الأكثر مشاهدة

 حسن زكريا اليوسف* لماذا ؟! لماذا ؟! أتَذكُرُ أيامَ كُنّا على شطِّ لهفتِنا تُباد …

في مَهبِّ الضَّياع

 حسن زكريا اليوسف*

لماذا ؟!
لماذا ؟!
أتَذكُرُ أيامَ كُنّا
على شطِّ لهفتِنا
تُبادلُني يانعَ الهمساتِ
وتُنفِقُ كُلَّ ادِّخارِكَ من بَسَماتٍ
وتزرعُ رأسَكَ في روضة ِ الياسمين ِ
وكَفّي سَحَابُ حَنان ٍ
تمرُّ على سَفحِ خَدِّكَ نفْحاتِ فُلّ
*
أتَذكُرُ ما كنتَ تعزفُِ من نغَمات ِ الغرام ِ
بأحضان ِ أُمسيةٍ
حينَ كان لسانك َ
يهطلُ
[ أنت ِ البدايةُ
والعُمرُ قبلَك محضُ هَباءٍ
وأنتِ ارتواءُ شكوكي
وصفـوُ اليقين ِ
وسِربُ الأملْ ]
وتُغرقني في بحار الغَزَلْ
وتغزلُ لي حُلَّةً من قُبَلْ
*
لكَ العارُ يومَ تعرّي النوايا
تميطُ الحقيقةُ عن قُـبح ِ روحكَ ذاك اللثامَ
وتفضحُك الموبقاتُ
وفُحشُ التقاسيم ِ في صَفَحاتِ المرايا
فقُلْ :
لماذا تهيلُ الجفاءَ على الذكرياتِ
وتقبضُ أنفاسَ حُلم ٍ وليد ٍ
وتنصبُ مشنقةَ البسَمات ِ ؟!
لماذا كفرتَ بعهد ِ الهناء ِ
ولم تُلق ِ بالاً
لدمع ٍ كَسا قامتي
وجُرح ٍ فتيٍّ
على موقد ِ الطَّعَناتِ اشتعلْ ؟!
*
هنيئاً
وأشهدُ إنك أتقنتَ رَمياً
فما طاشَ سَهمُكَ
أو ضَلَّ سَعيُكَ
كنتَ قديراً
على سَلْب ِ روحي
وسفك ِ براءة ِ نبضي
رويداً رويداً
بكل بُرود ٍ
فألقيتني جُثةً
في مَهَبِّ الضَّياع ِ
وما بين فَكّيْ فَشَلْ
*
بلغتَ المرامَ
وها أنت تَمضي
بدون التفاتٍ
وخلفكَ أسئلةٌ ليس يروي ظَماها بَلَلْ
لك النصرُ فاهنأ
ولوّح براياتهِ فوق أنقاض ِقلبي
هنيئاً بخزي انتصار ٍ
لواؤك فيه الدَّجلْ
سلاحُك قلبي النديُّ
وترسانةٌ من خِداع ٍ
وجحفلُ زيـف ٍ
فتبّاً لنصر ٍ دَنِيءٍ
وبِئسَ البطلْ

 * شاعر من سوريا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود