مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

  بدرية ال عمر* الإلهام يأتي في كلِّ مكان، وكُل زاوية وشارع، ولتلك الوجوه ا …

النادلة

 

بدرية ال عمر*

الإلهام يأتي في كلِّ مكان، وكُل زاوية
وشارع، ولتلك الوجوه العابرة، والمواقف
أحداث حقيقية، وليست أفلام خادعة.

أتى مُسرعاً إلى ذلك الشارع يبحث عن مقهاً
صغير ،كان دوماً يجلس به متوسدًا الزاوية
فقلمه لا يتحرك إلا في تلك الزاوية من
المقهى، وهو يراقب المارة، وتلك الوجوه
التي أنهكتها ظروف الحياة دخل المقهى،
وهو يجر أنفاسه جلس هناك بدأ يُخرج
ما في جعبته تلفت حوله لم يجد غير
أكواب مكوّمة فوق كُل طاولة ،وعليها
قُبلات أفواه العابرين، وهي تحمل ألف
قصة، وقصة كان ينظر للنادلة، وهي تحمل
بين يديها تلك الأكواب لتغسل تلك
القصص تحت صنبور الماء عادت إليه
تهمس له تعبًا. ماذا تُريد أن تحتسي ؟

فالوقت متأخرٌ أوشكنا على إغلاق
المقهى!
عاد بكرسيه للوراء، وهو ينظر إليها بحزنٍ
شديد!

دعيني هنا أنام بين جدران المكان
ففيه حنينٌ، وأشواقٌ، وذكرياتُ، سأكون
بخير، ولن أخبر أحدًا بذلك تعجبت النادلة
من قوله، تتمتم أنه مجنون، أو شرب شيئاً
أخل بعقله!

عادت إليه، وبنبرة صوت عالية
قليلا سيدي..

أرجوك انصرف، فالوقت لا
يسمح .

عاد إلى تلك الزاوية، وكله خيبات
حمل حقيبته على كتفه، ورحل تاركا
خلفه ذلك المقهى، والحب الذي توقف
عند صراخ النادلة، ونعتته بانه مجنون
وكان يحسبها تبادله نفس الشعور..

 

 

*كاتبة سعودية 

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود