462
0499
0539
1228
0107
047
047
096
059
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11818
04749
04730
04540
04411
17جاسم عساكر*
إلى سيدتي الفاتنة (اللغة العربية)
عذراءُ ما هتكَ الزمانُ حجابَها
إلاَّ ليفتـنَ بالهوى أحبابَها
تختالُ من ألفِ الجمالِ ليائهِ
ترعى صباها كي تصونَ شبابَها
عنقٌ لها يعلو و صدرٌ ناهدٌ
و فمٌ ، يبلُّ رحيقُهُ آدابَها
يزهو بها زيتُ (البلاغةِ) ساهراً
حولَ (البديعِ) مُكحِّلاً أهدابَها
لم يعهدِ التاريخُ أنثىً مثلَها
أنثىً تبزُّ بحسنِها أترابَها
غمزتْ فأيقظتِ الصباحَ مُسائلاً:
ماذا أسالَ منَ الزهورِ لعابَها ؟!!
وأتتْ فراشاتِ الكلامِ بحقلِها
تشكو الخمولَ، فطيَّرتْ أسرابَها
وبخصرها نصبَ (البيانُ) خيامَهُ
و أدارَ قهوتَهُ، و صبَّ شرابَها
لم تبقَ من خيمِ الفصاحةِ خيمةٌ
ما ثبَّتتْ في أرضِها أطنابهَا
وسعى لها (التعبيرُ) فاتكأتْ على
كتفِ (المجازِ) و أبهرتْ كُتّابَها
(النحوُ) ما وقعتْ بهِ أحمالُهُ
فوقَ الشفاهِ، مقوِّماً (إعرابَها)
و (الصرفُ) لم يعثُرْ على أعتابِها
بل راحَ يُعْلي في النُّهى أعتابَها
إعجازُها (الإيجازُ) دونَ رطانةٍ
تُبدي المرادَ، و تتَّقي (إطنابَها)
تتقلَّبُ الأفكارُ هانئةً على
سُررِ (الخيال)ِ، إذا دعتْ أصحابَها
ثقُلتْ عناقيدُ المعاني فانحنتْ
كي يجتني عشَّاقُها أعنابَها
لم تطمسِ (الفيزياءُ) لمعةَ عنصرٍ
فيها، تشاغبُ بالبريقِ ترابَها
يمشي بها (الفعلُ المضارعُ) عابراً
سككَ السنينِ مُخلِّفاً أحقابَها
وعلى يديها الفجرُ يلمعُ ساطعاً
مذ سلسلتْ في العالميـنَ (كتابَها)
و بدتْ تشعُّ على المدى ألفاظُهُ
درراً تطرِّزُ للحياةِ ثيابَها
كبُرتْ و ما شابتْ جدائلُ طفلةٍ
راحتْ تداعبُ في الفضاءِ سحابَها
تُدعى بسيّدةِ اللغاتِ وحسبُها
أنَّ اللغاتِ تنازعتْ ألقابَها
سالتْ فراتاً في جوانحِ (يعربٍ)
فمضى يرشُّ سهولَها و هضابَها
فنمتْ زهورُ العبقريّةِ حولَها
ملءَ الحقولِ، و وزَّعتْ أطيابَها
لله ساقيةٌ أدارتْ كأسَها
فِكَراً تفوحُ، و رنَّحَتْ شُرَّابَها
سارَ (الخليلُ) على خُطى إيقاعِها
و مضى (ابنُ جنِّيٍّ) يزورُ قبابَها
و بِها (النحاةُ) على مقاعدِ درسِها
مذْ درَّسُوها أصبَحوا طُلَّابَها
و رنَا لها الشعراءُ .. كلٌّ يشتهي
لو أنَّها حطَّتْ لديهِ ركابَها
رفعوا منَ الأوزانِ أُسَّ بنائِها
ومنَ القوافي شيَّدوا محرابَها
و على (عكاظٍ) من روائعهمْ يَدٌ
كانتْ تُقيم خطيبَها و خطابَها
يشدو (لبيدٌ) ملءَ خيمتِها التي
شهدتْ هناكَ ذهابَها و إيابَها
——–
لغةُ الخلودِ و أيُّ كأسٍ لذّةٍ
للشاربيـنَ إذا احتسوا أنخابَها ؟؟
ما عابَها طولُ السُّرى أو شانَها
لا شيءَ فيها شانَها أو عابَها !!
عتبتْ على أبنائِها لما انثنَوا
عن حوضِها مُتجاهليـنَ عتابَها
ركبوا الهجيـنَ منَ الكلامِ وما رعَوا
مجدَ الأصيلِ فضيَّعوا أنسابَها
لا حزنَ أوجعُ من مناظرِ روضةٍ
فيها اغتدى فلاَّحُها حُطَّابَها
لا حزنَ أوجعُ من نواحِ حمامةٍ
إن كانَ سهمُ الحارسيـنَ أصابَها
دعني أُحلِّقُ في مدارجِ صوتِها
و أزورُ حارتَها، و أطرقُ بابَها
و أظلُّ أسألُ في معارجِ حيرتي:
هل أنتِ أنتِ ؟ و أستفزُّ جوابَها
كنَّا معاً يوماً، وكانَ يقينُنا ..
ماذا تراهُ أرابَني و أرابَها ؟؟
يا أنتِ يا أمّي التي ضيَّعتُها
في الأمَّهاتِ، و قد طمستُ خضابَها
عودي فما زالتْ منازلُكِ التي
غادرتِها يغزو الحنيـنُ رحابَها
*شاعر من السعودية
التعليقات