مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

للوطن بين طيات أعوامه كنوز الماضي وتألق الحاضر وصناعة المستقبل ، في تضاريسه المت …

تنتهي الأيام ويبقى الوطن

منذ 3 سنوات

236

0

للوطن بين طيات أعوامه كنوز الماضي وتألق الحاضر وصناعة المستقبل ، في تضاريسه المتنوعة تباشير الزمن ونفحات النقاء ورمال الطهر وصخور الإباء ، وفي فواتح دفتره الأخضر بسملة الحياة حين يتباهى شامخاً وهو يعانق السحاب فوق جبال السروات أو يسامر المجد فوق ذرى طويق أو يمنح الجمال في نخيل الأحساء أو يشجي القلوب حين تستطيب الصلاة على رسول الله في مدينته الطاهرة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
أو حين يردَّد التكبير في الحرم المكي ويحتضن أم القرى يقبِّل بطحاءها ويرتوي من زمزمها ، يتردد الصدى في مناراتها : لا إله إلا الله ولتصدح الآيات وتسمع الأفئدة : فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف.
للوطن بين حقوله وسهوله وبيده الواسعة وأفيائه المباركة رايات الشمال تخفق بالعزة والسؤدد وترسل تراحيب الكرم.
وله موواويل الجنوب تصدح بأصوات الجبال وسواقي الآبار ومدرجات القمح بلون الوفاء وغطاء الضباب.
( وطني الحبيب وما أحب سواه ) صدح بها صوت الأرض ورددها المحبون في قصورهم وقراهم وأوديتهم وحاراتهم ومقاهيهم وداخل سياراتهم.
وطن الأخيار يحلق ( فوق هام السحب ) وإن كان الثرى فقد حوى الطهر أجساداً صنعت التاريخ قديماً وحديثاً .
وطن القرآن والبيان والإحسان نجزم بأن يومك ليس يوماً عابراً نتوشح فيه باخضرار العَلَم وسماع الأناشيد وترديد القصائد لكنه زمناً يتوجب علينا من أجله الفداء والعمل والكفاح والحفاظ على وحدته العظيمة ، ليجتهد فيه الشباب ويخلص له الرجال وتتألق النساء في عزة وإباء ، متمسكين جميعاً بحبل الكريم وزمام القيم ومقبض الأخلاق ..
تنتهي الأيام ويبقى الوطن سعودياً للأبد .. بإذن الله.

*كاتب من السعودية

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود