مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

عادل القرين* من قال: (ممروس أو فتيت أو بثيث)؛ على اختلاف لهجتنا الإحسائية، طيب ا …

ممروس الإحسائية

منذ 11 شهر

216

0

عادل القرين*

من قال: (ممروس أو فتيت أو بثيث)؛ على اختلاف لهجتنا الإحسائية، طيب اللهم أنفاسكم بالمكارم والألق والابتسامة؟

جرت العادة في كل بهجةٍ إحسائية، وليالٍ قمرية، وزيجات محلية أو شرقية، أن يصنع هذا الطبق الشعبي والتراثي في آنٍ، لتكامله من الناحية الغذائية، وتضامنه فوق أجنحة البلابل الأسرية؛ لتكاتف كل الجيران والأهل بتحضيره وإظهار مودتهم بالجميل.

وبما أننا في أحساء النخيل، فالمكون الرئيس فيه التمر، والطحين الأسمر، والزبدة أو السمن على حدٍ سواء، وكذلك الينسون، والهيل، والزعفران، وماء الورد، والكل يتفنن في المقادير على حسب كل مطبخ وذوق؛ كإضافة المكسرات وغيرها من المحفزات التأثيرية للعرض والطلب والتسويق.

على كل حالٍ وعافية، يجتمع أغلب الأهل والأحبة لصنع هذا الطبق قبيل الزفاف بأيامٍ معدودة، والكل منهم قد اتسم بالفرح، والزغاريد تتطاير بين أفواه الترانيم، والمُوشحات.

فما تكاد أن انفصل التمر عن نواته، إلا واستدارت (المحارك) في كيفياته، وتمايلت الرؤوس على صولاته؛ بذكر العريس والعروس بالأحراز القرآنية والهُتافات الوجدانية المحببة إليهما.

وعلى صعيد المحبة والتواصل، الكل منهم يُهدي الآخر في مناسباته، سواء أكانت بحفل الحنة، أو عقد القِران، أو في كل اجتماعٍ اتسم بالألفة شتاءً وصيفاً.

نِعم الأحساء، متعددة القرى والمدن، فما تكاد أن يخلو هذا البيت عن الآخر من اختلاف مدة الكلام، وريحان الوئام، وعذوق الصرام، وعطر الختام.

 

* كاتب سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود