مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

شاهيناز العقباوى*    يا إلهى ظللت أيامًا  طوال حبيسة هذه الشرنقة الضيقة لا أعلم …

إنه أنا

منذ 3 سنوات

325

0

شاهيناز العقباوى*

  

يا إلهى ظللت أيامًا  طوال حبيسة هذه الشرنقة الضيقة لا أعلم الليل من النهار، نائمة إلى أن تمكنت أخيرًا من تكسير جدرانها ،والخروج منها بسلام.

فبعد أن كنت دودةً ضعيفةً تزحف على الأرض، أصبحت فراشةً ذات أجنحةٍ جميلةٍ بألوان زاهية أحلق بها بعيداً في السماء، إحساس رائع عندما تدفعني الرياح يمينًا  وشمالًا  كأنها أرجوحة تطير بي في الهواء، وياله من شعور جميل رؤية أشعة الشمس الذهبية صباحًا،  واستنشاق رائحة الزهور الجميلة، والاستمتاع بلون السماء الزرقاء البديعة، فسبحان الخالق العظيم .

ما هذا الجمال البديع ؟!

يا لقوة هذا الصقر الذى يكاد يقترب من السُحب في طيرانه. يمتلك أجنحة جميلة وطويلة، يا ليتني أستطيع الطيران بعيدًا مثله، لكن للأسف من الصعب تحقيق هذا الحلم  بهذه الأجنحة الضعيفة الرقيقة، فالرياح ستدفعني بها بعيدًا، وما عليّ الآنَ سوى التنقل بين الزهور للاستمتاع برحيقها وألوانها، ولكن ما كل هذه الألوان ذات التنسيق البديع بينها يا الله!!

هذا مشهد جميل جدًا، ويجب أن أقترب أكثر لأعرف ما هذا الشيء الرائع، نعم إنه الطاووس بالتأكيد كل من يراه يُعجب به ويتمنى أن يكون مثله.

أعتقد أن أجنحتي ليست بهذا الجمال والتنسيق اللوني، ألواني بسيطة لكنها جميلة.

على كل حال أقبل الليل سريعًا، ويبدو أنني من الضروري أن أسرع لأذهب للنوم حتى أتمكن من الاستيقاظ مبكرا.

و لكن ما هذا الطائر الذى تلمع عيناه من بعيد مثل ضوء الشمس ليلاً ويستطيع الرؤية والتحرك في الظلام كأنه يطير نهارا!!

يبدو أنه شديد النظر ولا يحتاج إلى الضوء الساطع،  سأقترب منها أكثر لأعرف من يكون، يا إلهى إنها البومة!!

علي أن أهرب سريعًا وأختفي من طريقها وأطير بعيدًا لأنها إن رأتني ستأكلني، فأنا لا أستطيع الرؤية مثلها فى الظلام والطيران سريعًا، فأكاد أصطدم في أفرع الشجر حتى أنى سأسقط الآن في هذا النهر الذى لم أره من  الظلام .

لكن ما هذا الذى يتحرك فى الماء ويضيء كنجمة في السماء ويبدوا أنيقاً ورشيقًا وجميلاً يتحرك ذهابًا وإياباً بخفة؟، إنه جميل جدًا، أضاء ظلمة الغابة بنوره الذهبي سأقترب من سطح الماء لأتمكن من معرفة هذا الشيء البديع.

يا الله إنه أنا من يضيء فى الظلام، أنا سعيدة جدًا لأني مختلفة وجميلة ولا يوجد من هو مثلى  الحمد لله، الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

 

*كاتبة قصص للأطفال _ مصر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود