الأكثر مشاهدة

‏ مرام العُمَري* ‏عندي من الحزن ما يكفي ليغرقَني ‏ويغرقَ الناسَ لكن لستُ أعترفُ …

لا تفتح الباب

منذ 3 سنوات

266

0

مرام العُمَري*

عندي من الحزن ما يكفي ليغرقَني

‏ويغرقَ الناسَ لكن لستُ أعترفُ

 

‏إذا أفَضْتُ قتلتُ القوم دون يدٍ

‏حسبي من الصمت أكبادٌ لها طرَفُ

 

مَدَدْتُ ثغري أمام الناس أحسَبني

‏إذا مشيتُ على البسْماتِ لا أقفُ

 

‏هذي المتون إذاحمَّلْتُها احتملتْ

‏كيْ لا تمنّ على أحمالنا كتفُ

 

ظننت أني لجمت الثغر فانفلتت

‏كلُّ الظنون وخانتْ صمتها الصُّدَف

‏ما خلتُ أني مع الكتمان أكشفني

‏فما أقول لجُرحي حين ينكشفُ

 

‏وما أقول لوردٍ في الخدود ذوى

بأيِّ قلب يواسي يبسها الأسفُ

 

‏فإن رأيتَ على القسمات مأتمَها

‏لا تسأل الرمشَ والأيتامَ قد نُدِفوا

 

‏لا تفتح الباب خلف الباب أجوبة

‏كليمها السرُّ مذبوحا بما نزفوا

 

عندي بلادٌ من الأنات أذرعها

‏وحدي أناء الجوى إن حثه الشغفُ

 

‏ما قلت هانت ستدنو شمسُ ضحكتنا

‏ ويُهزَم الغم إلا عادني الكلفُ

 

لو كان يُنسى بهجرٍ ما لزمتُ فمي

‏وما رأيتَ شحوبا صاغه الدّنفُ

 

‏أيُّ المواعيد ألغي بعدما نقشتْ

‏في ناظر العين تبكيْ صدقها الغرفُ

 

أي الأصابع أمحو كي تعودَ يدي

‏ملكي ورعشتُها للوصلِ تنصرفُُ

 

‏ما كان أجملنا حبا وأقربنا

‏والقلب راضٍ فلا بعدٌ ولا وجفُ

 

إن شئتُ أقطف من أضلاعه سكنا

‏دنى وقال : كذا القبلاتُ تُقتطفُ

 

‏ كم عبَّ دلَّا وكم أسقى الجوى غزلا

‏والآنَ أين الهوى قلب الهوى خزَفُ

 

قدْ جاذب السحرُ روحي ثم فارقها

‏كأنَّني الذنب مأخوذا بما اقترفوا

 

‏أكاتبُ الفقد طول الحزن من قلقي

‏حِبرُ الأصابعِ أعيا بدعَهُ التلفُ

 

قل لي فديتك ماذا بعد فرقتنا

‏قلْ ثم فارقْ غرامي فالهوى شرَفُ

 

‏كبتٌ مريرٌ وأحداقٌ معلقةٌ

‏تساهر الوقتَ لا أنسٌ ولا ترَفُ

 

يا ليت وجهيَ مثليْ لا يبوح بنا

‏عند العواذلِ لا يحكي ولا يصِفُ

 

‏ما أضيع الصبر إن باح النحول بهِ

‏فاجنِ احتضارك واحملْ فالردى يَزِف

 

*شاعرة من الأردن

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود