وأصبح من أولى مهمات المعلم أن يعود الطالب على العمل الجاد الهادف، وأن يكون لديه العادات السلوكية الجيدة والمنظمة في حب البحث والاطلاع، وأن يكسبه أساليب ناجحة ومجدية في الوصول إلى دراسة جيدة، ويستطيع المعلم الجيد أن ينمي لدى طلابه القدرة على الدراسة الجيدة وأن يكسبهم طرقا وعادات وأساليب الدراسة الجيدة؛ لذا على المعلم ترتيب واجبات منها:

1- أن يخطط بعض مواضيع المنهج الدراسي، على نحو يؤدي إلى التزام الطلاب بمسؤولية القيام بالنشاط التنقيبي الاستقصائي للحصول على المعلومات والنتائج.

2- أن يجعل تجربة التعلم جذابة ومشوقة عن طريق الأساليب والطرق والوسائل التعليمية الملائمة للطلاب؛ ما يشكل رغبة عندهم لمتابعة البحث والاطلاع والدراسة.

3- أن يوفر للطالب استخدام الكثير من المواد والوسائل التعليمية المتنوعة؛ ما يؤدي إلى ربط المعلومات النظرية بالمشاهدة والتطبيق العملي، وهذا الشيء يؤدي إلى تثبيت المعلومات في ذهن الطالب وإغناء معارفه.

4- أن يعود الطلاب الاعتماد على النفس، عن طريق الطلب إليهم بالقيام بالفعاليات والأنشطة المتنوعة التي يتطلبها المنهاج.َ؛ كالرجوع إلى المراجع والمصادر والأشخاص ذوي الخبرة والمعرفة والموسوعات القواميسِ، وصنع أجهزة مبسطة وتناول العينات والأصناف والنماذج وزيارة المتاحف والمسارح والمعارض. 

5- ان ينمي عند الطالب القدرة على حل المشكلات التي أمامه. 

6- أن يجيب على جميع الأسئلة التي يوجهها الطلاب وأن يشجعهم على طرح الأسئلة دائمًا. 

7- أن يقوّم عمل الطلاب ويسر لهم ومعرفة صحة إجاباتهم عن كل خطوة عمل يقومون بها، وذلك فور أدائها وقبل انتقالها إلى الخطوة التي تليها، وهذا الشكل تعزيز وحافز لمواصلة العمل البحث والدراسة.

8- تنمية تعلم حل المشكلات يضيء أيضًا تنمية قدرة الطالب على مواجهة جميع مشكلات الدروس التي تعترضه، بهدف الوصول إلى دراسة جيدة قائمة على الاستيعاب والتفكير والابتكار والإبداع والتنقيب.

9- وأخيرًا، يعود الطالب على الاتصال المباشر بالواقع والبيئة وملاحظة ما يحيط به من الأشياء والظواهر والطاقات، وتتبع الحوادث والوقائع عن قرب، وتدريبه على استخدام حواسه استخدامًا ذكيًّا جيدًا، في استقراء خصائص وصفات ما يشاهد ويرى، وتنمية المقدرة على الإدراك والتفكير في الأحداث والظواهر وتعليلها.

كل ذلك كفيل بأن يبني وينمي التفكير الصحيح المنظم القادر على الفهم والاستيعاب والابتكار والتجديد، ومن يملك هذا الفكر وتلك العادات السليمة يستطيع أن يدرس جيدًا ويصل إلى ما يريد في هذه الحياة.

* كاتبة سورية

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود