36
041
0104
053
078
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11903
05711
05652
05379
04865
0د. أحمد الهلالي
من عينِ أجدادي أراقبُ داري
فالأرضُ أرضي والمدارُ مداري
أمي فيافي نجدَ، والأحساءُ لي
وأبي الحجازُ، وفي الجنوبِ دياري
ومن الشَمالِ يهبُّ برقُ رحابتي
يسقي الجهاتِ صلابتي وسَمَاري
ودمي وعظمي والعُروق وقامتي
من طينةٍ قدسيةِ الأحجارِ
إني أنا ابنُ السدرِ لم يجتثُّني
كيدُ النفوسِ وندرةُ الأمطارِ
كالنخلِ ترهقُهُ الرمالُ وظلُّه
حانٍ، تعالى فوقَ جورِ الدارِ
وابنُ الحصى والرملِ والشمسِ التي
أدغمتُها في سيرةِ الصبّارِ
قاومتُ كالأشواكِ كلَّ غوايةٍ
حمراءَ تحرقُ مُهجتي وخَضَاري
شيحٌ تغالِبُني السَّمُومُ فأنتشي
وأهيمُ بين ربابةٍ وعرارِ
في نوتةِ “النّهّامِ” تُبحرُ طاقتي
وعلى “المَجسّ” سنابلي ومَحَاري
جملٌ أذِيقُ الأرضَ هيبةَ خيمتي
كيما أساكنُ كبرياءَ السّاري
وأجرُّ في “الشُفيان” طَرْق لواعِجي
وعلى هُدى حِصني ترحّبُ ناري
“جَنْبِيّتي” تعويذةٌ كونيّةٌ
والسيفُ عرّافٌ يرى ويجاري
فأمرّ في وجلِ النجومِ حكايةً
تُذكي المخاوفَ في السّديمِ الضّاري
****
أرضي بلادُ اللهِ، تكتُمُ سرَّهُ
كأسٌ تشفُّ بداهشِ الأنوارِ
منها استفاقَ الكونُ وامتدَّ السّنا
يجلو سوادَ الريبِ بالأحبارِ
تركَ الخليلُ الماءَ، عقلُ يقينِهِ
يتخيّرُ الصّحرا عن الأنهارِ
والروحُ طهّرَها بخفقِ جناحِه
متردّدًا بين السّما والغارِ
ما دنّستْ أرضي حذاءُ خطيئةٍ
تحمي الديارَ عزائمُ القهّارِ
سرٌ وجوديٌّ تخيّر أرضنا
وبراعةُ التكوينِ في الأسرارِ
سرٌ عصيُّ الكُنْهِ، لكنْ نورُهُ
متلألئٌ في سَحْنةِ الأخيارِ
****
من نخلةِ التاريخِ أملأُ سلّتي
خُبزًا عريقًا، نارُه من ناري
وأصبُّ زيتَ عكاظَ في إطراقتي
حتى تضيءَ موائدُ الأشعارِ
نحن السعوديون أهلُ قصيدةٍ
بيضاءَ فوقَ إرادةِ الأكدارِ
أجدادُنا نسجوا الشموسَ بعزمِهم
ما استسلموا إلا لوحيِ الباري
منعوا الظلامَ عن القيامِ وأسرجوا
شُعَلَ العلومِ وبهجةَ الأنظارِ
ومضوا إلى كلِّ الجهاتِ، فخانَهُم
ليلٌ، يموجُ برأيهِ الغدّارِ
امتدَّ يقطعُ عن رؤوسِ نخيلِهم
نهرَ الضياءِ المستطيلِ الجاري
هذا انتقامُ الليلِ من أسلافِنا
لكنَّ مكرَ اللهِ للمكّارِ
بزغَ الإمامُ “محمدٌ” في كفِّهِ
سوطُ الضياءِ على الظلامِ يُمارِي
وسرَى بخيلِ اللهِ يجلدُ ظهرَه
حتى تلاشى في الفضاءِ العاري
وارتدّ ثانيةً، فمزّقَ وجهَهُ
تركي بنُ عبدِاللهِ بالأحرارِ
وارتدَّ ثالثةً، فأحرقَ قلبَهُ
عبدُالعزيز ببارقِ الإعصارِ
فأعادَ في شمسِ الجزيرةِ روحَها
وأضاءَ حبرُ اللهِ في الأسفارِ
وسرى السعوديون نبضًا صادقًا
في “نِحْمِد الله” فوقَ نبضِ الطارِ
****
نحن السعوديون ليس كمثلِنا
أحدٌ، فهاؤمْ يا أولي الأبصارِ
نحن امتدادُ الماجدين، مؤصلٌ
فينا الضياءُ وحكمةُ الأحرارِ
جينُ التحدّي نحن في تكوينِه
أصلٌ يدومُ على مدى الأطوارِ
نبني من اللاشيءِ كونًا وارفًا
لا نستكينُ لسُلطةِ الأصفارِ
صحراؤنا تلكَ العصيةُ ترتدي
بِشتَ العُلومِ وفاتنَ الإعمارِ
منذ المؤسسِ والقوافلُ وَجَّهَتْ
نحوَ الثريا رحلةَ الأقمارِ
من كلِّ مئذنةٍ شعاعُ سجيّةٍ
فاقتْ مدى التوقيرِ والإبهارِ
قرنٌ تزاحمَ بالشموسِ وموطني
قبلَ الهلالِ أهلَّ بالإبدارِ
ملِكٌ تلا ملِكًا، تحفُّ ملوكَه
قممُ الرجالِ مصانعُ الأفكارِ
والماجدون إلى جوارِ ملوكِهم
ثقةَ الشراعِ على ثباتِ الصاري
شعبٌ يرى أنّ الوفاءَ عقيدةٌ
كالأكسجينِ الثرِّ للأعمارِ
قرنًا وهذي الأرضُ تنذرُ نبضَها
للطيبين، وللهُدى والجارِ
وتمدُّ للإنسانِ دفءَ جناحِها
وتقولُ: نَخْلِي للسلامِ شِعاري
قرنًا وتتلوهُ القرونُ ومجدُنا
عبرَ العصورِ يفوزُ بالإكبارِ
يا سادةَ الأنوارِ، قوموا، ردّدوا:
الأرضُ أرضي والمدارُ مداري.
التعليقات