36
041
0104
053
078
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11903
05711
05652
05379
04865
0فراس أحمد شواخ*
نبتدئ بسؤال: ما الآمال العظيمة المقصودة في الرواية؟!
تعدّ رواية الآمال العظيمة للكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز من أكثر أعماله التي يسلط فيها الضوء على قضايا المجتمع، ليست مجرد قصة عن الطموح الشخصي، بل هي استكشاف عميق للأخلاق والقيم الإنسانية في مجتمع متغير. تجمع الرواية بين النقد الاجتماعي والدراما الإنسانية بطريقة تجعلها قابلة للتأمل والدراسة، فلم تقتصر الرواية على قضية الفقر والحب، بل تشتمل على عدّة قضايا ومواضيع، منها: الثروة والفقر، والحب والرفض، والاستغلال وانتصار الخير على الشر في نهاية المطاف.
تبدأ الرواية بزيارة “بيب” بطل الرواية إلى قبر والديه ويقابل سجين هارب ويطلب منه أن يحضر له في اليوم التالي بعض الطعام ومبرد حديدي؛ وبالفعل يحضر “بيب” المطلوب منه، ويلجأ إلى سرقة الطعام من بيت أخته التي كان يسكن معها وزوجها “جون”. وبعدها تتمكن الشرطة من إلقاء القبض على السجين الهارب.
بعد فترة يتلقى “بيب” دعوة من الآنسة “هافيشام” للعب في بيتها، والتي عُرفت بأطوارها الغريبة. كانت ترتدي ثياب العرس على الرغم من أنها عجوز طاعنة في السن، وكان سبب هذا أنه تم الغدر بها من شخص وعدها بالزواج فأخذ منها المال وهرب، وفي منزل السيدة تعرف على “استلا” التي كانت في نفس سنه الصغير، فبادلها الحب الطفولي، لكنها كانت مغرورة ومتعجرفة وفيما بعد تبين أن “استلا” قد تبنتها السيدة “هافيشام” لتسليها في وحدتها، ولتستغلها في انتقامها من الرجال.
ولتأتي الفرصة لبيب على طبق من فضة فقد تبرع أحد المحسنين عليه ليصبح (جنتلمان) فيسافر إلى لندن ويتعلّم، وبالفعل تعلّم وأصبح ذا مكانة في المجتمع، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد أحب “بيب” “استلا”، لكن لم تكن هي تبادله نفس الشعور وعاش في وهم أن الآنسة “هافيشام” هي المحسن الحقيقي الذي صرفت عليه لكي يتعلم ويصبح (جنتلمان) ولكن انكشفت الحقيقة أن المحسن الحقيقي هو ذاك الرجل (السجين الهارب) الذي قدم له يومًا ما الطعام والمبرد الحديدي وما كان منه إلا أن يرد الجميل لهذا الصبي (بيب) الصغير.
مات الرجل المحسن الذي كان يدعى “ماجويتش” بعد صراع للهرب بمعاونة “بيب” وأصدقائه، لكن تفشل خطة الهروب فشلًا ذريعًا ويلقى حتفه في مستشفى السجن.
ثم تتزوج “استلا” من رجل غني، لكنها تحيا حياة بائسة، وشعرت “استلا” بالأســـى والحزن وفوات العمر دون فائدة فقد ضيعت حب “بيب” الصادق، وكانت ضحية تلك العجوز التي حولتها لصاحبة قلب بارد، كي تنتقم من كل الرجال بسبب هذا الرجل الذي تركها في يوم عرسها.
في الختام يمكننا القول: إن التغيير ممكن والأعمال الجيدة يمكن أن تكون تعويضًا عن أخطاء الماضي، وعلينا التفكير في عواقب الطموحات الشخصية والاختيارات غير المدروسة.
والآمال العظيمة التمسك بالقيم مثل: التواضع، والإخلاص، والعمل الجاد، بدلًا من البحث عن الثراء السريع أو المجد الاجتماعي.
التعليقات