الأكثر مشاهدة

  سعد أحمد ضيف الله* لكل واحد منا دارين، دار صغيرة ودار كبيرة، دارك الصغيرة …

حافظ على الدار السعودية

منذ 4 سنوات

319

0

 

سعد أحمد ضيف الله*

لكل واحد منا دارين، دار صغيرة ودار كبيرة، دارك الصغيرة هي دارك التي تسكنها أنت وأسرتك. أما دارك الكبيرة فهي وطنك، هي بلدك. إن أمن دارك الصغيرة مربوط بأمن دارك الكبيرة. راحتك في دارك الصغيرة مربوطة ومرهونة بسلامة دارك الكبيرة. فإذا اخترق أمن دارك الكبيرة عما قريب سيخترق أمنك في دارك الصغيرة.

فإذا كنا نخاف على البناء الصغير وعلى من فيه، فلندافع على البناء الكبير، لا لأن فيه فلان أو علان، وإنما لأنه الحضن الكبير، الذي عشنا وترعرعنا فيه والذي فيه الحضن الصغير، أهلينا وأباءنا وأمهاتنا وأحبابنا وأصحابنا، فكل واحد منا في هذه الدار الكبيرة مسؤول مسؤولية كاملة عن أمنه في داره.

فلا ترضى عن أي مفسد أن يفسد في هذه الدار الكبيرة، ولا ترضى عن أي عابث يعبث بمقدرات دارك الكبيرة، لأنه متى ما اخترقت دارك الكبيرة اخترقت دارك الصغيرة.

لذلك أنظروا نظرة بسيطة إلى من حولنا من الذين أهملوا أمن دارهم الكبيرة، فاخترق أمنهم في دارهم الصغيرة، فخرجوا من دورهم زرافات ووحدان يلوذون ويلجئون إلى دور أخرى كبيرة غير دارهم الكبيرة، ينتظرون عطف دار حتى تنصب لهم خيمة بجوارها، يبحثون عن رحمة متصدق برغيف خبز، وقد كانوا يعيشون في أمنٍ ورغدٍ ودعة، لكنهم انتقلوا من قصورهم إلى ما هو أقصر منها.

فلعلنا ننظر إليها بعين العقل، إن من الناس من يرى المتكلمون في مثل هذا الكلام حول حماية الدار الكبيرة، يقولون إنهم منافقون، لا، إنهم يتكلمون في مستقبل حماية الدار الكبيرة، فهم لا يريدون أن يتشرذمون مثل من تشرذم، ولا أن يلجؤوا إلى غيرهم بسبب تقصيرهم، ولا أن ينتظروا خيمة تنصب أو رغيف يوزع عليهم، ولا يريدون أن يروا جثثًا ملقاة على الأرض لا تجد من يدفنها، لا يريدون أن يروا دماءً قد أريقت على الأرض.

فمن يريد أن يحمي داره الصغيرة فعليه أن يحمي داره الكبيرة، من يريد أن يرتاح في داره الصغيرة وينام وبابه مفتوح، مطمئن الخاطر، يتنقل من بيت إلى بيت، ويسير في الطرقات بحرية وفي أي ظلمة يشعر بالأمان، فلا يخاف لصوص أو قطاع طرق، ينام قرير العين، عليه بالمحافظة على داريه، وليس كما يتقاسم في بعض الدور المناوبة على أمن دورهم، وقد كانوا يعيشون في أمن وأمان، ولكن لما لم يطبقوا الحماية على دارهم الكبيرة كما الحماية على دارهم الصغيرو، فحصل ما حصل.

اللهم احفظ علينا أمننا في دارنا الصغيرة وأمننا في دارنا الكبيرة “السعودية”، واكشف الضر عن المتضررين.

 

*كاتب سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود