مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

يتوارى بعض الناس خلف الكذب ليخفوا به جزءً مظلمًا في شخصياتهم، ولا يريدون أن يطلع …

آفة مقيتة

منذ 3 سنوات

340

0

يتوارى بعض الناس خلف الكذب ليخفوا به جزءً مظلمًا في شخصياتهم، ولا يريدون أن يطلع عليه الآخرون، وبعضهم يعتمد على الكذب ليبرر فعلاً ما، أو ليصل إلى غاية ما.
فما الذي يجعلهم يعتمدون على الكذب في معظم تفاصيل حياتهم؟
هل من مبرر لهم؟
وهل بات الكذب، في بعض الأحيان، ملجأ أو منجاة لصاحبه؟
العجيب أن بعض الكذبات تسلم صاحبها من نظرة الآخرين إليه، وتجعله في أمان من ألسنتهم وشحذ سهام النقد لأفعاله.
وكثيراً ما يسهم المجتمع وبعض الناس، الذين لا شغل لهم إلا المراقبة وتتبع عورات وأخطاء خلق الله، في زيادة نشر هذه الصفة الذميمة.
وهنا يلجأ الإنسان إلى الكذب والتزلف كي يسلم أو يصل إلى مبتغاه، ولكنه في داخله يظل ضعيفاً أمام هذا الطريق الذي سلكه، ومع كل كذبة تتراكم الأخطاء في حق نفسه ويؤنبه ضميره ويفقد الاتزان.
من يختار هذا الطريق وتأتي كذباته متتابعة ونفاقه متوالياً، من دون أن يضع حداً لهذا الطريق، سيتحول الكذب إلى مرض مزمن، وسيكتشف الجميع حقيقته، ولن يصدَّق مرة أخرى حتى لو كان صادقاً؛ لأن صورته رسخت عند الآخرين مطبوعة بطابع الكذب.
فعلى الإنسان أن يفكر في نفسه أولاً، ولا يحاول إيهام الآخرين بشيء تعكس تفاصيل ملامحه أنه يخفي عكس ما يظهر.
مهما حاولت أن تتوارى خلف الكذب فإنك ستنكشف سريعاً، تفضحك نظرة عينيك وحركات يديك، وارتجاف صوتك…
ربما تستطيع خداع غالبية الناس، إلا أنك ستظل عاجزاً أمام خداع أقرب الناس لك، الذين يفهمونك، وكذلك لن تستطيع خداع نفسك مهما حاولت أن توهمها بأنك كنت مضطراً إلى الكذب.

يحتاج الإنسان إلى الشجاعة في مواجهة الآخرين بالحقائق بعيداً عن الزيف مهما كانت ردة فعلهم، ويحتاج أيضاً إلى القناعة بكل ما تحقق له، وبوضعه الحالي الذي يعيشه، دون أن يجمل واقعه بوهم زائف يجمل صورته أمام الآخرين.
الرضا والقناعة شيءٍ مهم للتخلص من هذه العادة التي تشوّه الإنسان من داخله ويظل هارباً تحت عباءة الكذب من كل موقف لا يستطيع أن يعالجه، أو واقعٍ لا يرضيه.

 

*كاتب سعودي

حساب تويتر: Selimmoh2

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود