جهاد محمد*

عناكبُ الوقتِ طافتْ حولَ أسحاري
قبلَ الغدوِّ فكانَ الصبحُ إسحاري
لو كنتُ أحوي
الذي توحيهِ أنجمهُ
لما عكستُ مدارَ السيرِ إجباري
ولا تكهنتُ في غيبٍ
وملءَ فمي
بحرٌ من الخوفِ
دونَ الخلدِ والنارِ
أنا المغيَّبُ في
دنيا بلا مدنٍ..
سوى الشعاعِ
الذي يأتيكِ من ناري
ولستُ أملكُ إلا شكَّ أسئلةٍ..
كتيهِ غانيةٍ في عشقِ خمارِ

أقاتلُ العدمَ المغشى
على سعفي
حينٌ من العمرِ كي
أبلغهُ أوطاري
وهمي نبي الحياري
جاءَ في يدهِ
لوحٌ من الشكِ مختومًا بأقداري
يشاطرُ الوجعُ
الوحشيّ صورتهُ
كي يستحيلَ حطامًا
في فمِ الغار
ويهدمُ السورَ تلو السورِ تمهدةً
للغارقينَ بعمقِ الحزنِ والثارِ
المبحرين من الآبادِ في سفنٍ
أقصى الملاحةِ
فيها طيفُ فَنارِ

يحكى عن الحبِّ
أن قد كانَ في زمنٍ
كالماءِ في الأرضِ
للملهوفِ والشاري
وكان ملكًا.. له التحنانُ عاصمةٌ
دستورهُ العشقُ والقانونُ أشعاري
وكنتِ شعبًا تخالُ الناسُ فتنتهُ
ريمٌ تغني على إيقاعِ محضاري
حتى محوتِ جمالَ القولِ من شفتي
والشوقُ بيدَ.. بجيشٍ منكِ جرارِ
أصبحتُ مرتحلاً
من غيْرِ مَا سَفَرٍ
في كلِّ ثانيةٍ
تزدادُ أسفاري

صبي رحيقَ
الأسى كيما تبلغني
برازخُ الحبِّ والتحنانِ مشواري
هزي جذوعَ الشقى رفقًا بساريةٍ
كادتْ تَحلُّ سدىً ما بين أوزاري
ردي عزوفَ الأنا صونًا لقافيةٍ
لن تستقيمَ بلا أوتارِ جيتار
كي أمنحَ الورقَ
الدَّارَ أغنيتي
لتزدهي الأرضُ
إيمانًا بإيثارِ
وأطعِمُ الطينَ
في الأصلابِ
جمجمتي
وأعصر الحبَّ
تمحيصًا لأضراري

*كاتب من السعودية