هبة عطية*

مرحبًا بكم يا أصدقائي، أنا صديقتكم لؤلؤة. سأروي لكم اليوم أول مغامرة لي في مياه البحر. لقد أحببت البحر كثيرًا منذ أن لمسته أول مرة. أحب الشعور بنعومة الأمواج وهي تحيط بصدفتي.
في ذلك اليوم، كنت أسبح ببطء مع إخوتي، نتأمل السماء الزرقاء فوقنا والأمواج تحت أقدامنا. أخذنا ننزل تحت المياه لنستكشف العالم الجميل. ما أجمل الشعاب المرجانية الرائعة والأسماك الملونة التي تسبح حولنا، والقواقع والأصداف، وأكثر شيء أحببته: نجمات البحر.
_كم أنتِ لطيفة يا نجمة.
كما رأيتُ حصان البحر يتحرك بشكل مرح ويضحك وخلفه صغاره، كذلك قناديل البحر الشفافة. وأهم شيء الأعشاب البحرية والطحالب الخضراء التي نتغذى عليها.
_أمم، يبدو طعامًا شهيًا.
أكلتُ أنا وإخوتي حتى شبعنا، ورحنا نلعب سويًا، ننتقل من مكان إلى مكان بسلام وحرية.. ثم تذكّرنا كلمات أمي:
_احذروا من أعداء السلاحف يا صغار. احذروا الأسماك الكبيرة الضخمة، كذلك سرطان البحر، فهو يحب السلاحف الصغيرة.
رأينا اثنين منهم من بعيد ينظران إلينا، يريدان أن يلتهمانا، يحركان كلابتهما المخيفة نحونا. سبحنا بعيدًا عنهما، لكنهما كانا يطارداننا.
فجأة، ونحن نركض جميعًا، وقعنا في كومة من القمامة البشرية. كانت القمامة مليئة بالبلاستيك، وحبال وشباك الصيد القديمة، وهي مخلفات بشرية يلقيها البشر على الشاطئ وتجرفها أمواج البحر إلى الداخل.
بقينا عالقين جميعًا في هذه الكومة: نحن والسرطانات، والشعاب المرجانية، والقناديل، والأسماك. شعر الجميع بالخوف، وكان لا بد أن أفكر في حل للمشكلة. قلت لهم بصوت عالٍ وقوي:
_اهدأوووووو…
هدأوا جميعًا، ثم نظروا إليَّ. فقلت لهم:
علينا أن نهدأ ونساعد بعضنا البعض، وإلا سنموت جميعًا. الحركة المستمرة والعشوائية تزيد المشكلة. تحركوا ببطء وهدوء.
بالفعل، هدأ الجميع. ثم خطرت لي فكرة قد تبدو لكم غريبة، وهي طلب المساعدة من السرطانات. نظرت إليهم وقلت:
_هلا ساعدتمونا في قطع الشباك؟ أعلم أنكم تريدون أكلنا، لكننا إن لم نتحد ونحل المشكلة، سنموت جميعًا.
قال أحدهم:
_أنتِ محقة. يجب أن نحل المشكلة أولًا، ثم نعود إلى حياتنا مرة أخرى. فهذه المياه هي عالمنا، ويجب أن نحافظ عليه ونحميه بأنفسنا.
بالفعل، أخذت السرطانات تقطع الحبال والشباك، وجاءت بعض الأسماك لتسحب الأكياس البلاستيكية العالقة بأجسامنا. وتخلصنا شيئًا فشيئًا من القمامة حتى نجونا جميعًا.
عادت حياتنا إلى طبيعتها مرة أخرى، لكننا شعرنا بالحزن مما يفعله البشر بعالمنا الجميل. أتمنى لو كان البشر يسمعون أصواتنا حتى نقول لهم:
_لا تُلقوا القمامة في البحر أو على الشاطئ مرة أخرى، فهي تدمر عالمنا الجميل الذي نعيش فيه.

*كاتبة قصص الأطفال_مصرية