مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

  علي الماجد* 45 دقيقة بالشهر، هذا كل ما طلب، لا تتصلي ولا تسألي وإلا فلتعت …

٤٥ دقيقة

منذ 4 سنوات

228

0

 

علي الماجد*

45 دقيقة بالشهر، هذا كل ما طلب، لا تتصلي ولا تسألي وإلا فلتعتبري علاقتنا منتهية. ذلك كان شرطه الوحيد في عقد الزواج الذي لم تأبه له في حينه، لكن الآن يكاد يجن جنونها، أين عساه يذهب في هذه الدقائق القليلة! مر عام ثم عامين ثم خمسة أعوام وتلك الدقائق ال45 لا تقل ولا تزيد، دقيق إلى حد الجنون فلم يتأخر دقيقة واحدة، 45 دقيقة  حتى آخر ثانية، يغدق بالعطاء عليها والبيت لا يشتكي من أي شيء كما أنه حنون وعواطفه جياشه، مستمع جيد، طويل البال بشكل فضيع حتى أنه لم يفقد اعصابه وهو يعلمها القيادة، لكن ما أثار شكوكها وأشعل ظنونها هي هيئته وهو يعود من تلك 45 اللعينة، حينا يكون منهكا تماماً، حينا آخر يكون جلده أحمر كالدجاجة المغسولة، حيناً يعود وهو يضحك بلا توقف، حينا آخر يعود وعلى ملابسه عطر نسائي فاخر، أين عساه يذهب؟ شكت في كل جيرانها المتزوجات، الكبيرات والفتيات الصغيرات حتى جارتها العجوز التي تركها  أولادها في شقة معزولة هل يقيم علاقة معها؟ رغم قذارة الفكرة ولكن من يعرف ما يجول في عقول الرجال؟ حاولت التقصي بسؤال أهله وأصدقائه دون جدوى، الوقت هو يختاره في نهاية العطلة أو خارج أوقات الدوام؛ هو لا يسافر  ولا عمل خاص له، دوامه مع الرجال تماماً ولا وجود لأنثى في كل دوائر حياته، فكرت أن تلاحقه فانتبه ثم خطر على بالها تربية كلب يقتص أثره فاختفى دون أي اثر! حاولت أن تستميله أو تحصل منه على أي معلومة فيرد قائلا باقتضاب: عقد الزواج! ثم ما يلبث ويخرج لدقائقه اللعينة. مثلت مرة أنها على وشك الموت ذهب بها إلى المستشفى وحين افتضح أمرها نظر إليها ثم تركها راحلاً لدقائقه القذرةتلك الدقائق أصبحت مقيتة وقاتلة لها،  لا تستطيع التحمل بعد الآن،  إما أن تعرف وإما الانفصال،  لم يعد الأمر ذا معنى، هو زوجي ولا بد أن أعرف كل شيء عنه هذا حقي! ما يغضبها أن جميع أهلها واصدقاءها في صَفِه، ماذا تعمل؟ جن جنونها غضبت، حطمت الأثاث، صرخت في وجهه حتى كادت عيناها تسقط من مقلتيها وتتفجر أوداج رقبتها:

أين تذهب!

بهدوء قال لها: تعالي معي لتعرفي! مدهوشة، سكرى، ذهبت معه، كان صامتاً طوال الطريق واختار أن يقود سيارتها لم ينبس بحرف، شعرت أنها تعرف أين  هو ذاهب، توجس قلبها الخوف، اوشكت أن ترضخ لكن فات الأوان، الفضول تلبسها تماماً ثم توقف أمام بيت أهلها ورمى لها بالمفتاح قائلا: وداعاً!

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود