241
0281
0222
0183
0787
0244
0247
0350
044
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11568
04674
04070
173227
03184
0*يجب أن يدرك شباب الجيل أنهم هم جيل الفرصة التاريخية لصناعة المستقبل
*إعمار الأرض هو المهمة الأزلية للإنسان
*الشجاعة مهمة للكاتب كي يغدو عظيمًا
*في رؤيتنا الواعدة ستصل مسارحنا إلى العالمية
*استراتيجياتنا تعتمد على التحفيز والتمكين والدعم
*علينا مواجهة التفاهة المنقولة بفيلم أو كتاب أو عرض مسرحي
حوار_شوق اللهيبي
الفن ما هو إلا كتابُ تاريخ يتمشى على قدمين ويتجسد في أشكالٍ وصورٍ عديدة، فنراه لوحةٌ تارة وأغنيةٌ تارةً أخرى
و يعانقنا أحياناً في مشهدٍ صامت، ويبكي معنا على الحان أغنيةٍ ” كلاسيكية ” تتحدثُ عن الوطن؛ يغنيها مهاجرٌ فوق الرصيف.
الفن يسافر بتاريخ الشعوب دون تأشيرة، ويكسب الحروب دون إزهاقًا للأنفس، فمن خلال الفن فقط نستطيع أن نجد “الأعداء” جنبًا إلى
جنب مُنتشين مع الجماهير الغفيرة وهو لا يدينُ بدين ولا يحملُ جواز ولا يميلُ إلى عرق ولا ينحاز إلى حزب، الفن إرثُ “الإنسانية”
جمعاء؛ وهو الشيء الوحيد الذي جعل الإنسان الحديث في صورته الحالية والمتحضرة.
وما هو إلا “إرثٌ يُترك وهويةٌ تُحمل “و قد تموت الشعوب وتنقرض وتتلاشى ولا يبقى منها سوى “فنها” يخلّدها كلما تفاعل معهُ إنساناً
“بُعثوا للحياة من جديد”
اليوم تحلّق أرواحنا لزاوية تعجُ بالإبداع، فنلتقي بالأستاذ سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية
صحفي سعودي ومستشار في الاتصالات، والرئيس التنفيذي لـ “هيئة المسرح والفنون الأدائية” و“شركة الطارق للإعلام“،
ورئيس مجلس إدارة “الجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية” ومستشار في “وزارة الثقافة السعودية“، وعضو “الجمعية الدولية
للعلاقات العامة – فرع الخليج“، وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان “سابرا“.
شغل منصب رئيس مجلس إدارة “الجمعية السعودية للثقافة والفنون“، ونائب الرئيس التنفيذي لـ “الجمعية الدولية للعلاقات العامة –
فرع الخليج“ ورئيس تحرير “صحيفة اليوم السعودية” حاصل على بكالوريوس في الصحافة من “جامعة الملك سعود“،
ودبلوم في الإدارة والقيادة المتقدمة من “كلية سعيد لإدراة الأعمال في جامعة أوكسفورد” في المملكة المتحدة.
*إعمار الأرض هو المهمة الأزلية للإنسان
-بدايةً نرحب بك في فرقد الإبداعية، ونحب أن نسألك تحت أي مسمى يحب أن يصف الإنسان سلطان البازعي نفسه؟
أود أن أوصف بأنني إنسان إيجابي مؤمن بالمهمة الأزلية للإنسان وهي إعمار الأرض.
–من هذه اللحظة “الزمكانية” التي تُعد مستقبلاً لوقت قد مضى، تحدث لنا عن الطفل سلطان البازعي، ما رؤيته للسنين القادمة وهل أصبح الشخص الذي كان يحلم أن يكونه في المستقبل؟
لا أظن أنني غادرت طفولتي أو أنها غادرتني بالكامل، لدي قناعة راسخة بأن أحلام الطفولة وأخيلتها ورؤاها وقيمها تصنع في النهاية ما نكون عليه بعد النضج، وإن لم تتطابق الصور بالكامل.
*الشجاعة مهمة للكاتب كي يغدو عظيمًا
– يقول نزار قباني: ” الكاتب الكبير هو الذي تنخرُ في عظامه جرثومة الشجاعة ” من خلال تجربتك الصحفية ما الفرق بين الكاتب العادي والكاتب العظيم؟
كلما كتب الكاتب للناس ومن أجلهم دون أن يسقط في فخ “الشعبوية“، أصبح كاتبًا ناجحًا، شرط أن يقرأ ويبحث قبل أن يكتب.
الشجاعة، نعم هي مهمة على ألا تنزلق في مزلق التهور.
– أول مسرحية في التاريخ تم نقلها عن الهيروغليفية هي مسرحية “انتصار حورس” في الحضارة الفرعونية، وأول مسرح تم بنائه في التاريخ كان في اليونان قبل٧٠٠ سنة ميلادية، من وجهة نظرك ما الذي يجعل فن المسرحية مختلفا عن جميع الفنون الأصيلة والمتوارثة لدى العرب؟
التفاعلية الآنية بين المبدع والجمهور، هي ميزة المسرح الكبرى التي لم ولن ينافسه فيها أي فن آخر، خصوصًا وأن ممارسة التلقي تكون جماعية وليست فردية، وأظن أننا في هذا العصر الذي تطغى فيه الفردية في التواصل نكون أكثر حاجة لوجود المسرح. وفي ظني أن الممارسة المسرحية وجدت عند العرب كما غيرهم من الشعوب بأشكال مختلفة؛ ولذا فإنها تكون مقبولة دائماً ويستطيع الجميع استيعابها والتفاعل معها.
– يقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: “أنا بين شعب جبّار وعظيم” ما رأيك في الشعب السعودي الواعد من ناحية فنية، خصوصًا بعد الصحوة الجديدة مع رؤية الأمير الشاب.
الرؤية فجرت الطاقات وأزالت الحواجز الوهمية الكثيرة التي كانت تعيق انطلاقها، ومن تجربتنا القصيرة في هيئة المسرح والفنون الأدائية رأينا إقبالاً فاق توقعاتنا على الدورات التدريبية التي نظمناها خلال الأشهر القليلة القادمة، وفي هذه الدورات ظهرت مواهب مبهرة في القدرة على الأداء أمام الجمهور. وأرى أننا ننتظر ولادة جيل قادر على صياغة الحكاية السعودية وتقديمها للعالم من على خشبة المسرح.
– من خلال قرائتك للحالة العامة، متى سنرى أول مادة مدرسية رسمية معنية بالمسرح والفنون الأدائية؟
لن يكون هذا اليوم بعيدًا، في رؤية المملكة 2030 هناك تأكيد على أهمية وجود الفنون المختلفة في التعليم العام، وتمت ترجمة هذا الهدف إلى مذكرة تفاهم بين وزارتي الثقافة والتعليم على تطوير تدريس الفنون المختلفة في المدارس. وأول خطوات تحقيق ذلك تمثل في مبادرة هيئة المسرح والفنون الأدائية بالتعاون مع وزارة التعليم لتنشيط المسرح المدرسي في جميع المدارس عبر تدريب 25 ألف معلم ومعلمة ليكونوا مشرفي نشاط مسرحي، وهذا كما تعلمون يحقق أهدافًا تربوية مهمة للطلاب والطالبات، فبالإضافة إلى كون المسرح وسيلة لتلقي المعرفة، فإنه يسهم في صقل شخصية الطلاب ويعودهم على مواجهة الجمهور والعمل الجماعي ضمن فريق.
*أنا مؤمن بالإيجابية طريقاً لحياة أفضل دائمًا
– سؤال فلسفي ونريد منكم إجابة فلسفية عميقة تلخص رؤيتكم وأصالة تجربتكم في الحياة، فما هي “الحياة” في نظر سلطان البازعي؟
لست متأكدًا من درجة “العمق الفلسفي” هنا، لكني مؤمن بالإيجابية طريقاً لحياة أفضل دائماً. والحديث الشريف يقول: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها“. لم أجد قولاً يكرس هذا المبدأ مثل هذا الحديث العظيم.
– يقول شكسبير: ” الدنيا مسرح وإن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح ” من نافذة حياتية بحتة هل كان شكسبير محقاً؟
قال بذلك مفكرون وفلاسفة آخرون أيضاً، وأظن أنه قول لا يبتعد عن الحقيقة كثيراً، فكل واحد منا له وجه آخر غير الذي يظهره للآخرين، والفرق بين الوجهين يظل مسألة نسبية. وإذا حسبنا لاضطرارنا للالتزام بالأعراف الحاكمة للمجتمعات فإننا نكون نرسم على صورتنا الخارجية ووجوهنا صفات تتفق مع ما يتوقعه الآخرون منا، وهذه الملامح قد نعيد رسمها إذا عدنا إلى بيوتنا أو التقينا بالدائرة اللصيقة منا. ونحن نقول دائماً أن هذا الإنسان أدى دوره في الحياة كما يجب، وهنا تكون المقاربة اللفظية في كلمة “دور” في الحياة وعلى خشبة المسرح قريبة جداً من بعضها.
*التنوع الثري في الفنون الأدائية في بلادنا تنوع فريد وثري “
– بصفتك الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، ما الذي يتميز به مجتمعنا في هذا الجانب وما الذي ينقصه؟
تحدثت قبل قليل عن الثروة البشرية المتمثلة في الطاقات الشابة المبدعة، ويجب أن نتحدث أيضاً عن التنوع الثري في الفنون الأدائية في بلادنا وهو تنوع فريد يمكن أن نصنع منه عروضاً خلابة ومبهرة، كما يجب أن نتحدث عن ثروة بكر لم تمس هي القصص التي يحتويها تاريخنا القريب والبعيد والتراث المدون والشفاهي في الجزيرة العربية، ومن هذه القصص يمكن صناعة محتوى ملهم للعالم. أما ما ينقص فهو ما تم تكليف هيئة المسرح والفنون الأدائية لتوفيره، وهو ما تضمنته استراتيجيتها وبرامجها ومبادراتها المتعددة التي يمكن تلخيصها بثلاث كلمات هي: التمكين والتحفيز والدعم.
– من أكثر المسارح العملاقة والجميلة في العالم مسرح دار الأوبرا في سيدني، ومسرح موسكو البولشوي، ومسرح لا سكالا دي ميلان، هل سيأتي يوم نرى في السعودية مسرحًا عملاقًا يضاهيها وينافسها؟
نعم .. وهو يوم قريب جدًا، فالمشاريع التي هي قيد التحضير ستصنع معالم حضارية أيقونية، ولعلي أذكر منها ما تم إنجاز مخططاته الهندسية وأخذ طريقه للتنفيذ، فعلى سبيل المثال لا الحصر مركز الملك فهد الثقافي الذي تتم فيه الآن عملية تطوير شاملة، والمسرح الوطني في حديقة الملك سلمان، ودار الأوبرا في جدة، ومنطقة المسارح في الرياض وغيرها الكثير. لكن الأهم من إنشاء المبنى هو تطوير المحتوى فالعمل جار الآن على صناعة عروض مسرحية وأوبرالية تضاهي ما يقدم على المسارح العالمية التي ذكرها السؤال.
*علينا مواجهة التفاهة المنقولة بفيلم أو كتاب أو عرض مسرحي
– نعيش اليوم ثورة تطور لم تحدث من قبل وكل شيء بات رقميًا وذكيا، كيف يمكن للفنون أن تحافظ على جماليتها “الكلاسيكية” المعتادة أمام كل التغيرات التي تحدث؟
في ظني أن الأجهزة الرقمية والذكية ليست بدائل وإنما هي وسائل لنقل المحتوى، لكن المشكلة ليست فيها وإنما في نمط الحياة سريع الإيقاع الذي يجعلنا نقبل ما تقدمه لنا من معلومات كبسولية تنقصها الدقة أو الثقة ومحتوى سطحي وتافه في أحيان كثيرة، لكننا إذا نظرنا لطبيعة سكان المدن فإنهم حينما ترهقهم الطرق السريعة والمزدحمة فإنهم يلجؤون إلى طرق فرعية أكثر إنسانية وهدوءً، وقد يهجرون المدينة لفترات إلى طرق زراعية أو إلى الصحراء أو البحر، وفي ظني أن هذا هو الحال مع المادة الثقافية والفنية، فلتأكيد الخبر الذي يرد على وسائل التواصل الاجتماعي نبحث عن نشرة أخبار رصينة وموثوقة، ولمواجهة التفاهة والسطحية نلجأ إلى كتاب أو مشاهدة فيلم سينمائي أو عرض مسرحي، وبالتأكيد فإن الوسائل الحديثة يمكن أن تنقل محتوى راقياً، وهي تفعل ذلك ومن يبحث عنها يجدها.
*يجب أن يدرك شباب الجيل أنهم هم جيل الفرصة التاريخية لصناعة المستقبل.
– يقول بول فاليزي : ” أفضل وسيلة لتحقيق أحلامك هي أن تستيقظ ”
للمستقبل الذي سيأتي لا محالة بماذا تنصح شباب الجيل؟
قال لي زائر غربي: “أنتم محظوظون لأنه لا تتاح لكثير من الأمم فرصة العودة إلى مخططات الدولة ورسمها من جديد“. وأنا أرجو أن يدرك شباب الجيل أنهم هم جيل الفرصة التاريخية لصناعة المستقبل، وهو مستقبل لا يمكن تحقيقه دون أن نرفع من قيمتنا التنافسية الشخصية في سوق العمل وأن نتحول إلى منتجين بأكثر مما نكون مستهلكين وننتظر الفرص أن تهبط لنا من الأعلى، هذا الجيل عليه أن يصعد لاقتناص الفرص بإمكاناته العالية.
– لكل إنسان مفكر في حياته مبدأ يعمل به وحكمة يجمع بها خلاصة تجاربه ويقدمها للناس كملخص لكل هذه الحياة الحافلة بالتجارب، ما هي حكمة سلطان البازعي؟
ليت صيغة السؤال تحدثت عن “إنسان يفكر” بدلاً من “مفكر” حتى لا توقعيني في فخ المصطلح. وأعتقد أن أهم ما يمكن الخروج به هو أهمية أن يكون الإنسان صادقًا مع نفسه قبل أن يكون صادقًا مع الآخرين.
*المختلفون قِلة واختلافهم هو سِر عظمتهم
– يقول جون ستيوارت: ” الخطر الرئيسي في العصر الحالي هو قلة من يجرؤون على أن يكونوا مختلفين ”
برأيك هل ما يزال الخطر قائما، وما هو الاختلاف المحمود والاختلاف المذموم؟
هم لا بد وأن يكونوا قلة في هذا العصر وفي كل العصور الماضية والآتية، الأنبياء كانوا مختلفين، والمبدعون كانوا مختلفين، والقادة العظام الذين صنعوا التاريخ كانوا مختلفين، لكنهم كانوا قلة واختلافهم هو سر عظمتهم، ويقول الشاعر محمد العوني في وصف الملك عبدالعزيز رحمهما الله:
لو أن طعت الشور يا الحر القطام
ما كنت حشت الدار وأشقيت الحريب.
– كلمة تقدمها للقرّاء.
ِأرجو ألا أكون أطلت عليكم بما لا طائل تحته.
التعليقات