الأكثر مشاهدة

أ.عبدالقادر بن سليمان مكي* حاجَةُ الطِّفلِ إلى تَربيةٍ تَفاعُلية تَقِيهِ عَثراتِ …

الطفل و التربية التفاعلية

منذ 3 سنوات

233

0


أ.عبدالقادر بن سليمان مكي*

حاجَةُ الطِّفلِ إلى تَربيةٍ تَفاعُلية تَقِيهِ عَثراتِ الحَياةِ وتُنقِذُه مِنْ وَباء “كَراهيةِ الدَّرْسِ”، من أصعبِ ما تُبْتَلَى به كثيرٌ من الأُسَرِ أن تَجدَ فيها الطفلَ يَكرَه الدراسةَ، مُعتقداً أنّ الدراسَةَ محصورَة بين جدران المدرسَة فإذا خرجَ من المدرسَة تحللَ من كل ما يَربطُه بها، أمّا إذا حَمَلَه أَبواهُ على الحفظ وإنجاز التمارينِ فلا يَستجيبُ إلا تحتَ مُكْرَهاً أو مُستجيباً بعد إغراء بهديّة. وهذا وضعٌ خَطيرٌ جداً يُنذرُ بعواقبَ وخيمة سيُعانيها الطفل عند الكِبَر، فإن لم يُتَدارَك الأمرُ استفحلَ مع الأيام وكبرَ المشكلُ مع نموّ الطّفل واستعْصَى علاجُه، فلا بدّ من اتّخاذ موقف مُعتدلٍ وعقلانيّ، فيه يُراعَى توازنُ العناصر كلِّها، ويُتصوَّرُ تَدارُك الأمر أو حلُّ المُشكلةِ ببناءِ جُسور التفاعل مع الطفل، فيَكون التفاعُل بالحوارِ الهادئ، وإشراك الطفل في المبادَرات وتَحسيسه بقيمته في الخليّةِ الأسريّة والاجتماعية؛ ولكن الشرطَ الرئيسَ أن تَكونَ سياسةُ التفاعل والحوارِ الهادئ موحدةً على صعيد العائلة كلّها، غير مُعرَّضَة لبَلْوى الاختلاف والتعارُض، الذي يَفتح للطفلِ طريقاً للتسلل والانسلاخ والتنصُّل من تخطيط الأبوين، فهذا أكبر مشكل تُعانيه الأسَر في العالَم العربي إذ يجد الطفلُ لنفسه مَهرباً مُحتمياً ببعض الأقاربِ وكأنّه يَستغيثُ من والدَيْه بأقاربِه فيظهرُ الأبوانِ في ذاك المشهَد في صورة المُستبِدِّ، وتلك صورة وهميةٌ تُبْنَى في المجتمَع وتتراكم وتترسبُ في الذّاكرَة، وعليْه ينبغي أن تَكون السلطَةُ الأولى في الأسرة للأبويْن الأمّ والأب، وألا تتدخَّلَ الاقتراحاتُ والتوجيهاتُ التربويةُ الأخرى إلا بواسطة استشارَة الأبويْن، ليظلَّ بناءُ العلاقَة سَليماً يُؤتي أُكلَه ولا يَكون ذلك إلا بالحوارِ الهادئ.

*أديب وناقد _ سعودي
@abdulqadermakki

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود