378
0425
12338
0870
2813
1696
042
042
089
053
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11815
04747
04703
04495
04409
17سلوى الأنصاري*
في عام 1931، رسم الفنان السريالي الإسباني سلفادور دالي لوحته الشهيرة “ثبات الذاكرة” (The Persistence of Memory)، تلك اللوحة التي تعتبر انعكاسًا فنيًّا فريدًا أمام المدارس الفنية في ذلك الوقت، بطريقة عبقرية تميز بها، وأطلت على العالم كمرآة تبحر عبرها الروح في محيط من الرمزية العميقة.
عبرت اللوحة عن ذلك الصمت المطبق، وانسابت من خلالها المحسنات البديعية كأنها قصيدة عصماء.
نلاحظ انسياب الزمان وانكماش المكان في مركز اللوحة، حيث تنصهر الساعة كأنها شمع يذوب تحت وطأة الحقيقة. استعار دالي ليونة الزمن، حيث يُصور الوقت ليس كعنصر صلب، بل كحالة شبه سائلة تسقط من ثقوب الذاكرة. لتهمس الساعة للجميع إن الحياة هشة والفناء يأتي في لحظة، وها هو النمل يثبت ما يريد.
نرى اللوحة مليئة بالتناقضات والكثير من التساؤلات، فسكون مشهد الطبيعة في الخلفية يتقاطع مع التشوه الغريب للساعات في المقدمة. هذا التضاد يشبه الجناس الناقص، حيث يلتقي الحاضر والماضي في تنافر مدهش. أما في الزاوية اليسرى، فتظهر شجرة ميتة تستلقي على أحد أغصانها ساعة كأنها تلفظ آخر أنفاس العمر، في رمزية تجمع بين العتمة والنور.
أما في يمين اللوحة، يمتد ظل ثقيل يعانق الأرض القاحلة. الظلال هنا رمز للذاكرة الخفية، لتلك اللحظات التي تذوب لكنها تترك أثرًا غامضًا في النفس. والضوء الخافت الذي يسري عبر السماء البعيدة، نراه ذلك الأمل الذي ينكسر عبر متاهات العقل. إنه تضادٌ يشبه الطباق بين اليأس والرجاء، حيث تنبض الحياة رغم السكون.
نجده في هذه اللوحة يمثل الإنسان بين الصراع الاستسلام، إذ يظهر في اللوحة كائن غريب يشبه وجهًا مغمض العينين، مسجى كأنه في غفوة أبدية. ربما يمثل هذا الشكل الإنسان في لحظة عجز، مستسلمًا لسطوة الزمن، حيث تذوب الحدود بين الواقع والحلم. إنها الكناية الحقيقية عن الفناء كما أرى.
وبين الخيال والحقيقة نجد لوحة ثبات الذاكرة ليست مجرد عمل فني، فهي قصيدة فلسفية استطاع دالي من خلالها أن يخلق باللون ما يعجز عنه الحرف. صمته في اللوحة يتحدث عن دوامة القلق، وعن الحياة التي تهرب كنسيم الفجر، وعن الذكريات التي تظل ثابتة رغم انسياب الزمن.
قال دالي: «أنا أفكر بعيني، وهي الإثبات الوحيد الذي أعطي به البريق لروحي تعبيرًا عن مشاعري»، تأتي هذه اللوحة كتمرد على مفهوم الزمن التقليدي، كأنها تدعو المشاهد للتحرر من قيود الماضي والمستقبل. إنها لوحة تختزل اللحظة، تخلدها في ثبات، وتخبرنا أن الذاكرة وحدها التي تصمد في وجه الفناء.
“نبات الذاكرة”
(The Persistence of Memory)
تحليل أ.سلوى أدهشني حتى تكررت عودتي لرؤية الرسم لأماثلها على تحليلك الرائع أ. سلوى الأنصاري
مرورك الأروع أستاذة هند وممتنة لكِ
(حيث تنصهر الساعة كأنها شمع يذوب تحت وطأة الحقيقة)هذه العبارة استوقفتني للتأمل تلك للوحه ورؤيتها بشكل مختلف أهنئك أ/ سلوى على تحليلك مبدعة حقا
ومرورك استاذة عبير كان مختلفًا وجميلاً شكرًا لمرورك البهي
أبدعتي أ.سلوى تحليل مميز وجميل أعاد نظرتي للوحة مرات ومرات للنظر في التفاصيل بطريقة أخرى أكثر دقة وشمولاً 💕✨️
جميل