الأكثر مشاهدة

ناصر الغساني*   ‏سَلي الروحَ ‏مُذْ ريحٌ على صحْو أُفْقِها تَهُبُّ ‏ومُذْ ضا …

قِفـــا نَبْكِ

منذ 3 سنوات

471

0

ناصر الغساني*

 

‏سَلي الروحَ

‏مُذْ ريحٌ على صحْو أُفْقِها تَهُبُّ

‏ومُذْ ضاعَتْ عليها كغيمةِ

 

‏عن الجَدْبِ حظّ

‏صارَ يَنْداحُ في مدى متاهاتِها

‏والدَّرْبُ يُفْضي لعَتْمةِ

 

‏سَلي الروحَ

‏لا خلٌّ يواسي عذابَها

‏ولا لاحَ ضوءٌ في سماها لنَجْمةِ

 

‏سُدىً في جهاتِ الوجْدِ

‏تاهتْ وحيدةً

‏سُدىً كَمْ تُناجي الوصلَ

‏في ليلِ وِحْشَتي

 

‏وتَسْألُ هل تلْقاكِ يومًا بدْربِها؟

‏فما أجْملَ اللُّقْيا بدربٍ كصُدْفةِ

 

‏كأنِّي تركْتُ الروحَ تمضي فراشةً

‏تُفتِّشُ هذي الأرضَ

‏عن حِضْنِ ورْدةِ

 

‏فلا تَتْرُكيني للمفازاتِ أنْتَمي

‏ورمْلُ غيابٍ

‏يرْتوي من حقيقتي

 

‏ولا تَتْرُكيني

‏كالمجاذيبِ شاطِحًا

‏أُطارِدُ وهْمًا في تآويلِ لُجَّتي

 

‏بصمتِ سرابِ الوقتِ

‏كالناي مُوغِلاً

‏ولي رغْبةُ الظمآنِ في حُزْنِ بُحَّتي

 

‏فللغيبِ أمضي

‏دونَ وحيٍ يَدُلُّني

‏ألفْتُ انْكِساراتي وتيهي وعُزْلتي

 

‏تُصوِّفُني الصحراءُ

‏وحدي بريبِها

‏أُشكِّلُ من طينِ المجازاتِ جرَّتي

 

‏غريبًا إلى عينيكِ كَمْ ظِلْتُ راحِلاً

‏وبي ولهٌ

‏ما زالَ يُرْبِكُ خُطْوتي

 

‏وأُلقي بنرْدي للمسافاتِ سادِرًا

‏لعلِّي أُصيبُ الحُلْمَ

‏في غيِّ وجْهتي

 

‏”قِفا نَبْكِ” أيَّامًا رمتْنا بغُرْبةٍ

‏وأَلْقتْ بِنا ما بينَ شكٍّ وحَيْرةِ

 

‏فإنْ قُلْتُ أنْسى كُلَّ شيءٍ

‏تَشُدُّني إلى أمْسِنا الذكرى

‏وتُحْيي صبابتي

 

‏كأنَّا خُلِقْنا للأسى

‏وكأنَّنا خُلِقْنا

‏لهذا المُشْتهى والتَّشتُّتِ

 

‏فمِلءَ فضاءِ البُعْدِ

‏أبْدو ككوكبٍ

‏يدورُ حنينًا في الدُّجى يا مجرتي

 

‏بأرْصِفةِ الأشواقِ قَدْ عِشْتُ عازِفًا

‏فِراشي الجوى والصَّبْرُ

‏زادي كمنْجتي

 

‏أجلْ ذي حياتي

‏رهْنَ عينيكِ لَمْ تزلْ

‏وما زلتِ حتَّى الآنَ ناري وجنَّتي

*شاعر عماني

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود