فرقد_فاطمة الشريف

لا بديل عنها
د. فاطمة الغزالي

خَلُدتْ بِسحرِ بيانِها، بكيانِها
هيَ كلَّ يومٍ حفلُنا وجمالُنا

عربيةٌ فصحى تسامى غزلُها
أمُّ اللغاتِ بها تعالى مجدُنا

بِسياقها صاغتْ لنا قرآنَنا
هبةُ الإلهِ، هل يُبارى جَدُّنا

وبِفكرِها صعْبُ العلومِ تلاينَ
وكذَا المحاورَ قدْ أَدَرْنا بِسبكِنا

هيَ عزُّنا، متسابقٌ لِبحورها
كلُّ المراكب دونما شطآنِنا

الدُّرُّ مِنها للتقدُّمِ صائغٌ
لا للتخلي عن كنوزِ لسانِنا

ما عاقنا بُوقُ التحضُّرِ والحيا
أنْ نستقيْ منها بِهَدْيِ كتابِنا

وليعلموا جدّ المِراسِ خَلَاقُنا
لسْنَا القطيعَ وأنْ يُجال بِدارِنا

سنسيرُ صفًّا واحدًا متمنِّعًا
علتِ الهوامُ ولم يبالِ قطَارُنَا

عربيةٌ فصحى تخلَّدَ عهدُها
بينَ اللغاتِ تظلُّ أُولى خيارنا

وتوهَّج الإحساسُ منّا رافضًا
عنها بديلًا، فهْي روحُ حياتِنا.

الفكرة العامة لمعارض نقوش وطنية الافتراضية:

يأتي معرض نقوش وطنية (٢) إصدارًا ثانيًا في سلسلة معارض نقوش وطنية الافتراضية، والمقدم من قسم الفنون البصرية وقرائها الأعزاء بمجلة فرقد الإبداعية، حيث يتولى كل إصدار الدعاية والإعلان والإعداد والتصميم له فريق من محررات وكاتبات القسم بمشاركة الوسط التشكيلي المتفاعل، ويهدف إلى ربط اللوحات المشاركة بمناسبات وطنية متعددة خلال العام الهجري.

وفي الإصدار الثاني من معارض نقوش وطنية الافتراضية يحتفي اللون والحرف العربي بإبداعات تشكيلية باليوم العالمي للغة العربية، بتعاون كل من الفنانة التشكيلية هند القثامي في الدعاية والإعلان عن المعرض ومناسبته، والفنانة التشكيلية سلوى في تصميم فيديو المعرض، الفنانة التشكيلية فاطمة الشريف في فكرة وكتابة المقال، والأستاذة رزان العقيل في التدقيق اللغوي، وتوجّ هذا العمل التعاوني مشاركة مجموعة من اللوحات التشكيلية لفنانات سطّرن بيانات لوحاتهن معبرات عن فلسفة تلك اللوحات ابتهاجًا بالحرف العربي، وما يتبعه من نقوش وطنية في يوم اللغة العربية العالمي في الثامن عشر من ديسمبر 2021.

تزهو لغة الضاد هذا العام وتبتهج بمناسبة: إطلاق حساب مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وتسجيل الخط العربي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو.

بيان اليونسكو في تسجيل الخط العربي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي:

“Arabic calligraphy is the artistic practice of handwriting Arabic script in a fluid
manner to convey harmony, grace and beauty,”

“The fluidity of Arabic script offers infinite possibilities, even within a single word, as letters can be stretched and transformed in numerous ways to create different motifs.”

وصف بيان منظمة اليونسكو الخط العربي بأنه: “الممارسة الفنية لكتابة النص العربي بطريقة سلسة للتعبير عن الانسجام والفخامة والجمال،”.
” انسيابية الكتابة العربية توفر إمكانيات غير محدودة للخط حتى على مستوى الكلمة الواحدة، حيث يمكن تمديد الحروف وتحويلها بطرق عديدة لإنشاء أشكال مختلفة.”

كما علّق البيان المنشور على الموقع الرسمي للمنظمة أن استخدم الخط العربي في بدايات نشأته جعل الكتابة واضحة ومقروءة، ثم أصبح تدريجياً فنًا عربيًا إسلاميًا للأعمال التقليدية والحديثة. كما وصف البيان قدرة الخطاط العربي في تشكيل وتجسيد الحروف بأشكال زخرفية فريدة باستخدام العديد من الوسائط المختلفة لصناعة حبره مثل العسل، والسخام الأسود، والزعفران، لتشكيل الخط على الورق مصنوع يدويًا ومعالج بالنشا وبياض البيض والشبة.
في العصر الحديث ازدادت استخدامات الخط العربي، فأصبح يستخدم بمثابة طلاء اصطناعي برش الخطوط على الجدران واللافتات والمباني. كما يستخدم الحرفيون والمصممون الخط العربي لتحسين فنون النحت على الرخام والخشب، وفن التطريز، وفن الحفر على المعادن.

فنانات معرض نقوش وطنية الافتراضي (٢) يتحدثن عبر لوحاتهنّ المشاركة:

عبّرت الفنانة التشكيلية أماني غيث من خلال لوحتها “الأصالة العربية” قيمة الأصالة العربية بدمج الحروف العربية مع الحصان العربي الأصيل بألوان متناسقة؛ تعزيزًا للعمق التاريخي للمملكة الذي يشمل العديد من الرموز التراثية والبيئية والجمالية تستحق الاحتفاء بها في مناسبات الوطن الشامخ.

وعبرت الفنانة التشكيلية سميرة القرشي عبر لوحة الكولاج الرقمية “الصمت بين العارفين كلام” وذكرت أن اللوحة تعبر عن جمال اللغة العربية، وسعتها وأصالتها التي حوت كل معاني الحب والمشاعر الإنسانية، حيث أن الفتاة مغمضة عينيها بخامة زخرفية، وينسكب من شفتيها عبارة بالخط العربي:
نظر المحب إلى المحب سلامُ……وَالصمت بين العارفين كلامُ

فيما قدّمت الفنانة التشكيلية زهرة خلف لوحة “العّراب” رسالة مفادها أن الاجتهاد مع النفس، والجد، والعمل ثلاثة عناصر هامة لا تنفك عن بعضها أبدًا مثل التراث، والخط العربي، والزخرفة الإسلامية ثلاثية في الثقافة العربية.

وأكدت الفنانة التشكيلية غادة القرشي أن لوحتها القماشية “اليوم العالمي للغة العربية” تحمل رسالة أننا نصون هويتنا بلغتنا العربية.

أما الفنانة التشكيلية سلوى الأنصاري وعبرلوحة الخط العربي مع العمارة الحجازية تقول:
لبيت جدي نقوشٌ عالقة في الذاكرة، ورائحة ينتشر عبق أريجها كلما هطل المطر،
وكلما ركضنا سويًا نحو الأحلام العالية، في بيت جدي تراتيل نسمعها كلما ممرنا به، يا لها من ذكريات غالية.

وأحبت الفنانة التشكيلية فاطمة الشريف أن تربط الجمل مع الحرف العربي؛ لتعزيز فكرتين أساسيتين هما: القدرة الإلهية في خلق الجمل والذي اتخذ صورًا عديدة وفقًا للنقوش العربية الموجودة في الجزيرة العربية، عليه فقد رصدت لوحتها “الجمل في الآثار العربية”، فهو شكل ولون وحرف متنوع، وله ست صور تجريدية للجمل العربي وفقًا لتلك النقوش، وجاءت الصورة السابعة واصفة النقوش الحديثة التي في الغالب تستخدم في تزيين الجمل، والثراء اللُّغوي في تعدد أسماء الجمل وفقًا لألوانه: المجاهيم، والمغاتير، والصُفر، الحُمر، والشعلاء، والشقحاء، والأوراك.

فيما أبدعت المشاركات في توظيف الخط العربي مع العديد من النقوش الوطنية في التراث السعودي:
الخط العربي مع حرفة السدو في اللوحة الرقمية “النول” للفنانة التشكيلية هند القثامي.
الخط العربي والزخرفة مع الآية القرآنية في لوحة “رحماك يا أبي” للفنانة التشكيلية نجمة شاكر.
الزخرفة العربية نقش وطني تستحق الاحتفاء في لوحة الفنانة التشكيلية ابتسام با مطرف.
الخط العربي وفن التجريد في لوحة الفنانة التشكيلية ياسمين صديق بعنوان “صدى المآذن”.
الخط العربي والزخرفة تتجسد في تناغم لوني وخطي في لوحة الفنانة التشكيلية فدوى بلسود.
الخط العربي على إشراقات آية قرآنية في لوحة الفنانة التشكيلية حصة المسند.

شكرًا نسطره وامتنانا ننثره تقديرًا منا قسم الفنون البصرية بمجلة فرقد الإبداعية لكل من شارك اللغة العربية في يومها العالمي من فنانة وشاعرة، ومشاهدة ممتعة مع:

معرض نقوش وطنية الافتراضي (٢)
مونتاج الفنانة التشكيلية سلوى الأنصاري.

على الرابط أدناه (فضلا انسخ الرابط على المتصفح)