مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

    محمد أبو شرارة* ‏أَعُلُـوٌّ وأخمَصـي جوزاءُ ‏أمْ صعودٌ ومنكـبــايَ …

محرابُ المَاء

منذ 3 سنوات

283

0

 

 

محمد أبو شرارة*

‏أَعُلُـوٌّ وأخمَصـي جوزاءُ

‏أمْ صعودٌ ومنكـبــايَ سماءُ

‏هنَّ سبعٌ

‏بلغتُ سدرتَها العلْــيا

‏فَأنَّى الصُّعودُ و الارتقاءُ

حينَ قالوا:

‏إلى العراقِ

‏تجلَّى اللهُ فيها

‏وانثالتِ الأضواءُ

***

‏قالَ:

‏كنْ يا عراقُ

‏فانشقَّ نهــرانِ ..

‏وتمَّتْ لآدمَ الأسماءُ

‏العراقُ العراقُ قلبُ نبيٍّ

‏وُلِدتْ منْ جلالِهِ الأشياءُ

‏كانَ طفل الزمانِ يكبُرُ

‏حتى ملأَ النُّورُ قلبَهُ والضِّياءُ

‏مُرَّ عبرَ القرونِ

‏حتى توافي سومرًا

‏وهيَ جنَّةٌ خضراءُ

‏وتوافي آشورَ قبَّةَ نورٍ

‏حيثُ قامَ الملوكُ والعظماءُ

‏المِسلَّاتُ

‏بدعةٌ منْ حمورابي

‏وفيها شريعةٌ وقضاءُ

‏وتوافي نبوءةَ النَّقشِ في أور

‏حَوَته الزَّقّورةُ الغراءُ

وتوافي نينوسَ إذْ قالَ:

‏كوني نِينَوى

‏إنَّ أمرَهُ إمضاءُ

‏بابلٌ درَّةُ العصورِ

‏فأوروكُ

‏     فجرمُو

‏             فكيشُ

‏                     فالوركاءُ

 

‏ثمَّ قامتْ بغدادُ عاصمةُ الدنــيا

‏فضجَّتْ منِ اسمِها الأسماءُ

‏وتجلَّى هارونُ

‏في موكبِ النُّورِ

‏عليهِ الجلالُ والكبرياءُ

‏كانَ حتى السَّحابُ

‏يركعُ إنْ مــرَّ عليهِ

‏وتخشَعُ الأنوَاءُ

‏وتوالتْ مواكبُ النُّورِ

‏حتى عُمّدت بالجلالِ سامرَّاءُ

مهَّدُوا للعلومِ

‏والفكرِ

‏والحكـمةِ مالمْ تمهِّدِ الأنبياءُ

‏***

‏إنَّما نِينَوى يدُ اللهِ في الأرضِ

‏وصلَّى على يديهِ الماءُ

‏أنهُرٌ كوثرٌ

‏فمنْ ذاقَ منها شربةً

‏لمْ تمسَّه لأْوَاءُ

‏وجنانٌ خضْرٌ

‏وأهلٌ محِبُّونَ

‏وصحبٌ أشاوسٌ أصفِياءُ

فدخلْنا

‏فردوسَ أمِّ الربيعيــن

‏ارتفقنا تحفّنا اللألاءُ

‏ها هنا كعبةُ القصائِدِ

‏طورٌ للتجلِّي

‏وسدرةٌ وبهاءُ

‏لتكادُ الأنهارُ تهدِرُ شعرًا

‏والحقولُ الخضراءُ والأفياءُ

‏كلُّ نهرٍ بلاغةٌ وبيانٌ

‏كلُّ نخلٍ قصائدٌ عصماءُ

فلوَ انَّ الفتى

‏يُخيَّرُ في الأوطانِ دارًا

‏لكانتِ الحدباءُ

‏***

غيرَ أنَّ الأحزانَ نخبُ العراقيِّــين

‏وجْدٌ غِناؤهمْ وبكاءُ

‏منذُ طاشتْ يدا يزيدٍ

‏وتبَّتْ

‏فالمآسي جميعُها كربلاءُ

‏أيُّ حزنٍ

‏منْ ألفِ عامٍ ونهرٌ منْ دمانا ما جفَّ

‏ياعقلاءُ

‏إنْ يكنْ دينُكُمْ يشَرِّع للقتــلِ

‏فتلكمْ ديانةٌ عمياءُ

‏كنزا ربّا،

‏وشرعُ موسى،

‏وآياتُ يسوعٍ،

‏والمسلمونَ؛

‏براءُ

‏حرَّفَتْها أبالسُ الأرضِ

‏حتَّى حجبتْ نورَ هديِها الظلماءُ

***

‏درَجَ الموتُ في نوادي العراقيِّـين

‏فاختِيرَ منهُمُ الشُّرفاءُ

‏واقفًا يقرَعُ الكؤوسَ

‏ويسقي

‏فالمنايا يُغدَى بها ويُجَاءُ

‏ثمَّ ألْوَى على النَّخيلِ بنكباءَ

‏فلمْ تَبقَ نخلةٌ فرعاءُ

‏مزَجَ الحزنُ رافدَيْهمْ

‏فأضحوا كلَّ عامٍ تهُزُّهم نكباءُ

‏أيُّها الموتُ

‏لوْ أرحتَ قليلًا

‏وشدَدْتَ الرِّحالَ حيثُ تشاءُ

ثاويًا في العراقِ مذ ألفِ عامٍ

‏( رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ منهُ الثَّواءُ )

***

‏ضاعَ منَّا شدوُ البلابلِ

‏جفَّتْ أغنياتُ الأوزانِ

‏وهيَ رواءُ

‏كيفَ تأتي قصيدةٌ مشتهاةٌ

‏وهنا الأرضُ كلُّهاء شهداءُ ؟

كيف تأتي الأبياتُ بالسَّعدِ والبِــشـــرِ

‏وكلُّ البيوتِ حَوْلي عزاءُ

‏ليسَ للمدحِ وجهةٌ في زمانٍ

‏سقطَ المَدح

‏واستقامَ الرِّثاءُ

الزَّمانُ الَّذي..

‏وبِئسَ زمانٌ

‏سادَ فيهِ الأرَاذلُ الأدعياءُ

فالشعوبُ العَمياءُ

‏أنجَبَها الجهـلُ غثاءً ..

‏وساسةٌ عملاءُ

‏ينكِحُونَ الدُّولارَ للنَّفطِ بغيًا

‏فتراهم حروبُهُم شوهاءُ

‏فأبو جهلٍ

‏شجَّ رأسَ ابنِ هندٍ

‏وتفانوا فعِيرُهُم أهْبَاءُ

‏يعبدونَ الدُّولارَ ربًّا

‏فواشنـــطنُ قدسٌ وكعبَةٌ بيضاءُ

‏فرَّقَتنا خرائطُ العصرِ

‏حتى آمنتْ بالتشرذُمِ الدَّهْماءُ

‏مزَّقتنا يدا كُليبٍ

‏فهذا بيتُ جسَّاس

‏نارُهُ لا تُضاءُ

فإذا جاءَ غادر الرُّمحِ

‏نذل الطـَّـعنِ

‏هيهاتَ لنْ يكونَ الفداءُ

‏نحنُ في بدعةِ العصورِ

‏ولكنْ

‏داحسٌ دونَ شوطِها الغبراءُ

‏***

لاعبٌ ما..

‏هناكَ يلعبُ بالشَّطــرَنجِ..

‏نحنُ البيادِقُ العمياءُ

‏في يديهِ خيطُ الأراجوزِ

‏لكنْ نحنُ منْ قالَ للدُّمى:

‏زُعمَاءُ

قدْ ترى الوجهَ وجهَ حرٍّ

‏ولكنْ حينَ تُبلَى النُّفوسُ

‏فهْيَ إِمَاءُ

رُبَّ يومٍ سينهضُ الشَّرقُ فيهِ

‏ويُدكُّ الأنذَالُ والعمَلاءُ

‏كلُّ حرٍّ فيهِ (حُسَينٌ) تجلَّى

‏كلُّ حرٍّ منْ نفسِهِ

‏(كربلَاءُ)

 

‏*شاعر_السعودية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود