الأكثر مشاهدة

هلالة المالكي الخوض بأي تجربة جديدة تتطلب انفتاح وحب للتجريب، واستطلاع وقفز وتجا …

قراءة لعمل الفنان السعودي عبدالرحمن السليمان

منذ 3 سنوات

173

0

هلالة المالكي

الخوض بأي تجربة جديدة تتطلب انفتاح وحب للتجريب، واستطلاع وقفز وتجاوز للمعتقدات التي رسمها لنا المجتمع والتربية وإسقاطات الآخرين، والتقصي والبحث بالمجتمعات الجديدة للثقافات الغربية وما تجري به من متغيرات حاصلة طريقٌ مؤدٍ للدخول فيها.

فالفنان عبد الرحمن السليمان بفنه وفكره واطلاعه على مستجدات العصر الحديث؛ يعطي فرصة لامتهان وتذليل الصعوبات، وهذا ما نجده في لوحاته والمعارض التي شارك فيها ونشاطه الدؤوب في عملها، وهو يعطينا لمحات عن فكره وشخصيته التي اكتسبت معاني الثقافة المتحررة، وذلك بوجوده بين عالمين مختلفين في الفكر والمادة، وكذلك الفلسفة المفاهيمية التي تبنتها حركة الفكر التشكيلي السعودي سهلت له الوجود في المجتمعات الغربية المعاصرة فتأثرت بما بعد الحداثة بالحرب العالمية الثانية، فنشأت في القرن العشرين تلك التطورات الجديدة والمواكبة لعصر النهضة وتغيرت فيها الاحتياجات التكنولوجية والتقنيات بسبب ثورة الفن التشكيلي بعد ظهور المدارس كالتكعيبية التي غيرت من فن العمارة الحديثة.

فرؤية الدين والفن على أنهما إسقاطات لعلاقة البشر باحتياجاتهم، وتخيلاتهم، وهمومهم، وقلقهم، ومثلهم، وأمالهم، وظروفهم المادية؛ فربطوا اللاهوت بالاتجاهات الحداثية، فظهور الروايات الكانطية لفلسفة الهوية شكلتها بشكل كبير فدخل الخيال الاجتماعي لتشارلز تيلور كونها فلسفة، وتأثرت بالافتراضات المتعلقة بالدين والحكومة والفضاء العام واقتصاد السوق والعلمانية، وأثرت على أبعاد لها علاقة بالهوية العرقية وهو جزء ومقطع من الخيال الاجتماعي، فالهوية ترتكز على الطرق التي تشكلت بها طبيعتنا الاجتماعية؛ لأنه يسكن فيها تقاطع الجماعة والفرد، وينتمي إلى كليهما.

فحسب أعمال الفنان في لوحاته خروج المصلين من المسجد Worshipers leaving the mosque ،1981 وتناولت نظرة شخصية اجتماعية دينية، وبهذا استطاع أن يمثل العرقية في الرابطة الأثنية حسب فلسفات ما بعد الحداثة؛ ليمثل بها الخيال الاجتماعي السائد في العصر الحديث فتشكلت صورة ذاتية ليحاكي ما استقر بوجدانه وحَركتهُ مشاعره لعملها.

وقالها تبري ايغلتون في تعريفه لما بعد الحداثة وهي أسلوب في الثقافة يعكس شيئاً من هذا التغير التاريخي وذلك في فن بلا عمق، ولا مركز، ولا أساس، فن استبطاني متأمل لذاته، ولعوب، واشتقاقي، وانتقائي، وتعددي، يميع الحدود بين الثقافة الرفيعة والثقافة الشعبية، كما يميع الحدود بين الفن والتجربة اليومية.

 

المصادر:

اللوحة من صفحة الفنان على موقع معهد مسك للفنون. 

تعريف ما بعد الحداثة عند تبري ايغلتون.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود