186
1704
0360
0761
0785
096
042
042
089
053
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11815
04747
04704
04495
04409
17
محمد أبو شرارة*
أَعُلُـوٌّ وأخمَصـي جوزاءُ
أمْ صعودٌ ومنكـبــايَ سماءُ
هنَّ سبعٌ
بلغتُ سدرتَها العلْــيا
فَأنَّى الصُّعودُ و الارتقاءُ
حينَ قالوا:
إلى العراقِ
تجلَّى اللهُ فيها
وانثالتِ الأضواءُ
***
قالَ:
كنْ يا عراقُ
فانشقَّ نهــرانِ ..
وتمَّتْ لآدمَ الأسماءُ
العراقُ العراقُ قلبُ نبيٍّ
وُلِدتْ منْ جلالِهِ الأشياءُ
كانَ طفل الزمانِ يكبُرُ
حتى ملأَ النُّورُ قلبَهُ والضِّياءُ
مُرَّ عبرَ القرونِ
حتى توافي سومرًا
وهيَ جنَّةٌ خضراءُ
وتوافي آشورَ قبَّةَ نورٍ
حيثُ قامَ الملوكُ والعظماءُ
المِسلَّاتُ
بدعةٌ منْ حمورابي
وفيها شريعةٌ وقضاءُ
وتوافي نبوءةَ النَّقشِ في أور
حَوَته الزَّقّورةُ الغراءُ
وتوافي نينوسَ إذْ قالَ:
كوني نِينَوى
إنَّ أمرَهُ إمضاءُ
بابلٌ درَّةُ العصورِ
فأوروكُ
فجرمُو
فكيشُ
فالوركاءُ
ثمَّ قامتْ بغدادُ عاصمةُ الدنــيا
فضجَّتْ منِ اسمِها الأسماءُ
وتجلَّى هارونُ
في موكبِ النُّورِ
عليهِ الجلالُ والكبرياءُ
كانَ حتى السَّحابُ
يركعُ إنْ مــرَّ عليهِ
وتخشَعُ الأنوَاءُ
وتوالتْ مواكبُ النُّورِ
حتى عُمّدت بالجلالِ سامرَّاءُ
مهَّدُوا للعلومِ
والفكرِ
والحكـمةِ مالمْ تمهِّدِ الأنبياءُ
***
إنَّما نِينَوى يدُ اللهِ في الأرضِ
وصلَّى على يديهِ الماءُ
أنهُرٌ كوثرٌ
فمنْ ذاقَ منها شربةً
لمْ تمسَّه لأْوَاءُ
وجنانٌ خضْرٌ
وأهلٌ محِبُّونَ
وصحبٌ أشاوسٌ أصفِياءُ
فدخلْنا
فردوسَ أمِّ الربيعيــن
ارتفقنا تحفّنا اللألاءُ
ها هنا كعبةُ القصائِدِ
طورٌ للتجلِّي
وسدرةٌ وبهاءُ
لتكادُ الأنهارُ تهدِرُ شعرًا
والحقولُ الخضراءُ والأفياءُ
كلُّ نهرٍ بلاغةٌ وبيانٌ
كلُّ نخلٍ قصائدٌ عصماءُ
فلوَ انَّ الفتى
يُخيَّرُ في الأوطانِ دارًا
لكانتِ الحدباءُ
***
غيرَ أنَّ الأحزانَ نخبُ العراقيِّــين
وجْدٌ غِناؤهمْ وبكاءُ
منذُ طاشتْ يدا يزيدٍ
وتبَّتْ
فالمآسي جميعُها كربلاءُ
أيُّ حزنٍ
منْ ألفِ عامٍ ونهرٌ منْ دمانا ما جفَّ
ياعقلاءُ
إنْ يكنْ دينُكُمْ يشَرِّع للقتــلِ
فتلكمْ ديانةٌ عمياءُ
كنزا ربّا،
وشرعُ موسى،
وآياتُ يسوعٍ،
والمسلمونَ؛
براءُ
حرَّفَتْها أبالسُ الأرضِ
حتَّى حجبتْ نورَ هديِها الظلماءُ
***
درَجَ الموتُ في نوادي العراقيِّـين
فاختِيرَ منهُمُ الشُّرفاءُ
واقفًا يقرَعُ الكؤوسَ
ويسقي
فالمنايا يُغدَى بها ويُجَاءُ
ثمَّ ألْوَى على النَّخيلِ بنكباءَ
فلمْ تَبقَ نخلةٌ فرعاءُ
مزَجَ الحزنُ رافدَيْهمْ
فأضحوا كلَّ عامٍ تهُزُّهم نكباءُ
أيُّها الموتُ
لوْ أرحتَ قليلًا
وشدَدْتَ الرِّحالَ حيثُ تشاءُ
ثاويًا في العراقِ مذ ألفِ عامٍ
( رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ منهُ الثَّواءُ )
***
ضاعَ منَّا شدوُ البلابلِ
جفَّتْ أغنياتُ الأوزانِ
وهيَ رواءُ
كيفَ تأتي قصيدةٌ مشتهاةٌ
وهنا الأرضُ كلُّهاء شهداءُ ؟
كيف تأتي الأبياتُ بالسَّعدِ والبِــشـــرِ
وكلُّ البيوتِ حَوْلي عزاءُ
ليسَ للمدحِ وجهةٌ في زمانٍ
سقطَ المَدح
واستقامَ الرِّثاءُ
الزَّمانُ الَّذي..
وبِئسَ زمانٌ
سادَ فيهِ الأرَاذلُ الأدعياءُ
فالشعوبُ العَمياءُ
أنجَبَها الجهـلُ غثاءً ..
وساسةٌ عملاءُ
ينكِحُونَ الدُّولارَ للنَّفطِ بغيًا
فتراهم حروبُهُم شوهاءُ
فأبو جهلٍ
شجَّ رأسَ ابنِ هندٍ
وتفانوا فعِيرُهُم أهْبَاءُ
يعبدونَ الدُّولارَ ربًّا
فواشنـــطنُ قدسٌ وكعبَةٌ بيضاءُ
فرَّقَتنا خرائطُ العصرِ
حتى آمنتْ بالتشرذُمِ الدَّهْماءُ
مزَّقتنا يدا كُليبٍ
فهذا بيتُ جسَّاس
نارُهُ لا تُضاءُ
فإذا جاءَ غادر الرُّمحِ
نذل الطـَّـعنِ
هيهاتَ لنْ يكونَ الفداءُ
نحنُ في بدعةِ العصورِ
ولكنْ
داحسٌ دونَ شوطِها الغبراءُ
***
لاعبٌ ما..
هناكَ يلعبُ بالشَّطــرَنجِ..
نحنُ البيادِقُ العمياءُ
في يديهِ خيطُ الأراجوزِ
لكنْ نحنُ منْ قالَ للدُّمى:
زُعمَاءُ
قدْ ترى الوجهَ وجهَ حرٍّ
ولكنْ حينَ تُبلَى النُّفوسُ
فهْيَ إِمَاءُ
رُبَّ يومٍ سينهضُ الشَّرقُ فيهِ
ويُدكُّ الأنذَالُ والعمَلاءُ
كلُّ حرٍّ فيهِ (حُسَينٌ) تجلَّى
كلُّ حرٍّ منْ نفسِهِ
(كربلَاءُ)
*شاعر_السعودية
التعليقات