الأكثر مشاهدة

مكة_فرقد يواصل نادي مكة الثقافي الأدبي‬ ‏نشاطه الثقافي بعدد من المحاضرات والندوا …

العلاقة بين الرواية والسينما.. في لقاء بأدبي مكة

منذ شهر واحد

94

0

مكة_فرقد

يواصل نادي مكة الثقافي الأدبي‬ ‏نشاطه الثقافي بعدد من المحاضرات والندوات والأمسيات، حيث كان آخرها اللقاء الثقافي الذي أقيم عبر الزوم بعنوان: ‏”الرواية السعودية من النص إلى السينما“.. حيث شارك فيه كلّ من الدكتورة كوثر بنت محمد القاضي التي أدارت الحوار، والدكتور عادل خميس، والدكتور خالد ربيعكمتحدثين.

وقد تحدثت الدكتورة كوثر عن نادي مكة الثقافي الأدبي، ممثلًا في رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي، والاهتمام بإقامة مثل اللقاءات المميزة التي تساهم في تطوير المشهد الثقافي، ثم تحدثت عن السير الذاتية للدكتور عادل والدكتور خالد، وتطرقت لأبرز المحاور التي سوف تتم مناقشتها، وأهمها: العلاقة بين الكلمة والصورة، الرواية أولًا أم الفيلم أولًا؟ والعلاقة بين الرواية والسينما وكيف يتحول النص الروائي لنص سينمائي.. إضافة للرواية السعودية في السينما وهل هناك روايات سعودية تحولت لأفلام؟ وتركت الحديث للناقد الدكتور عادل خميس الذي بدأ حديثه بالعلاقة بين الكلمة والصورة، مشيرًا إلى أنهما نوعان من العلامات: فالكلمة (علامة صوتية)، والصورة (علامة صورية بصرية)، لكنهما تتقاطعان في المدلول، لأن المدلول (صورة في العلامتين)، أي أنه صورة انعكاس الدال في المخيلة، وهذا يعني أن التعالق بين العلامتين عضوي جذري (وفي حال الكتابة تصبح العلامة صورة وتعامل في سياقها السيميائي؛ كونها صورة (علامة بصرية) تشير الدلالة معينة، أما البعد السيميائي إذن هو البعد الذي يوضح لنا التعالق العلاماتي بين الكلمة والصورة.

ولعل بحث رولان بارت عن سيميولوجيا الصورة (الذي يعد من الأطروحات المؤسسة للسيميائية) يشكل دراسة مهمة تتناول هذه الأرضية المشتركة، التي تنطلق منها الكلمة والصورة في بناء نسيج سيميائي ينتج المعنى، وأضاف خميس: في حال الكلمة الأدبية تتعمق الصلة أكثر: فالأدب جنس فني، أي أنه من نوع الفنون التي تنتمي إليها الصورة، (والسينما من أهم الفنون)، وحينما سئل تودوروف: لماذا يحب الأدب؟ أجاب: لأنه يساعدني في العيش. يُوسّع الأدب كونَـنَـاهكذا شرَح– “يحضنا لكي نتخيل طريقة أخرى في تصوره وتنظيمه، يفتح إلى ما لا نهاية الإمكانية للتفاعل مع الآخرين، ويغنينا إذن بلا حدود، أنا أؤمن برأي تودوروفيؤكد خميسكما أؤمن أن هذا ما تفعله السينما أيضًا، فهي جزء من الأدب وتؤدي وظائف مشابهة في تأثيث العالم حولنا بالمعنى، من هنا يركز الفيلسوف جل دولوز على هذا الدور التنويري النقدي للسينما، إذ يراها تنخرط في أعلى درجات التفكير ولم تكفّ عن تعميقه وتطويره“.  بذلك تكونالسينما بحد ذاتها ممارسة جديدة للصور والعلامات التي يترتب على الفلسفة أن تصوغ لها النظرية كممارسة تصورية“.

وذهب الناقد خميس إلى أن رواية (بريق عينيك) للروائية السعودية سميرة خاشقجي (سميرة بنت الجزيرة) التي صدرت منتصف ستينيات القرن المنصرم، قد تكون أول رواية سعودية تحولت إلى فيلم سينمائي مثّل دور البطولة فيه: مديحة كامل، وحسين فهمي، ونور الشريف. وهو عمل جميل ينتمي لرومانسيات السينما المصرية.

وعن العلاقة بين الرواية والفيلم السينمائي، قال خميس: في البداية لا بد أن أذكّر أننا نتحدث هنا عن تجربتين فنيتين مختلفتين (يقدمان المحتوى عبر وسيطين مختلفين، وكل تجربة لها شروطها ومعاييرها المرتبطة بوسيطها الخاص)، لكن تشترك السينما مع الأدب في القصة التي ترويها، وفي طريقة سردها (بأدوات مختلفة)، وفي مساءلتها ونقدها للواقع، عبر صنع واقع موازٍ، وإذا كان الشعر يعتمد على لغة تخييلية مخاتلة يتخذ من التورية منطلقًا، ومن الاستعارة جوهرًا (لا يعني الشعر ما يقول فعلًا ولا يتلقاه المتلقي بناء على ظاهر القول)، فإن السينما تعتمد على تورية ثقافية/سردية، حينما تصنع عالمًا موازيًا وتحكي قصة تشبه قصص الواقع، لكنها مبنية على مساءلة هذا الواقع ونقده.

من المهم التذكير دومًا بأن السينما تخلق جوًّا خاصًّا يمكنها من إيصال رسالتهاأو رسائلهاعبر قالب جذاب وممتع.

إن واحدة من أهم المزايا التي تذكر للسينما، هي أن مرتاديها يتركون كل شيء، ليقضوا ساعتين أو أكثر في غرفة مظلمة تمامًا، يثبتون فيها أعينهم نحو شاشة تستمر في بث الرسائل والصور.

إن واحدة من نقاط قوة السينمافي رأييتكمن في انفتاحها على الحياة، باعتبارها مفهومًا واسعًا للتفكير، والاختلاف، والمضي قدمًا.. تقدم السينما في كثير من جوانبها محتوى مغايرًا، مخالفًا للسائد ولا تنقصه الحكمة مع ذلك، الفيلم السينمائي في رأيي شيخ خبير فهم الحياة كما يجب وعرف قدره فيها، وحظه منها.

وفي إطار سعي تحويل الروايات السعودية إلى أفلام، أثنى عادل خميس على الجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة؛ ممثلة في هيئة الأفلام ووزارة الترفيه وجمعية السينما، وأكد على أن روايات عبده خال ورجاء عالم يمكن أن تصبح أعمالًا فنية مميزة، شريطة عدم الاستعجال، والتعامل مع المشروع باحترافية وتنظيم، منذ لحظة تحويل النصوص إلى سيناريوهات، حتى عملية الإنتاج.

وتحدث الدكتور خالد ربيع عن عدد من المحاور التي طرحتها الدكتورة كوثر وركز على الرواية والسينما، وكيف يتحول النص الروائي لنص سينمائي واستشهد بعدد من المبدعين في مجال الرواية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود