29
020
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11846
05024
04937
04798
04449
17سعد البردي*
لكلٍ منا لحظاتٍ حاسمة في حياته كتلك اللحظات التي غيرت حياة الكثيرين من فلاسفة، ومفكرين وكتّاب، وأدباء، وشعراء، وسياسيين، ومثقفين، بل و الكثير الكثير من جميع أطياف المجتمعات.
وسأستعرض هنا تلك اللحظة التي غيرت حياة الروائي العالمي الكبير “دوستويفسكي” عندما كاد أن يخطفه الموت حين حكم عليه بالإعدام، وفي آخر لحظة قبل تنفيذ الحكم ببضع دقائق يُستبدل الحكم بأربع سنوات من السجن في سيبيريا بعفوٍ صادرٍ من الإمبراطور نفسه.
وهنا سنجد “دوستويفسكي” وهو يقطع رحلته الأخيرة من أقصى الإلحاد إلى أقصى الإيمان، بعد أن تعرف على شخص مسلم اسمه “علي القوقازي” تلك المعرفة التي أثارت فضوله وفتحت له باباً للتعرف على الدين الإسلامي فسارع في مراسلة أخيه خارج السجن طالبا منه نسخة من القرآن الكريم ، وكتاب “العقل النقدي الخالص”“لكانط”. ليستغرق في القراءة والتفكر والتجربة التي عاشها مع شخصيات عديدة في سجنه، وبعد انقضاء مدة الحكم وتلك الرحلة الشاقة في مذكراته التي كتبها على أوراقٍ كان يخبئها ويعطيها سراً لأحد موظفي مستشفى السجن لتجد طريقها إلى النشر فيما بعد، لم يكن يعلم أنها ستكون نتاجاً يخلده ويجعله من أعظم الرواة والكتاب في تاريخ الأدب العالمي.
يخرج من سجنه ليُخرج لنا عملاً يُعد من أعظم ما كتب في جوهر الإنسان، ويُعد الأعمق تأثيراً على الصعيد الإنساني على مدى قرنين من الزمن “مذكرات من منزل الأموات “؛ تلك الرواية التي يقال أن الإمبراطور بكى وتألم كثيراً عندما قرأها، ومن ثمّ قلبت موازينَ شتى، وغيرت نظُم المحكمة وقوانين السجن في روسيا القيصرية بقوانينٍ أخرى ذات رحمة تتلاءم مع السجناء.
*كاتب وشاعر سعودي
شكرًا لهذا الإثراء الأديب سعد البردي