الأكثر مشاهدة

    هبة الفقي* ‏ما زِلْتَ تَسْألُ .. ‏والْمَواجِعُ حَمْقى ‏هي لنْ تُجي …

خَيْطٌ مِنْ ثَوْبِ الطَّيِّبين

منذ 3 سنوات

336

0

 

 

هبة الفقي*

‏ما زِلْتَ تَسْألُ ..
‏والْمَواجِعُ حَمْقى
‏هي لنْ تُجيبَكَ
‏عنْ حَديثِ الْغَرْقَى

‏صَرَخوا ..
‏فما اهْتَزَّتْ
‏ جُفونُ زمانِهم
‏أوْ أحْدَثوا
‏ بيْنَ الضَّمائِرِ فَرْقا

‏حَمَلوا ..
‏جِبالَ هُمومِهِم
‏ في رِحْلةٍ
‏لمْ يَلْمسوا
‏فيها مَدىً أوْ أُفْقا

‏رحَلوا ..
‏فلا تَسْألْ
‏لِماذا مِثْلُهُم
‏يلْقى على هذي الدُّنا
‏ما يَلْقى ؟!

‏الْأَرْضُ ..
‏ ما عَرِفَتْ
‏خُطى أفْراحِهِم
‏والشَّمسُ ذاقَتْ
‏ مِـنْ أَساهُم حَرْقا

‏أنْفاسُهُم ضاقَتْ ..
‏بِطَعْمِ أنينِهِم
‏وكَأنَّها
‏ ذابَتْ بِفِيهِمْ خَنْقا

‏الطَّيِّبونَ ..
‏الْكادِحونَ
‏الصَّابِرونَ
‏السَّائِلونَ يَدَ الْعَدالةِ
‏رِفْقا

‏بَسَماتُهم ثَكْلَى ..
‏ونَبْضُ قُلوبِهِمْ
‏ما بَيْنَ حُزْنٍ
‏وانْكِسارٍ يَشْقَى

‏لَكِنَّ لَوْنَ الْحُبِّ ..
‏فِي أرْواحِهِمْ
‏مِنْ كُلِّ
‏ ألْوانِ الْمَشاعِرِ أنْقى

‏نورٌ بِسيماهُمْ ..
‏ يَفوقُ جَمالُهُ
‏بدرَ السَّماءِ
‏إذا لِلَيلٍ رَقَّا

‏مَرَتْ عَلَيْهِم ..
‏كُلُّ أنْيابِ الضَّنَى
‏لَكنَّهُمْ
‏عادوا بِقَلْبٍ أتْقَى

‏وبِرَغْمِ
‏جوعِ الْمُفْرداتِ
‏ بِحَلقِهِمْ
‏لمْ يَعْرِفوا
‏غَيْرَ الْكَرامَةِ رِزْقا

‏باعوا الْحَياةَ ..
‏ بِشِقِّ حُلْمٍ دافِئٍ
‏فمَتى يَرَوْنَ
‏ مِنَ الْمَآسي عِتْقا ؟

‏ومَتى ..
‏ يُغازِلُهُمْ
‏ نَهارٌ باسِمٌ
‏مِـنْ دونِ أنْ
‏يَحْتاجَ مِنهُمْ رَتْقا ؟

‏مازالَ يَنْبُتُ ..
‏في دِمائي
‏ دَمْعُهُمْ
‏ودَفاتِري
‏ بِنَدَى يَدَيْهِم تُسْقَى

‏مِنْهُم أتَيْتُ ..
‏ وَلي
‏ بِثَوْبِ جِراحهِم
‏خَيْطٌ طَويلٌ
‏ما بِيَومٍ عَقَّا

‏بِنْتُ الْمَساكِينِ
‏الذين أَمامَهمْ
‏عَجَزَتْ حُروفي
‏ ما اسْتَطاعَتْ نُطْقا

‏فعُيونُهم ..
‏تَكْفي
‏ لكي تَئِدَ الْكَلامَ
‏ولا يَظَلُّ
‏ بِجُعْبَتي ما يَرْقى

‏سُحْقـًـا ..
‏ لِنَظْرَةِ عالَمٍ
‏قَدَّتْ حَياءَ الْمُتْعَبينَ
‏وأنْهَكَـتْهُــم رِقَّا

‏ولِكُـلِّ مَنْ ..
‏ صَعـدوا ..
‏على ظَهْـرِ الْجِراحِ
‏وزَيَّفـوا ..
‏وَجْـهَ الْحَقيقَـةِ … سُحْقا

*شاعرة من مصر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود